من منّا اليوم يقدِّم النّصح لأخيه؟ من حقّ المسلم على المسلم أن ينصحه لما فيه خيره، ولما فيه خير المحيط والحياة من حوله. والنّصح حقّ فرضه الله تعالى على المسلمين، ليكونوا أمة المتناصحين، فيأخذ بعضهم بيد البعض الآخر، ويوجِّه العالم فيها الجاهل، ويسدِّد فيها البعض الرأي للبعض الآخر، وذلك من أجل توازن الحياة، واستقرار الواقع، واستقامة العلاقات والروابط.
الكثيرون قد لا يملكون الوعي الكافي والحكمة لإدارة شؤونهم الخاصّة والعامّة، فالزوج قد لا يحسن التصرّف مع زوجته، لذا، عليها أو على المصلحين والناصحين من أهله وأهلها، التدخّل وأداء النّصيحة والتّوجيه الصّحيح لهما، كي لا تتفاقم الأمور والمشاكل، فقد يستمع الزوج أو الزوجة لكلمة مؤثرة أو موقف مؤثر، على قاعدة النصيحة، فيلتفتان إلى أخطائهما، ويعملان على تصحيحها.
فالمؤمن لا يمكن إلا أن يكون نصوحاً، لأنَّ ذلك خصلة في طبعه، وجزء من موقفه ورسالته الإيمانيّة، يجسّده حركة في القول والعمل، لأنّه يعتبر ذلك سلوكاً واجباً، وليس شيئاً عرضياً لا وزن له.
كما أنَّ من واجب الأهل نصح أولادهم وتوجيههم الوجهة الصّحيحة، فإذا كانوا منحرفين أو مخطئين، عليهم أن لا يدّخروا جهداً في إرشادهم، لما فيه مصلحتهم، ولما فيه حمايتهم من كلّ شرّ، فهذا الرسول الأكرم(ص) وصف المؤمنين، بقوله: "المؤمنون نصحةٌ متوادّون، ولو ابتعدت منازلهم، والمنافقون غششة متحاسدون، ولو اقتربت منازلهم".
لذا، فإنَّ من أكبر الحقوق وأوّلها وأوجبها على المؤمن، نصيحة أخيه المؤمن، وعدم ترك الواقع بلا نصيحة، فتنتشر الفوضى، ويعمّ الخراب في العلاقات، وتنقطع الصّلات بين الأفراد والجماعات.
فالنصيحة هي إصلاح خللٍ وسدّ ثغرة موجودة لدى المؤمن، لإرشاده وإصلاحه من كلّ شائبة، فالحياة الفردية والجماعية مليئة بالعيوب التي لا يصلحها إلا الناصحون الذين يعرفون قيمتها وغايتها وحقّها في دين الله.
والنّصح في العمل، معناه أن يكون المرء في ميدان الحياة العمليّة في السّوق والشّارع والدكّان والمكتب، المثال الحسن والقدوة الصالحة، إذ يشكّل بسلوكه العملي قدوة صالحة للآخرين، فيشعرهم بالنّصيحة بطريقة عملية. وهناك النّصح الكلاميّ، بأن ينتقي المرء المفردات والكلام الّذي يدفع كلّ فتنة وفوضى وخلاف، ويدفع كلّ إثارة وعصبيّة، ويواجه كلّ جهل وتخلّف.
والقرآن الكريم أشار بوضوح إلى أهمية النصح، وإلى أنه من صميم دعوة الأنبياء ورسالاتهم، يقول سبحانه وتعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[الأعراف: 62]، وفي الحديث المروي عن الرسول(ص): "الدين النصيحة". إنّ هذا التّعريف الجامع المانع، يبيّن أهمية النّصيحة في الحياة، فهي عبادة تعامليّة مهمّة مع الحياة والإنسان، ومع الله قبل كلّ شيء، فالمؤمن ينصح لله، بمعنى يدعو إليه وإلى الإيمان به حقّ الإيمان، وينصح للرسول وللمعصومين(ع)، بأن يصدّق كلامهم، ويعمل بوصاياهم، وينصح المؤمنين، بأن يبذل كلّ كلام وكلّ موقف يصلح أوضاعهم عندما يتحقّق مجتمع المؤمنين النّاصحين.
