إنَّ الإنسان هو من يتحمَّل مسؤوليَّة أعماله، وباختياره وحريّته يصنع شأنه وتاريخه.. من هنا، فإنَّ الإنسان الواعي يعلم تمام العلم أنَّ نفسه وحدها هي من تبقى له، وهي من تزكّيه وترفعه أمام ذاته وأمام الله وأمام النَّاس، فالنَّفس هي من تتحمَّل الأذى وتتحمَّل المعاناة والمضايقات من الآخرين، وهي من تصبر على البلاء، وهي الّتي تُقاوم أيّ مشاعر انهزام أو ضعف، وهي الَّتي تحرّك صاحبها نحو الوقوف صلباً أمام الشَّهوات والمغريات.
يقول تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}[الشّمس: 7 ـ 10]، فالمفلح هو الَّذي يزكّي نفسه، بمعنى يحميها من ضغط الشَّهوات، ويرفض اتّباع الهوى وسطوة الجاه والمال والسّلطة، ويحمي نفسه من الكلام السيِّئ والغيبة وقول الزّور والبهتان، ويمنعها من ارتكاب المعاصي والمحرَّمات. وهذه هي النّفس الّتي ترضي الله، وتغتني به، ولا تيأس، ولا تأسى على شيء من متاع الدّنيا، إذ هي على قناعة تامَّة بما أعطاها الله من القناعة والعوض والغنى في الدّنيا والآخرة.
فالله تعالى يحفظ عباده المحسنين، ويزيد في ثواب أعمالهم، فالله لن ينسى برّك ولا إحسانك إلى الأيتام والفقراء والمحتاجين، ولن ينسى سعيك في سبيل تفريج هموم المهمومين والمكروبين، ولن ينسى حنانك وعطفك على الآخرين، ولن ينسى مواساتك لمن يحتاج المواساة، فالمؤمن هو المحسن الكريم الّذي يسعى في الإحسان بلا مِنَّةٍ ولا طلبٍ للأجر.
وإنَّ المحروم من رضا الله ورحمته، هو الخاسر الخائب الَّذي يجلب الانحراف لنفسه. {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}، الَّذي يعيش في جوّ الفتنة بين هذا وذاك، ويسعى إلى غيبة النّاس، وإشاعة الرّذيلة، ولا يلتزم الصّدق، ولا يقف موقف الحقّ. ترى أيّهما أفضل؟!
بحكم الفطرة السَّليمة، إنّها الأنفس المفلحة الّتي تحيا الصَّلاح والفلاح، ولا تدع عملاً يقرِّب إلى الله إلا وعملته، لا ترجو مدحاً، ولا تطلب أجراً، فهي في غاية الرِّضا والقناعة من ربّها والأمل بعفوه.
لنجعل من مساحة حياتنا وعمرنا ساحةً للجهاد والعمل والصَّبر والفلاح، وتزكية النّفوس بما ينمّيها على كلّ قيمة ومعنى، وكفانا تشتّتاً وضياعاً وانحرافاً! إنَّ الإيمان يدعونا إلى التخلّق بالأخلاق الحسنة الّتي تبرز النفوس الزكيّة الطيّبة التي تنفتح على خطِّ الله ورضوانه. فمن، يا تُرى، يحمل همَّ الإيمان وهمَّ الإسلام، ويقبل على الله وينصره، سوى من أفلح نفسه وزكّاها؟!
فلنربِّ أنفسنا وأجيالنا على تزكية نفوسنا وإحاطتها بكلِّ خلق كريم، كي تكون من أهل مرضاة الله، ولا تتأثَّر بأجواء الرّذيلة والانحطاط.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
إنَّ الإنسان هو من يتحمَّل مسؤوليَّة أعماله، وباختياره وحريّته يصنع شأنه وتاريخه.. من هنا، فإنَّ الإنسان الواعي يعلم تمام العلم أنَّ نفسه وحدها هي من تبقى له، وهي من تزكّيه وترفعه أمام ذاته وأمام الله وأمام النَّاس، فالنَّفس هي من تتحمَّل الأذى وتتحمَّل المعاناة والمضايقات من الآخرين، وهي من تصبر على البلاء، وهي الّتي تُقاوم أيّ مشاعر انهزام أو ضعف، وهي الَّتي تحرّك صاحبها نحو الوقوف صلباً أمام الشَّهوات والمغريات.
يقول تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}[الشّمس: 7 ـ 10]، فالمفلح هو الَّذي يزكّي نفسه، بمعنى يحميها من ضغط الشَّهوات، ويرفض اتّباع الهوى وسطوة الجاه والمال والسّلطة، ويحمي نفسه من الكلام السيِّئ والغيبة وقول الزّور والبهتان، ويمنعها من ارتكاب المعاصي والمحرَّمات. وهذه هي النّفس الّتي ترضي الله، وتغتني به، ولا تيأس، ولا تأسى على شيء من متاع الدّنيا، إذ هي على قناعة تامَّة بما أعطاها الله من القناعة والعوض والغنى في الدّنيا والآخرة.
فالله تعالى يحفظ عباده المحسنين، ويزيد في ثواب أعمالهم، فالله لن ينسى برّك ولا إحسانك إلى الأيتام والفقراء والمحتاجين، ولن ينسى سعيك في سبيل تفريج هموم المهمومين والمكروبين، ولن ينسى حنانك وعطفك على الآخرين، ولن ينسى مواساتك لمن يحتاج المواساة، فالمؤمن هو المحسن الكريم الّذي يسعى في الإحسان بلا مِنَّةٍ ولا طلبٍ للأجر.
وإنَّ المحروم من رضا الله ورحمته، هو الخاسر الخائب الَّذي يجلب الانحراف لنفسه. {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}، الَّذي يعيش في جوّ الفتنة بين هذا وذاك، ويسعى إلى غيبة النّاس، وإشاعة الرّذيلة، ولا يلتزم الصّدق، ولا يقف موقف الحقّ. ترى أيّهما أفضل؟!
بحكم الفطرة السَّليمة، إنّها الأنفس المفلحة الّتي تحيا الصَّلاح والفلاح، ولا تدع عملاً يقرِّب إلى الله إلا وعملته، لا ترجو مدحاً، ولا تطلب أجراً، فهي في غاية الرِّضا والقناعة من ربّها والأمل بعفوه.
لنجعل من مساحة حياتنا وعمرنا ساحةً للجهاد والعمل والصَّبر والفلاح، وتزكية النّفوس بما ينمّيها على كلّ قيمة ومعنى، وكفانا تشتّتاً وضياعاً وانحرافاً! إنَّ الإيمان يدعونا إلى التخلّق بالأخلاق الحسنة الّتي تبرز النفوس الزكيّة الطيّبة التي تنفتح على خطِّ الله ورضوانه. فمن، يا تُرى، يحمل همَّ الإيمان وهمَّ الإسلام، ويقبل على الله وينصره، سوى من أفلح نفسه وزكّاها؟!
فلنربِّ أنفسنا وأجيالنا على تزكية نفوسنا وإحاطتها بكلِّ خلق كريم، كي تكون من أهل مرضاة الله، ولا تتأثَّر بأجواء الرّذيلة والانحطاط.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.