محاسبة النَّفس عنوانٌ من عناوين شخصيَّة المؤمن الملتزم، فلا تكاد تمرّ لحظة أو مناسبة أو موقف، إلا ويتحرَّك في سبيل محاسبة نفسه، هل أخطأ أم أصاب؟! هل أخطأ مع ربّه ونفسه وجيرانه والمحيط من حوله كي يعمد إلى تصحيح الخطأ!؟
كثير من النَّاس تستهويهم الدّنيا وما فيها من متاع، فيستغرقون فيها في البحث عن كلِّ المتاع والمظاهر، ويعيشون بالتَّالي الغفلة عن محاسبة النَّفس ومراجعتها، وتصويب ما فيها من ثغراتٍ تضعف إرادة الإنسان، وتسقط حرّيته ووجوده أمام سطوة المال والجاه والمنصب والمال والأولاد.
وفي الحديث الشَّريف: "من عرف نفسه فقد عرف ربّه"، فمن ينتبه إلى تركيب النَّفس والجسد من عظمة ودقّة، ويعرف خصائص ذلك كلّه، يعرف الرّبَّ العظيم الّذي وهب للإنسان كلَّ ما يلزم في حياته.. ومن هنا، يدرك المرء أهميّة الالتفات إلى النّفس، ليرى ما فيها من ضعفٍ واعوجاج، ومن حسدٍ أو غلٍّ أو حقدٍ أو أمراضٍ نفسيّة أخرى، فيعمد إلى معالجتها، ويعمل على مراقبة نفسه إذا حضرت في مجلس عامّ أو خاصّ، فلا يغتاب، ولا يقول قول الزّور، ولا يتعرَّض لكرامات النّاس وأعراضهم، بل ينظِّف نفسه ومشاعره من كلّ ذلك، ليحافظ على النَّفس عزيزة كبيرة مترفِّعة عن الصّغائر وعن اللّهو والعبث والفساد والانحراف.
من يحاسب نفسه لا يغضب ربّه، بل يلتزم بمراقبة نفسه في كلّ حركة وتصرّف، ويرتبط بالله على الدوام، فلا يقدِّم رجلاً ولا يؤخّر أخرى، إلا ويحسب حساب الله في كلِّ ذلك، فيعمد إلى زرع المحبّة بين النّاس، فلا ينشر الفتنة والفوضى، ويزرع الإحسان والبرَّ في قوله، فلا يقول إلا خيراً، ولا يقف إلا موقف الحقّ، فيواجه الظّلم والظّالمين، ويخلص في عبادته لربّه، فلا يشرك به أحداً، ويعيش التذكّر على الدّوام، ويلهج بذكر الله على الدّوام، فلا ينسى الله في شيء، وكما يقول تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}[الحشر: 19]، فالّذي ينسى الله ولا يحسب حسابه، يعيش الغفلة المطبقة، وينسى نفسه، ويستسلم لنزواته وأطماعه وأهوائه، فالمؤمنون لا يستسلمون للغشاوة، بل يعملون على رفعها من عقولهم وقلوبهم، ويحركون أنفسهم في خطِّ ذكر الله ومراضيه، ويحركون بصيرتهم فيما يعود بالنّفع عليهم وعلى مجتمعهم، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف: 201].
إنَّ محاسبة النَّفس تعتبر قوّة دفعٍ معنويَّة وروحيَّة وأخلاقيَّة للإنسان، ليعيد ترتيب حساباته مع نفسه ومع ربّه ومع محيطه، بما ينسجم مع روح الإيمان والالتزام.
وكم نحتاج اليوم، وفي كلِّ يومٍ، إلى محاسبة النّفوس، كي نعيد الاستقامة الفعليّة إلى ربوع علاقاتنا وحياتنا، ويعود الجميع إلى إحياء ذكر الله وعدم تكرار الأخطاء، كي نعزّز واقعنا، ونبعد عنه الفوضى والباطل والفساد.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
محاسبة النَّفس عنوانٌ من عناوين شخصيَّة المؤمن الملتزم، فلا تكاد تمرّ لحظة أو مناسبة أو موقف، إلا ويتحرَّك في سبيل محاسبة نفسه، هل أخطأ أم أصاب؟! هل أخطأ مع ربّه ونفسه وجيرانه والمحيط من حوله كي يعمد إلى تصحيح الخطأ!؟
كثير من النَّاس تستهويهم الدّنيا وما فيها من متاع، فيستغرقون فيها في البحث عن كلِّ المتاع والمظاهر، ويعيشون بالتَّالي الغفلة عن محاسبة النَّفس ومراجعتها، وتصويب ما فيها من ثغراتٍ تضعف إرادة الإنسان، وتسقط حرّيته ووجوده أمام سطوة المال والجاه والمنصب والمال والأولاد.
وفي الحديث الشَّريف: "من عرف نفسه فقد عرف ربّه"، فمن ينتبه إلى تركيب النَّفس والجسد من عظمة ودقّة، ويعرف خصائص ذلك كلّه، يعرف الرّبَّ العظيم الّذي وهب للإنسان كلَّ ما يلزم في حياته.. ومن هنا، يدرك المرء أهميّة الالتفات إلى النّفس، ليرى ما فيها من ضعفٍ واعوجاج، ومن حسدٍ أو غلٍّ أو حقدٍ أو أمراضٍ نفسيّة أخرى، فيعمد إلى معالجتها، ويعمل على مراقبة نفسه إذا حضرت في مجلس عامّ أو خاصّ، فلا يغتاب، ولا يقول قول الزّور، ولا يتعرَّض لكرامات النّاس وأعراضهم، بل ينظِّف نفسه ومشاعره من كلّ ذلك، ليحافظ على النَّفس عزيزة كبيرة مترفِّعة عن الصّغائر وعن اللّهو والعبث والفساد والانحراف.
من يحاسب نفسه لا يغضب ربّه، بل يلتزم بمراقبة نفسه في كلّ حركة وتصرّف، ويرتبط بالله على الدوام، فلا يقدِّم رجلاً ولا يؤخّر أخرى، إلا ويحسب حساب الله في كلِّ ذلك، فيعمد إلى زرع المحبّة بين النّاس، فلا ينشر الفتنة والفوضى، ويزرع الإحسان والبرَّ في قوله، فلا يقول إلا خيراً، ولا يقف إلا موقف الحقّ، فيواجه الظّلم والظّالمين، ويخلص في عبادته لربّه، فلا يشرك به أحداً، ويعيش التذكّر على الدّوام، ويلهج بذكر الله على الدّوام، فلا ينسى الله في شيء، وكما يقول تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}[الحشر: 19]، فالّذي ينسى الله ولا يحسب حسابه، يعيش الغفلة المطبقة، وينسى نفسه، ويستسلم لنزواته وأطماعه وأهوائه، فالمؤمنون لا يستسلمون للغشاوة، بل يعملون على رفعها من عقولهم وقلوبهم، ويحركون أنفسهم في خطِّ ذكر الله ومراضيه، ويحركون بصيرتهم فيما يعود بالنّفع عليهم وعلى مجتمعهم، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف: 201].
إنَّ محاسبة النَّفس تعتبر قوّة دفعٍ معنويَّة وروحيَّة وأخلاقيَّة للإنسان، ليعيد ترتيب حساباته مع نفسه ومع ربّه ومع محيطه، بما ينسجم مع روح الإيمان والالتزام.
وكم نحتاج اليوم، وفي كلِّ يومٍ، إلى محاسبة النّفوس، كي نعيد الاستقامة الفعليّة إلى ربوع علاقاتنا وحياتنا، ويعود الجميع إلى إحياء ذكر الله وعدم تكرار الأخطاء، كي نعزّز واقعنا، ونبعد عنه الفوضى والباطل والفساد.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.