التّسابق في حمْدِ الله

التّسابق في حمْدِ الله

ونبقى مع دعوات الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام عليّ بن الحسين(ع)، وما فيها من عبق الإيمان، وانفتاح الرّوح والعقل على الذّات الإلهيَّة، والتدرُّج في القرب منها...

يقول الإمام زين العابدين(ع): "والحَمْدُ للهِ بِكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدْنَى مَلائِكَتِهِ إلَيْهِ، وأكْرَمِ خَليقَتِهِ علَيْهِ، وأرْضَى حَامِدِيهِ لَدَيْهِ، حَمْداً يَفْضُلُ سِائِرَ الحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنا علَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، ثُمّ لَهُ الحمْدُ مكانَ كُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ علَيْنَا وعلَى جَميعِ عِبَادِهِ المَاضِينَ والبَاقِينَ، عَدَدَ ما أحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَميعِ الأشْياءِ، ومَكَانَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْها عَدَدُها أضْعَافاً مُضَاعَفَةً أبداً سَرْمَداً إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، حَمْداً لا مُنْتَهى لِحَدِّهِ، ولا حِسَابَ لِعَدَدِهِ، ولا مَبْلَغَ لِغَايَتِهِ، ولا انْقِطَاعَ لأمَدِهِ، حَمْداً يَكُونُ وُصْلَةً إلى طَاعَتِهِ وعَفْوِهِ، وسَبَباً إلى رِضْوانِهِ، وذَرِيعةً إلى مغْفِرَتِهِ، وطَريقاً إلى جنّتِهِ، وخَفيراً مِنْ نِقْمَتِهِ، وأمْناً مِنْ غضَبِهِ، وظَهيراً على طاعَتِهِ، وحَاجِزاً عَنْ معْصِيَتِهِ، وعَوْناً علَى تَأدِيَةِ حَقِّهِ وَوَظَائِفِه؛ حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ في السُّعَداءِ مِنْ أوْلِيائِهِ، ونَصِيرُ بِهِ في نَظْمِ الشّهَداءِ بِسُيُوفِ أعْدائِهِ، إنَّهُ وَلِيٌ حَمِيدٌ".

ويبقى الحمد لله أوّلاً وآخراً، فهو المستحقّ للحمد والشكر، والمؤمن يسعى كي يكون من الحامدين الشاكرين إلى أقصى الحدود الممكنة، وحسبما زوّدنا الله به من الطاقات والإمكانات، لنكون مثل الملائكة المقربين في انفتاحنا على عمق الإيمان والقرب لله والدعاء إليه بالقلوب الخاشعة الطاهرة النظيفة، حتى نصير عند الله من العباد المكرمين بالعمل الصّالح والكلِم الطيّب.. فالعباد المؤمنون يتنافسون على حمد الله بكل وعي وإخلاص لمعاني الحمد وانعكاسه على روحانيَّتهم الصافية التي تغني الحياة بكلّ خير وسلامة وسكينة.

والتّسابق إلى حمد الله يصل بالمؤمن إلى أن يبذل طاقته في التفرُّد بالحمد، فلا يقترب حمد منه، كي نكون على قدر فضل الله علينا، فنبادل الفضل بالحمد والتقرُّب، والحمد يختزن في عمقه قيمة الرغبة إلى الله عبر الابتعاد عن الفساد والانحراف.

وينبغي أن ندرك قيمة الخشوع لله، فلا نخشع أمام أيّ سلطة أو سطوة من هنا وهناك، وقيمة الخضوع له، فلا نخضع للمستكبرين والفاسدين والمستغلّين والمنافقين والمتزلّفين، فالخضوع لله فيه كلّ العزّة والكرامة والحريّة، حيث مواطن الرّحمة والعفو والمحبّة الخالصة.

إنّ قربنا إلى الله تعالى والتّنافس على حمده، يتطلَّب منّا جهاداً لأنفسنا على نوازعها الشّريرة والأمّارة بالسّوء، فكما يستشهد المجاهد في سبيل الله في ساحة المعركة، يستشهد المؤمنون كلّ يوم خلال جهادهم لأنفسهم وفي مواجهتهم لأعداء الله تعالى ومشاريعهم ومخطَّطاتهم.

وفي شرحه لما تقدّم من دعاء، يقول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض): "ويبقى للحمد في امتداده الدرجة العليا في ما نختاره منه وننفتح عليه، لأننا نريد أن نحمد الله لنبلغ به الغاية القصوى، فنتطلَّع إلى أقرب ملائكته إليه وأكرم خليقته عليه.. ويصعد الطموح، فنتطلَّع إلى حمد لا يصل إليه أحد بحيث يفضل باقي الحمد، فلا يقترب حمد منه.. ثم إنَّ للحمد في وعينا الإيمانيّ وظيفة في حركة القرب إلى الله بما يختزنه في مضمونه من إيماننا به، وحبّنا له وخوفنا منه، ورغبتنا إليه وخشوعنا له وخضوعنا لربوبيته، فيكون له تأثيره الإيجابيّ في الوصول إلى درجة طاعته وعفوه والحصول على رضوانه.. ولنكون في جهادنا لأنفسنا في التّمرّد على نوازعها الخبيثة، وأوامرها السيّئة وفي مواجهة الضّغوط القاسية التي تريد أن تفرض علينا الانحراف مما يضغط به أعداء الله.. معدودين من الشهداء الذين جاهدوا بأنفسهم في سبيل الله...".[كتاب: آفاق الرّوح، ج 1، ص 51، 52].

فلنكن من العاملين لاستحقاق نعمة الله وفضله ورحمته عبر شكر الله وحمده، بالعمل المنسجم مع إرادة الله وخطّه، في التزام مواجهة الباطل وجهاد النّفس.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها. 

ونبقى مع دعوات الصَّحيفة السَّجاديَّة للإمام عليّ بن الحسين(ع)، وما فيها من عبق الإيمان، وانفتاح الرّوح والعقل على الذّات الإلهيَّة، والتدرُّج في القرب منها...

يقول الإمام زين العابدين(ع): "والحَمْدُ للهِ بِكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدْنَى مَلائِكَتِهِ إلَيْهِ، وأكْرَمِ خَليقَتِهِ علَيْهِ، وأرْضَى حَامِدِيهِ لَدَيْهِ، حَمْداً يَفْضُلُ سِائِرَ الحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنا علَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، ثُمّ لَهُ الحمْدُ مكانَ كُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ علَيْنَا وعلَى جَميعِ عِبَادِهِ المَاضِينَ والبَاقِينَ، عَدَدَ ما أحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَميعِ الأشْياءِ، ومَكَانَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْها عَدَدُها أضْعَافاً مُضَاعَفَةً أبداً سَرْمَداً إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، حَمْداً لا مُنْتَهى لِحَدِّهِ، ولا حِسَابَ لِعَدَدِهِ، ولا مَبْلَغَ لِغَايَتِهِ، ولا انْقِطَاعَ لأمَدِهِ، حَمْداً يَكُونُ وُصْلَةً إلى طَاعَتِهِ وعَفْوِهِ، وسَبَباً إلى رِضْوانِهِ، وذَرِيعةً إلى مغْفِرَتِهِ، وطَريقاً إلى جنّتِهِ، وخَفيراً مِنْ نِقْمَتِهِ، وأمْناً مِنْ غضَبِهِ، وظَهيراً على طاعَتِهِ، وحَاجِزاً عَنْ معْصِيَتِهِ، وعَوْناً علَى تَأدِيَةِ حَقِّهِ وَوَظَائِفِه؛ حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ في السُّعَداءِ مِنْ أوْلِيائِهِ، ونَصِيرُ بِهِ في نَظْمِ الشّهَداءِ بِسُيُوفِ أعْدائِهِ، إنَّهُ وَلِيٌ حَمِيدٌ".

ويبقى الحمد لله أوّلاً وآخراً، فهو المستحقّ للحمد والشكر، والمؤمن يسعى كي يكون من الحامدين الشاكرين إلى أقصى الحدود الممكنة، وحسبما زوّدنا الله به من الطاقات والإمكانات، لنكون مثل الملائكة المقربين في انفتاحنا على عمق الإيمان والقرب لله والدعاء إليه بالقلوب الخاشعة الطاهرة النظيفة، حتى نصير عند الله من العباد المكرمين بالعمل الصّالح والكلِم الطيّب.. فالعباد المؤمنون يتنافسون على حمد الله بكل وعي وإخلاص لمعاني الحمد وانعكاسه على روحانيَّتهم الصافية التي تغني الحياة بكلّ خير وسلامة وسكينة.

والتّسابق إلى حمد الله يصل بالمؤمن إلى أن يبذل طاقته في التفرُّد بالحمد، فلا يقترب حمد منه، كي نكون على قدر فضل الله علينا، فنبادل الفضل بالحمد والتقرُّب، والحمد يختزن في عمقه قيمة الرغبة إلى الله عبر الابتعاد عن الفساد والانحراف.

وينبغي أن ندرك قيمة الخشوع لله، فلا نخشع أمام أيّ سلطة أو سطوة من هنا وهناك، وقيمة الخضوع له، فلا نخضع للمستكبرين والفاسدين والمستغلّين والمنافقين والمتزلّفين، فالخضوع لله فيه كلّ العزّة والكرامة والحريّة، حيث مواطن الرّحمة والعفو والمحبّة الخالصة.

إنّ قربنا إلى الله تعالى والتّنافس على حمده، يتطلَّب منّا جهاداً لأنفسنا على نوازعها الشّريرة والأمّارة بالسّوء، فكما يستشهد المجاهد في سبيل الله في ساحة المعركة، يستشهد المؤمنون كلّ يوم خلال جهادهم لأنفسهم وفي مواجهتهم لأعداء الله تعالى ومشاريعهم ومخطَّطاتهم.

وفي شرحه لما تقدّم من دعاء، يقول العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض): "ويبقى للحمد في امتداده الدرجة العليا في ما نختاره منه وننفتح عليه، لأننا نريد أن نحمد الله لنبلغ به الغاية القصوى، فنتطلَّع إلى أقرب ملائكته إليه وأكرم خليقته عليه.. ويصعد الطموح، فنتطلَّع إلى حمد لا يصل إليه أحد بحيث يفضل باقي الحمد، فلا يقترب حمد منه.. ثم إنَّ للحمد في وعينا الإيمانيّ وظيفة في حركة القرب إلى الله بما يختزنه في مضمونه من إيماننا به، وحبّنا له وخوفنا منه، ورغبتنا إليه وخشوعنا له وخضوعنا لربوبيته، فيكون له تأثيره الإيجابيّ في الوصول إلى درجة طاعته وعفوه والحصول على رضوانه.. ولنكون في جهادنا لأنفسنا في التّمرّد على نوازعها الخبيثة، وأوامرها السيّئة وفي مواجهة الضّغوط القاسية التي تريد أن تفرض علينا الانحراف مما يضغط به أعداء الله.. معدودين من الشهداء الذين جاهدوا بأنفسهم في سبيل الله...".[كتاب: آفاق الرّوح، ج 1، ص 51، 52].

فلنكن من العاملين لاستحقاق نعمة الله وفضله ورحمته عبر شكر الله وحمده، بالعمل المنسجم مع إرادة الله وخطّه، في التزام مواجهة الباطل وجهاد النّفس.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية