إنَّ الآية القرآنيَّة واضحة في الدّلالة على ضرورة مراقبة الله في كلّ أفعالنا، وأن نجعل من هذه الرقابة ميزاناً يضبط حركة تصرّفاتنا في الحياة. وهذه الآية هي: {
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ}، فأنت يا ربّ مطّلع على خفايا أمورنا وعلى خبايا صدورنا.
قد يظنّ البعض أنّه يستر أمراً أو كلمةً أو موقفاً في باطنه، وأنّه يفعل أيّ شيء في السرّ دون أن يطَّلع عليه أحد، وفي الواقع، هناك ربّ الأرباب الذي يطّلع علينا في كلّ أوضاعنا وفي كلّ الأوقات واللّحظات، فهو العالم بالنيّات إذا كانت خيِّرة أو شريرة، وهو العالم بحقيقة مشاعرنا تجاه بعضنا البعض، فقد يظنّ البعض منّا أنّه إذا حمل كرهاً أو حقداً أو غلاً في صدره تجاه شخصٍ ما، فما من أحدٍ يبصر سريرته، مع أنَّ الله تعالى يعلم ما يخفي في صدره، فليس من شيءٍ يخفى على الله، وهو القائل: {وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}[إبراهيم: 38].
ما أروع أن يحكِّم الزّوج رقابة الله عليه ويتنبَّه إليها، فيبادر إلى تصحيح وضعه مع زوجته وعائلته، ويمنحهم من نفسه السّلام والأمان، ويبعد عنهم المشاكل! وما أروع أن يحكِّم النَّاس رقابة الله عليهم، ويعلموا أنّه مطَّلع على سرائرهم، فيبادروا إلى تنقيتها من الشّوائب، فلا يحملوا في صدورهم إلا مشاعر الحبّ والرّحمة والخير، ويعملوا على مواجهة كلّ مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء والفتنة!
فعندما نحكِّم رقابة الله علينا، نصبح فعلاً عباداً لله خاشعين خاضعين، يوافق باطننا ظاهرنا، فلا نقول إلا الحقّ، ولا نتحرّك إلا على أساس الحقّ، فنحسن إلى المحتاج، ونزرع الأمل والبسمة في النّفوس، ونواجه الظّلم والفساد والانحراف، ونتَّكل على الله، ونعمل متسلّحين بالإخلاص له. فكيف يكون الإخلاص لله ونحن نحمل في بواطننا مشاعر الكراهية والدّسائس والأحقاد؟!
إنّ المجتمع الصّالح المؤمن هو من يضع في حساباته رقابة الله عليه، فلا يتحرّك إلا وفق هذه الرّقابة. ولن ينجح مجتمع ما لم يحكِّم هذه الرّقابة فعليّاً على أوضاعه كلّها، وما لم يخشَ الله في سرّه وعلانيته.
تُرى كم من النّاس يوهمون بعضهم البعض أنهم صالحون في ظاهرهم، وهم في الحقيقة عكس ذلك، ويظنّون أنهم فائزون، وهم في حقيقة الأمر خاسرون، لأنهم خسروا أنفسهم، ولم يدركوا حقّ الله عليهم، وأنّه مطّلع على خباياهم، فلم يقيموا وزناً لله في كلِّ ذلك، وهو ما سيجلب لهم النّدامة والحسرة، لأنهم خسروا الدّنيا والآخرة!
كم نحن بحاجةٍ في كلِّ وقتٍ إلى أن نراقب الله تعالى في كلِّ تصرّفاتنا ومشاعرنا، وأن نعلم أنّه يحصي الصّغيرة والكبيرة علينا، فنعمد إلى تصحيح مسيرتنا، ونعود إلى جادة الصَّواب، فنحسِّن أخلاقيّاتنا في بيوتنا وعلاقاتنا ومع الجميع، كي نكون فعلاً عباداً صالحين في سرّنا وعلانيتنا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
إنَّ الآية القرآنيَّة واضحة في الدّلالة على ضرورة مراقبة الله في كلّ أفعالنا، وأن نجعل من هذه الرقابة ميزاناً يضبط حركة تصرّفاتنا في الحياة. وهذه الآية هي: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ}، فأنت يا ربّ مطّلع على خفايا أمورنا وعلى خبايا صدورنا.
قد يظنّ البعض أنّه يستر أمراً أو كلمةً أو موقفاً في باطنه، وأنّه يفعل أيّ شيء في السرّ دون أن يطَّلع عليه أحد، وفي الواقع، هناك ربّ الأرباب الذي يطّلع علينا في كلّ أوضاعنا وفي كلّ الأوقات واللّحظات، فهو العالم بالنيّات إذا كانت خيِّرة أو شريرة، وهو العالم بحقيقة مشاعرنا تجاه بعضنا البعض، فقد يظنّ البعض منّا أنّه إذا حمل كرهاً أو حقداً أو غلاً في صدره تجاه شخصٍ ما، فما من أحدٍ يبصر سريرته، مع أنَّ الله تعالى يعلم ما يخفي في صدره، فليس من شيءٍ يخفى على الله، وهو القائل: {وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}[إبراهيم: 38].
ما أروع أن يحكِّم الزّوج رقابة الله عليه ويتنبَّه إليها، فيبادر إلى تصحيح وضعه مع زوجته وعائلته، ويمنحهم من نفسه السّلام والأمان، ويبعد عنهم المشاكل! وما أروع أن يحكِّم النَّاس رقابة الله عليهم، ويعلموا أنّه مطَّلع على سرائرهم، فيبادروا إلى تنقيتها من الشّوائب، فلا يحملوا في صدورهم إلا مشاعر الحبّ والرّحمة والخير، ويعملوا على مواجهة كلّ مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء والفتنة!
فعندما نحكِّم رقابة الله علينا، نصبح فعلاً عباداً لله خاشعين خاضعين، يوافق باطننا ظاهرنا، فلا نقول إلا الحقّ، ولا نتحرّك إلا على أساس الحقّ، فنحسن إلى المحتاج، ونزرع الأمل والبسمة في النّفوس، ونواجه الظّلم والفساد والانحراف، ونتَّكل على الله، ونعمل متسلّحين بالإخلاص له. فكيف يكون الإخلاص لله ونحن نحمل في بواطننا مشاعر الكراهية والدّسائس والأحقاد؟!
إنّ المجتمع الصّالح المؤمن هو من يضع في حساباته رقابة الله عليه، فلا يتحرّك إلا وفق هذه الرّقابة. ولن ينجح مجتمع ما لم يحكِّم هذه الرّقابة فعليّاً على أوضاعه كلّها، وما لم يخشَ الله في سرّه وعلانيته.
تُرى كم من النّاس يوهمون بعضهم البعض أنهم صالحون في ظاهرهم، وهم في الحقيقة عكس ذلك، ويظنّون أنهم فائزون، وهم في حقيقة الأمر خاسرون، لأنهم خسروا أنفسهم، ولم يدركوا حقّ الله عليهم، وأنّه مطّلع على خباياهم، فلم يقيموا وزناً لله في كلِّ ذلك، وهو ما سيجلب لهم النّدامة والحسرة، لأنهم خسروا الدّنيا والآخرة!
كم نحن بحاجةٍ في كلِّ وقتٍ إلى أن نراقب الله تعالى في كلِّ تصرّفاتنا ومشاعرنا، وأن نعلم أنّه يحصي الصّغيرة والكبيرة علينا، فنعمد إلى تصحيح مسيرتنا، ونعود إلى جادة الصَّواب، فنحسِّن أخلاقيّاتنا في بيوتنا وعلاقاتنا ومع الجميع، كي نكون فعلاً عباداً صالحين في سرّنا وعلانيتنا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.