التأمّل فرصة لإنتاج الحياة

التأمّل فرصة لإنتاج الحياة

التأمّل فرصة ثمينة للإنسان، ليعود إلى أعماق نفسه وأصالتها، وليعيد تحسُّس إنسانيته بشكل لا يدخل أيّ حساب مادي فيها، فعوالم المادة، للأسف، صارت طاغية على مجمل واقعنا، وتتحكّم فيه بدرجة كبيرة، فلا تسمع إلا الحديث المتعلّق بالحسابات والمصالح هنا وهناك، ولا تشعر في كثير من العلاقات إلا بأجواء الأهواء والرغبات والأنانيات التي تكون حاضرة بقوّة.

هذا المشهد يسيطر حتى على روابط الأهل والأولاد والجيران، فأضحى لذلك الجوّ العام مثقلاً بأعباء الانغماس في المادّة ومنظومتها، والتي انعكست سلباً على صفاء العلاقات الاجتماعية؛ وهذا الانغماس الخطر انعكس توجّهاً نحو الانحراف الأخلاقي في شهادة الزّور، وقول الكذب والبهتان، واستسهال الكثير من المحرّمات، في سبيل إشباع النهم المتزايد على المادة.

ومن منّا اليوم ينزل إلى أعماق نفسه، ليعيد نفض غبار الحسابات عنها، ويعيد توجيه بوصلتها، لينطلق من جديد، ويعطي من الشعور الإنساني الصادق مزيداً من المحبّة والحياة للواقع المتصحِّر؟!

وعن التأمل بوجه عام، يشير سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى أهميته في إعادة إنتاج الحياة، بقوله: "أن نتأمل، أن ننزل إلى أعماق إنسانيتنا لنجعلها تفتِّش عن فكرةٍ قد تكون طائرة في الضباب.. أن نتأمّل، أن ننطلق لنبحث في زوايا إنسانيتنا عن قيمة ضاعت بين الرّكام.. أن نتأمّل، أن نستعيد إنسانيتنا، لتصفو وتتبلور في هذا الواقع الّذي أطبق علينا عشائرية منغلقة هنا وطائفية حاقدة هناك، وزوايا صغيرة هنالك تصغر الإنسان".

ويتابع سماحته: "أن تتأمّل أنك نفحة من روح الله، معنى أنك تحلّق من خلالها في كل الفضاء، لا الفضاء المادي، فتتحرّك في فضاء الفكر من حيث امتدّ من أول مفكّر في الحياة، ولتحلّق في فضاء الروح مع كلّ إنسان عاش قيمة تحتضن الإنسان، وتحتضن الكون كلّه، لتشعر بالوحدة مع الكون، ولا تعود بذلك مجرّد مخلوق يقتحم الكون ليخضعه، بل إنسان يقتحم الكون ليفهمه ويتكامل معه، ويعيش أسراره ليضع منه كوناً جديداً". [كتاب للإنسان والحياة، ص 370].

مَن منّا يا تُرى لديه الجرأة والشجاعة والإرادة لأن يحلّق في فضاء الروح، وفي فضاء الفكر، وأن يقهر تلك الشهوات والأهواء التي تهدّد سلامة الفرد والمجتمع!؟

إنَّ الحياة تحتاجنا، تحتاج إلى أن نرويها بكثير من الإنسانيَّة الصافية، لتتحرك عجلة الحاضر والمستقبل، ولننتج علاقات صادقة مخلصة يسودها التَّسامح والانفتاح والحوار والتراحم والتكافل.

إنّ التأمّل في أوضاعنا، والتأمّل في حقيقة أنفسنا المنفطرة على حبّ الخير، يؤديان إلى إعادة التفكير في كثير من الحسابات المادية التي يغرق فيها واقعنا، ويسهمان في حلّ الكثير من المشاكل التي ترهق الحياة.

التأمّل في الذات والوجود صفة من صفات الإنسان المؤمن الملتزم والمسؤول، فهلا نعيد تحريكه في ذواتنا وننتفع منه؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .



التأمّل فرصة ثمينة للإنسان، ليعود إلى أعماق نفسه وأصالتها، وليعيد تحسُّس إنسانيته بشكل لا يدخل أيّ حساب مادي فيها، فعوالم المادة، للأسف، صارت طاغية على مجمل واقعنا، وتتحكّم فيه بدرجة كبيرة، فلا تسمع إلا الحديث المتعلّق بالحسابات والمصالح هنا وهناك، ولا تشعر في كثير من العلاقات إلا بأجواء الأهواء والرغبات والأنانيات التي تكون حاضرة بقوّة.

هذا المشهد يسيطر حتى على روابط الأهل والأولاد والجيران، فأضحى لذلك الجوّ العام مثقلاً بأعباء الانغماس في المادّة ومنظومتها، والتي انعكست سلباً على صفاء العلاقات الاجتماعية؛ وهذا الانغماس الخطر انعكس توجّهاً نحو الانحراف الأخلاقي في شهادة الزّور، وقول الكذب والبهتان، واستسهال الكثير من المحرّمات، في سبيل إشباع النهم المتزايد على المادة.

ومن منّا اليوم ينزل إلى أعماق نفسه، ليعيد نفض غبار الحسابات عنها، ويعيد توجيه بوصلتها، لينطلق من جديد، ويعطي من الشعور الإنساني الصادق مزيداً من المحبّة والحياة للواقع المتصحِّر؟!

وعن التأمل بوجه عام، يشير سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى أهميته في إعادة إنتاج الحياة، بقوله: "أن نتأمل، أن ننزل إلى أعماق إنسانيتنا لنجعلها تفتِّش عن فكرةٍ قد تكون طائرة في الضباب.. أن نتأمّل، أن ننطلق لنبحث في زوايا إنسانيتنا عن قيمة ضاعت بين الرّكام.. أن نتأمّل، أن نستعيد إنسانيتنا، لتصفو وتتبلور في هذا الواقع الّذي أطبق علينا عشائرية منغلقة هنا وطائفية حاقدة هناك، وزوايا صغيرة هنالك تصغر الإنسان".

ويتابع سماحته: "أن تتأمّل أنك نفحة من روح الله، معنى أنك تحلّق من خلالها في كل الفضاء، لا الفضاء المادي، فتتحرّك في فضاء الفكر من حيث امتدّ من أول مفكّر في الحياة، ولتحلّق في فضاء الروح مع كلّ إنسان عاش قيمة تحتضن الإنسان، وتحتضن الكون كلّه، لتشعر بالوحدة مع الكون، ولا تعود بذلك مجرّد مخلوق يقتحم الكون ليخضعه، بل إنسان يقتحم الكون ليفهمه ويتكامل معه، ويعيش أسراره ليضع منه كوناً جديداً". [كتاب للإنسان والحياة، ص 370].

مَن منّا يا تُرى لديه الجرأة والشجاعة والإرادة لأن يحلّق في فضاء الروح، وفي فضاء الفكر، وأن يقهر تلك الشهوات والأهواء التي تهدّد سلامة الفرد والمجتمع!؟

إنَّ الحياة تحتاجنا، تحتاج إلى أن نرويها بكثير من الإنسانيَّة الصافية، لتتحرك عجلة الحاضر والمستقبل، ولننتج علاقات صادقة مخلصة يسودها التَّسامح والانفتاح والحوار والتراحم والتكافل.

إنّ التأمّل في أوضاعنا، والتأمّل في حقيقة أنفسنا المنفطرة على حبّ الخير، يؤديان إلى إعادة التفكير في كثير من الحسابات المادية التي يغرق فيها واقعنا، ويسهمان في حلّ الكثير من المشاكل التي ترهق الحياة.

التأمّل في الذات والوجود صفة من صفات الإنسان المؤمن الملتزم والمسؤول، فهلا نعيد تحريكه في ذواتنا وننتفع منه؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية