من صميم أخلاقيّات الإنسان المؤمن والملتزم، هدوء أعصابه، وتحكّمه بانفعالاته ومشاعره، بحيث يعمل على تغليب لغة الاستيعاب تجاه أيّ موقف أو كلمة تحاول إثارة الأجواء وتوتير العلاقات، فكم من سرعة في اتخاذ موقف أو إطلاق كلمة على أساس الغضب، وقبل مراجعة النّفس، أدّت إلى مشاكل كثيرة بين الأزواج، وبين الأهل والأولاد، وبين الأقارب والأرحام والأصدقاء!؟ كلّنا يخطئ، فنحن بشر، ولسنا بمعصومين، ولكنَّ الخطيئة التي لا تغتفر، أن نبادل الخطأ بالخطأ، والانفعال بالانفعال، والغضب بالغضب، عندها تتعقَّد الأمور، ولا يعود هناك من مجال للتّفاهم أو مساحة للتّلاقي.
من هنا، لا بدَّ لنا من أن نغرس ثقافة الاعتذار والاستيعاب في جيلنا الصَّاعد، والتّعاطي بأعصاب هادئة مع أيِّ موقف أو كلمة، وأن ننشر الوعي الكافي حول ذلك في مؤسّساتنا التعليميّة والإعلاميّة والدّعويَّة وغير ذلك، بغية المساهمة في صناعة جيلٍ يحمل أخلاقيّات الإسلام، لجهة تحلّي أجيالنا بالأخلاق الحسنة، الّتي تعرف كيف تنتقي ألفاظها في تعاملها مع الآخرين، فلا تستفزّ مشاعرهم، ولا تثير حساسيّاتهم، لا بل تهدّئ من روعهم، والله تعالى يقول في محكم كتابه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصّلت: 34]، وفي موضع آخر: {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].
فالأحرى بالنّاس، أن يلتزموا خطّ الأخلاق الإسلاميّة في علاقاتهم ومعاملاتهم، على قاعدة ترسيخ ثقافة الاعتذار من الآخر واستيعابه، بحيث تسود روح الإخاء والمحبّة، فليس من المعيب أن يعترف كلّ واحد منا بخطئه، ولكن المعيب أن يستمر به، وعندما نعترف بالخطأ، ونعتذر عمّا بدر منا للآخر، فهذا قمة الجرأة والشجاعة، ولا يعتبر نقصاً أو ضعفاً، بل حكمةً في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، من أجل عدم إلحاق الأذى بمشاعر الآخرين.
واليوم، للأسف، نشهد على صعيد أوضاعنا الأسريّة وعلاقاتنا الاجتماعيّة، سرعة الغضب والتّحامل على بعضنا البعض، وعدم استعمال لغة الاعتذار، واعتبارها من قبل البعض سقوطاً وخضوعاً، فيتبعون أنانيّاتهم التي تزيد الأمور إرباكاً، فمن أقلّ كلمة ترى المشاكل والخصومات على أشدّها، حتى يصل الأمر إلى العداوة والقطيعة والتخاصم.
وهنا، لا بدّ من أن نتنازل عن انفعالاتنا وأنانيّاتنا البغيضة، وأن نحسّ بالآخرين، وأن نمتلك وعياً كافياً وأفقاً رحباً في استيعاب كلّ المواقف والأحداث التي تحصل معنا في بيوتنا، وفي شوارعنا، وفي أسواقنا، وفي علاقاتنا الخاصّة والعامّة، وهذا ما يعطي قيمةً إضافيّة للإنسان ولذاته الأصيلة، بأنّه صاحب العفو والتّعامل بالأحسن، وبالتالي ينعكس ذلك راحةً على المجتمع برمَّته، فالأب والأمّ عندما يسيران في هذا الخطّ، يصبحان مع الوقت قدوةً حسنة لأولادهما، إذ يربّيانهم على قيمة تقبّل الآخر، والاعتذار منه واستيعابه، وهذا مفيد جدّاً.
ولا بدَّ من أن ينطلق المرء في اعتذاره من الآخرين، من حال صدق وصفاء مع ذاته، كي يكون تصحيحه لخطئه مدعاةً لمدحه والثناء على فعله، بما يدلّ على أصالة في ذاته.
وحول هذه النّقطة، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "الشّرط الأوّل في مسألة الاعتذار من الآخرين، الّذين أسيء إليهم، أن يبادر المسيء إلى تصحيح الخطأ، وتلافي السلبيّات المترتّبة عليه، وضمان ما يستوجب منها الضّمان، ولا بدّ له بعد ذلك من أن يتوجَّه بنيّة صادقة مخلصة إلى الله تعالى بالاعتذار، والعزم على عدم العودة إلى ما فعل، ليكون الاعتذار منطلقاً من حال صدق وصفاء تطهّر القلب وتصحّح العمل، لا أن يكون مجرّد لقلقة لسان وتلاعب بمشاعر الآخرين".]من موقف لسماحته، بتاريخ: 21/3/2006[.