فهل نحن اليوم نعيش النصيحة في واقعنا؟! سؤال مطروح على كلّ واحدٍ منّا.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
من منّا اليوم يقدِّم النّصح لأخيه؟ من حقّ المسلم على المسلم أن ينصحه لما فيه خيره، ولما فيه خير المحيط والحياة من حوله. والنّصح حقّ فرضه الله تعالى على المسلمين، ليكونوا أمة المتناصحين، فيأخذ بعضهم بيد البعض الآخر، ويوجِّه العالم فيها الجاهل، ويسدِّد فيها البعض الرأي للبعض الآخر، وذلك من أجل توازن الحياة، واستقرار الواقع، واستقامة العلاقات والروابط.
الكثيرون قد لا يملكون الوعي الكافي والحكمة لإدارة شؤونهم الخاصّة والعامّة، فالزوج قد لا يحسن التصرّف مع زوجته، لذا، عليها أو على المصلحين والناصحين من أهله وأهلها، التدخّل وأداء النّصيحة والتّوجيه الصّحيح لهما، كي لا تتفاقم الأمور والمشاكل، فقد يستمع الزوج أو الزوجة لكلمة مؤثرة أو موقف مؤثر، على قاعدة النصيحة، فيلتفتان إلى أخطائهما، ويعملان على تصحيحها.
فالمؤمن لا يمكن إلا أن يكون نصوحاً، لأنَّ ذلك خصلة في طبعه، وجزء من موقفه ورسالته الإيمانيّة، يجسّده حركة في القول والعمل، لأنّه يعتبر ذلك سلوكاً واجباً، وليس شيئاً عرضياً لا وزن له.
كما أنَّ من واجب الأهل نصح أولادهم وتوجيههم الوجهة الصّحيحة، فإذا كانوا منحرفين أو مخطئين، عليهم أن لا يدّخروا جهداً في إرشادهم، لما فيه مصلحتهم، ولما فيه حمايتهم من كلّ شرّ، فهذا الرسول الأكرم(ص) وصف المؤمنين، بقوله: "المؤمنون نصحةٌ متوادّون، ولو ابتعدت منازلهم، والمنافقون غششة متحاسدون، ولو اقتربت منازلهم".
لذا، فإنَّ من أكبر الحقوق وأوّلها وأوجبها على المؤمن، نصيحة أخيه المؤمن، وعدم ترك الواقع بلا نصيحة، فتنتشر الفوضى، ويعمّ الخراب في العلاقات، وتنقطع الصّلات بين الأفراد والجماعات.
فالنصيحة هي إصلاح خللٍ وسدّ ثغرة موجودة لدى المؤمن، لإرشاده وإصلاحه من كلّ شائبة، فالحياة الفردية والجماعية مليئة بالعيوب التي لا يصلحها إلا الناصحون الذين يعرفون قيمتها وغايتها وحقّها في دين الله.
والنّصح في العمل، معناه أن يكون المرء في ميدان الحياة العمليّة في السّوق والشّارع والدكّان والمكتب، المثال الحسن والقدوة الصالحة، إذ يشكّل بسلوكه العملي قدوة صالحة للآخرين، فيشعرهم بالنّصيحة بطريقة عملية. وهناك النّصح الكلاميّ، بأن ينتقي المرء المفردات والكلام الّذي يدفع كلّ فتنة وفوضى وخلاف، ويدفع كلّ إثارة وعصبيّة، ويواجه كلّ جهل وتخلّف.
والقرآن الكريم أشار بوضوح إلى أهمية النصح، وإلى أنه من صميم دعوة الأنبياء ورسالاتهم، يقول سبحانه وتعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[الأعراف: 62]، وفي الحديث المروي عن الرسول(ص): "الدين النصيحة". إنّ هذا التّعريف الجامع المانع، يبيّن أهمية النّصيحة في الحياة، فهي عبادة تعامليّة مهمّة مع الحياة والإنسان، ومع الله قبل كلّ شيء، فالمؤمن ينصح لله، بمعنى يدعو إليه وإلى الإيمان به حقّ الإيمان، وينصح للرسول وللمعصومين(ع)، بأن يصدّق كلامهم، ويعمل بوصاياهم، وينصح المؤمنين، بأن يبذل كلّ كلام وكلّ موقف يصلح أوضاعهم عندما يتحقّق مجتمع المؤمنين النّاصحين.
فهل نحن اليوم نعيش النصيحة في واقعنا؟! سؤال مطروح على كلّ واحدٍ منّا.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .