يقيم البعض من النّاس وزناً واعتباراً لما قد يتعرَّضون له من مواقف محرجة تؤدّي إلى طردهم من مركز أو وظيفة، أو نبذهم اجتماعيّاً وغير ذلك، ويشعرون بالأسى والحسرة والألم النَّفسيّ، وهذا الشّعور طبيعيّ إذا كانت أسبابه وجيهةً وسليمةً، فكرامة الإنسان هي أغلى وأعزّ ما لديه.
ولكنَّ هذا البعض يبالغ جداً، ويغالي إلى حدِّ بعيد، ولا ينسى ما قد يحصل له، ويعتبر أنَّ طرده من مركز أو وجاهة أو تقديم أحدٍ عليه في سلطة أو منصب، هو نهاية الحياة، وأنَّ الموت أشرف من بقائه على وجه الأرض، وهذا شيء غريب ومستهجن، ولا ينمّ عن وعي ومسؤوليّة، فالإنسان المؤمن بربّه والمتوكِّل عليه، لا يهمّه من دنياه أيّ زخارف ومظاهر، بل يأخذ منها ما يكفيه، وما يجعله عزيزاً بالله تعالى وكريماً به.
والمؤمن الواثق بالله تعالى هو الَّذي يقيم في جوار الله على الدَّوام، فيلتزم أوامره وحدوده، ويعبده حقَّ عبادته، ويخلص له، ولا يشرك به شيئاً من حطام الدّنيا، فهو الإنسان العاقل الّذي يعتبر أنَّ المأساة الحقيقيَّة هي أن يطرد من رحمة الله، وأنَّ ذلك هو المصيبة الكبرى له، فإنَّ غضب الله عليه من جرّاء أعماله الدنيئة والمبغضة، يؤدِّي فعلاً إلى الطّرد الفعليّ من عين الله ورعايته، وهذه هي الخسارة الكبرى الّتي يمكن أن تصيب الإنسان في حياته وبعد مماته، وليست الخسارة أن يكون مطروداً من اعتبارات الدّنيا الفانية.
والمؤمن في وعيه لحركته ومواقفه على مستوى حياته الخاصَّة والعامَّة، يسعى على الدَّوام إلى أن لا يُطرَد من عين الله، وألا يكون ممّن يغضب الله عليهم، نتيجة مشاعرهم المنحرفة والمريضة، ونتيجة مواقفهم الباطلة، بل أن يكون من المرحومين في الدّنيا والآخرة، الّذين يتقرّبون إلى الله تعالى من خلال خدمة عياله، والإحسان إلى الحياة بكلِّ ما ينفعها.
وما أحوجنا في كلّ وقت إلى أن نربّي أنفسنا على القرب من الله تعالى وإحياء أمره بيننا! فلا تدابر ولا تنازع ولا تخاصم ولا فتنة، ولا تجاهر بالمعاصي والمفاسد، بل الحرص الدَّائم على أن نكون من أهل محبَّة الله ورحمته وعفوه.
فلنربِّ أجيالنا على أهميّة أن يخلصوا لله وحده، ويحسبوا حسابه وحده، وأن يكونوا ممّن يتقرّبون إلى الله بمشاعرهم ومواقفهم وعقولهم، وأن يكونوا الواعين، فلا تسلب مظاهر الدّنيا أصالتهم وهويّتهم، كي لا يندموا ويكونوا في آخرتهم من أهل الحسرة والندامة.
كلّ السَّعادة في رضا الله وقربه والإخلاص له، وكلّ الخسارة أن نقيم الاعتبار لفلانٍ أو فلان، أو أيّ جهةٍ معنويّةٍ وماديّةٍ وغير ذلك، مما لا ينفع حركة الإنسان نحو الله تعالى.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّشر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
يقيم البعض من النّاس وزناً واعتباراً لما قد يتعرَّضون له من مواقف محرجة تؤدّي إلى طردهم من مركز أو وظيفة، أو نبذهم اجتماعيّاً وغير ذلك، ويشعرون بالأسى والحسرة والألم النَّفسيّ، وهذا الشّعور طبيعيّ إذا كانت أسبابه وجيهةً وسليمةً، فكرامة الإنسان هي أغلى وأعزّ ما لديه.
ولكنَّ هذا البعض يبالغ جداً، ويغالي إلى حدِّ بعيد، ولا ينسى ما قد يحصل له، ويعتبر أنَّ طرده من مركز أو وجاهة أو تقديم أحدٍ عليه في سلطة أو منصب، هو نهاية الحياة، وأنَّ الموت أشرف من بقائه على وجه الأرض، وهذا شيء غريب ومستهجن، ولا ينمّ عن وعي ومسؤوليّة، فالإنسان المؤمن بربّه والمتوكِّل عليه، لا يهمّه من دنياه أيّ زخارف ومظاهر، بل يأخذ منها ما يكفيه، وما يجعله عزيزاً بالله تعالى وكريماً به.
والمؤمن الواثق بالله تعالى هو الَّذي يقيم في جوار الله على الدَّوام، فيلتزم أوامره وحدوده، ويعبده حقَّ عبادته، ويخلص له، ولا يشرك به شيئاً من حطام الدّنيا، فهو الإنسان العاقل الّذي يعتبر أنَّ المأساة الحقيقيَّة هي أن يطرد من رحمة الله، وأنَّ ذلك هو المصيبة الكبرى له، فإنَّ غضب الله عليه من جرّاء أعماله الدنيئة والمبغضة، يؤدِّي فعلاً إلى الطّرد الفعليّ من عين الله ورعايته، وهذه هي الخسارة الكبرى الّتي يمكن أن تصيب الإنسان في حياته وبعد مماته، وليست الخسارة أن يكون مطروداً من اعتبارات الدّنيا الفانية.
والمؤمن في وعيه لحركته ومواقفه على مستوى حياته الخاصَّة والعامَّة، يسعى على الدَّوام إلى أن لا يُطرَد من عين الله، وألا يكون ممّن يغضب الله عليهم، نتيجة مشاعرهم المنحرفة والمريضة، ونتيجة مواقفهم الباطلة، بل أن يكون من المرحومين في الدّنيا والآخرة، الّذين يتقرّبون إلى الله تعالى من خلال خدمة عياله، والإحسان إلى الحياة بكلِّ ما ينفعها.
وما أحوجنا في كلّ وقت إلى أن نربّي أنفسنا على القرب من الله تعالى وإحياء أمره بيننا! فلا تدابر ولا تنازع ولا تخاصم ولا فتنة، ولا تجاهر بالمعاصي والمفاسد، بل الحرص الدَّائم على أن نكون من أهل محبَّة الله ورحمته وعفوه.
فلنربِّ أجيالنا على أهميّة أن يخلصوا لله وحده، ويحسبوا حسابه وحده، وأن يكونوا ممّن يتقرّبون إلى الله بمشاعرهم ومواقفهم وعقولهم، وأن يكونوا الواعين، فلا تسلب مظاهر الدّنيا أصالتهم وهويّتهم، كي لا يندموا ويكونوا في آخرتهم من أهل الحسرة والندامة.
كلّ السَّعادة في رضا الله وقربه والإخلاص له، وكلّ الخسارة أن نقيم الاعتبار لفلانٍ أو فلان، أو أيّ جهةٍ معنويّةٍ وماديّةٍ وغير ذلك، مما لا ينفع حركة الإنسان نحو الله تعالى.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّشر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.