من صميم أخلاقيّات الإنسان المؤمن والملتزم، هدوء أعصابه، وتحكّمه بانفعالاته ومشاعره، بحيث يعمل على تغليب لغة الاستيعاب تجاه أيّ موقف أو كلمة تحاول إثارة الأجواء وتوتير العلاقات، فكم من سرعة في اتخاذ موقف أو إطلاق كلمة على أساس الغضب، وقبل مراجعة النّفس، أدّت إلى مشاكل كثيرة بين الأزواج، وبين الأهل والأولاد، وبين الأقارب والأرحام والأصدقاء!؟ كلّنا يخطئ، فنحن بشر، ولسنا بمعصومين، ولكنَّ الخطيئة التي لا تغتفر، أن نبادل الخطأ بالخطأ، والانفعال بالانفعال، والغضب بالغضب، عندها تتعقَّد الأمور، ولا يعود هناك من مجال للتّفاهم أو مساحة للتّلاقي.
من هنا، لا بدَّ لنا من أن نغرس ثقافة الاعتذار والاستيعاب في جيلنا الصَّاعد، والتّعاطي بأعصاب هادئة مع أيِّ موقف أو كلمة، وأن ننشر الوعي الكافي حول ذلك في مؤسّساتنا التعليميّة والإعلاميّة والدّعويَّة وغير ذلك، بغية المساهمة في صناعة جيلٍ يحمل أخلاقيّات الإسلام، لجهة تحلّي أجيالنا بالأخلاق الحسنة، الّتي تعرف كيف تنتقي ألفاظها في تعاملها مع الآخرين، فلا تستفزّ مشاعرهم، ولا تثير حساسيّاتهم، لا بل تهدّئ من روعهم، والله تعالى يقول في محكم كتابه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصّلت: 34]، وفي موضع آخر: {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].
فالأحرى بالنّاس، أن يلتزموا خطّ الأخلاق الإسلاميّة في علاقاتهم ومعاملاتهم، على قاعدة ترسيخ ثقافة الاعتذار من الآخر واستيعابه، بحيث تسود روح الإخاء والمحبّة، فليس من المعيب أن يعترف كلّ واحد منا بخطئه، ولكن المعيب أن يستمر به، وعندما نعترف بالخطأ، ونعتذر عمّا بدر منا للآخر، فهذا قمة الجرأة والشجاعة، ولا يعتبر نقصاً أو ضعفاً، بل حكمةً في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، من أجل عدم إلحاق الأذى بمشاعر الآخرين.
واليوم، للأسف، نشهد على صعيد أوضاعنا الأسريّة وعلاقاتنا الاجتماعيّة، سرعة الغضب والتّحامل على بعضنا البعض، وعدم استعمال لغة الاعتذار، واعتبارها من قبل البعض سقوطاً وخضوعاً، فيتبعون أنانيّاتهم التي تزيد الأمور إرباكاً، فمن أقلّ كلمة ترى المشاكل والخصومات على أشدّها، حتى يصل الأمر إلى العداوة والقطيعة والتخاصم.
وهنا، لا بدّ من أن نتنازل عن انفعالاتنا وأنانيّاتنا البغيضة، وأن نحسّ بالآخرين، وأن نمتلك وعياً كافياً وأفقاً رحباً في استيعاب كلّ المواقف والأحداث التي تحصل معنا في بيوتنا، وفي شوارعنا، وفي أسواقنا، وفي علاقاتنا الخاصّة والعامّة، وهذا ما يعطي قيمةً إضافيّة للإنسان ولذاته الأصيلة، بأنّه صاحب العفو والتّعامل بالأحسن، وبالتالي ينعكس ذلك راحةً على المجتمع برمَّته، فالأب والأمّ عندما يسيران في هذا الخطّ، يصبحان مع الوقت قدوةً حسنة لأولادهما، إذ يربّيانهم على قيمة تقبّل الآخر، والاعتذار منه واستيعابه، وهذا مفيد جدّاً.
ولا بدَّ من أن ينطلق المرء في اعتذاره من الآخرين، من حال صدق وصفاء مع ذاته، كي يكون تصحيحه لخطئه مدعاةً لمدحه والثناء على فعله، بما يدلّ على أصالة في ذاته.
وحول هذه النّقطة، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "الشّرط الأوّل في مسألة الاعتذار من الآخرين، الّذين أسيء إليهم، أن يبادر المسيء إلى تصحيح الخطأ، وتلافي السلبيّات المترتّبة عليه، وضمان ما يستوجب منها الضّمان، ولا بدّ له بعد ذلك من أن يتوجَّه بنيّة صادقة مخلصة إلى الله تعالى بالاعتذار، والعزم على عدم العودة إلى ما فعل، ليكون الاعتذار منطلقاً من حال صدق وصفاء تطهّر القلب وتصحّح العمل، لا أن يكون مجرّد لقلقة لسان وتلاعب بمشاعر الآخرين".]من موقف لسماحته، بتاريخ: 21/3/2006[.