"اللّهمّ إنّا أهل هذا الشّهر الّذي شرّفتنا به، ووفّقتنا بمنّك له، حين جهِل الأشقياء وقْتَه، وحُرِموا لشفائِهم فضله، أنتَ وليّ ما آثرْتنا به من معرفته، وهديْتنا له من سنّته، وقد تولّينا بتوفيقكَ صيامَهُ وقيامهُ على تقصير، وأدّينا فيه قليلاً من كثير، الله فلَك الحمدُ إقراراً بالإساءة، واعترافاً بالإضاعة، ولك من قلوبنا عقدُ النّدم، ومن ألسنتنا صدقُ الاعتذار، فأجِرنا على ما أصابنا فيه من التّفريط أجراً نسترشدكُ به الفضلَ المرغوبَ فيه، ونعتاضُ به من أنواع الذّخر المحروص عليه، وأوجِب لنا عذرَك على ما قصّرنا فيه من حقّك، وأبلغ بأعمارنا ما بين أيدينا من شهر رمضان المقبل، فإذا بلّغتناه فأعنّا على تناولِ ما أنت أهله من العبادة، وأدّنا إلى القيام بما يستحقّه من الطّاعة، وأجْرِ لنا من صالحِ العمل ما يكونُ دركاً لحقِّك في الشَّهرين منْ شهور الدَّهر".
وعاد الحديث مع الله في صورة تقريرٍ عمّا قام به المؤمنون في شَّهر رمضان من واجباته ومستحبَّاته، واستغفارٍ عمّا قصّروا فيه من ذلك، وتطلّع إلى شهر رمضان جديد في استعداد لطاعات جديدة، وقيام كامل شامل بحقّ الله فيه.
إنَّا أهل الشَّهر ـ يا ربّ ـ، فقد عشنا حياتنا في داخله، ووعينا كلّ عناوين فضله، وكلّ مواقع الخير فيه، وكلّ عناصر الشَّرف فيه، في ما يكتسبه الّذين يعيشون فيه من ذلك، وكلّ حظوظ التّوفيق فيه..
وقد التزمناه بكلّ قوَّة وإخلاص ووعي، في الوقت الّذي كان هناك فريق من النَّاس الّذين جهلوا معناه، فلم يعيشوا روحه، ولم يلتزموا بمسؤوليَّته، ولم يأخذوا من فضله بما دعوتهم إليه من ذلك، وقد كان صيامنا له فرصةً للتطهّر، كما كان قيامنا فيه فرصةً للسموّ إلى درجات القرب إليك، ولكنّنا لم نبلغ مستوى الكمال في ذلك، فقصَّرنا عن الوصول إلى الدّرجة العليا من معناه، ولم نبلغ الحجم الّذي أردتنا أن نحصل عليه من الأعمال الكثيرة الّتي حشدتها في مسؤوليَّات هذا الشّهر.
ها نحن ـ في نهاية المطاف ـ نقف في مواقع حمدك، لنؤكِّد معنى العبوديَّة لك في وجودنا، لنعترف لك بالإساءة في ما أذنبنا فيه، وبالإضاعة في ما قصَّرنا فيه، ولن نستطيع التخلّص من واقع التَّقصير، لأنَّك لا تُعبَد حقّ عبادتك مهما بلغ العباد من ذلك.
فلك منّا الإرادة القويّة، والتّأكيد الشّديد من عمق قلوبنا، في ما نستشعره من النّدم العميق على ما قصّرنا فيه من حركة ألسنتنا في الاعتذار الصّادق الّذي ينطلق من صدق القرار في التّغيير.
وإذا كان ذلك تعبيراً عن موقف الإيمان الحقّ فيما أردت به عبادك أن يتحسَّسوا النّدم في قلوبهم، والاستغفار في ألسنتهم، فإنّنا نطلب منك الأجر الجزيل من عطائك وكرمك، لنحصل على التّعويض عمّا فاتنا من الأجر في طاعتك، وعلى المغفرة فيما أذنبنا فيه من أعمالنا.
وإذا غاب شهر رمضان عنّا في هذه الفرصة من العمر، فهيِّئ لنا فرصةً جديدةً في امتداد أعمارنا إلى رمضان جديد، الّذي نريده شهراً تتضاعف فيه طاقاتنا في حركة الطّاعة في حياتنا، وتشتدّ فيه الإرادة للوصول إلى مستوى القيام بحقّك، وتنفتح فيه خطواتنا على الدّرب الّذي يؤدّي بنا إلى مواقع القرب منك، حتّى نحصل من ذلك على تدارك ما فاتنا من الأعمال في الشّهر الماضي، وما نبلغه من الأعمال الصّالحة في هذا الشّهر المقبل
.[كتاب: شهر رمضان، رحلة الإنسان إلى الله].
"اللّهمّ إنّا أهل هذا الشّهر الّذي شرّفتنا به، ووفّقتنا بمنّك له، حين جهِل الأشقياء وقْتَه، وحُرِموا لشفائِهم فضله، أنتَ وليّ ما آثرْتنا به من معرفته، وهديْتنا له من سنّته، وقد تولّينا بتوفيقكَ صيامَهُ وقيامهُ على تقصير، وأدّينا فيه قليلاً من كثير، الله فلَك الحمدُ إقراراً بالإساءة، واعترافاً بالإضاعة، ولك من قلوبنا عقدُ النّدم، ومن ألسنتنا صدقُ الاعتذار، فأجِرنا على ما أصابنا فيه من التّفريط أجراً نسترشدكُ به الفضلَ المرغوبَ فيه، ونعتاضُ به من أنواع الذّخر المحروص عليه، وأوجِب لنا عذرَك على ما قصّرنا فيه من حقّك، وأبلغ بأعمارنا ما بين أيدينا من شهر رمضان المقبل، فإذا بلّغتناه فأعنّا على تناولِ ما أنت أهله من العبادة، وأدّنا إلى القيام بما يستحقّه من الطّاعة، وأجْرِ لنا من صالحِ العمل ما يكونُ دركاً لحقِّك في الشَّهرين منْ شهور الدَّهر".
وعاد الحديث مع الله في صورة تقريرٍ عمّا قام به المؤمنون في شَّهر رمضان من واجباته ومستحبَّاته، واستغفارٍ عمّا قصّروا فيه من ذلك، وتطلّع إلى شهر رمضان جديد في استعداد لطاعات جديدة، وقيام كامل شامل بحقّ الله فيه.
إنَّا أهل الشَّهر ـ يا ربّ ـ، فقد عشنا حياتنا في داخله، ووعينا كلّ عناوين فضله، وكلّ مواقع الخير فيه، وكلّ عناصر الشَّرف فيه، في ما يكتسبه الّذين يعيشون فيه من ذلك، وكلّ حظوظ التّوفيق فيه..
وقد التزمناه بكلّ قوَّة وإخلاص ووعي، في الوقت الّذي كان هناك فريق من النَّاس الّذين جهلوا معناه، فلم يعيشوا روحه، ولم يلتزموا بمسؤوليَّته، ولم يأخذوا من فضله بما دعوتهم إليه من ذلك، وقد كان صيامنا له فرصةً للتطهّر، كما كان قيامنا فيه فرصةً للسموّ إلى درجات القرب إليك، ولكنّنا لم نبلغ مستوى الكمال في ذلك، فقصَّرنا عن الوصول إلى الدّرجة العليا من معناه، ولم نبلغ الحجم الّذي أردتنا أن نحصل عليه من الأعمال الكثيرة الّتي حشدتها في مسؤوليَّات هذا الشّهر.
ها نحن ـ في نهاية المطاف ـ نقف في مواقع حمدك، لنؤكِّد معنى العبوديَّة لك في وجودنا، لنعترف لك بالإساءة في ما أذنبنا فيه، وبالإضاعة في ما قصَّرنا فيه، ولن نستطيع التخلّص من واقع التَّقصير، لأنَّك لا تُعبَد حقّ عبادتك مهما بلغ العباد من ذلك.
فلك منّا الإرادة القويّة، والتّأكيد الشّديد من عمق قلوبنا، في ما نستشعره من النّدم العميق على ما قصّرنا فيه من حركة ألسنتنا في الاعتذار الصّادق الّذي ينطلق من صدق القرار في التّغيير.
وإذا كان ذلك تعبيراً عن موقف الإيمان الحقّ فيما أردت به عبادك أن يتحسَّسوا النّدم في قلوبهم، والاستغفار في ألسنتهم، فإنّنا نطلب منك الأجر الجزيل من عطائك وكرمك، لنحصل على التّعويض عمّا فاتنا من الأجر في طاعتك، وعلى المغفرة فيما أذنبنا فيه من أعمالنا.
وإذا غاب شهر رمضان عنّا في هذه الفرصة من العمر، فهيِّئ لنا فرصةً جديدةً في امتداد أعمارنا إلى رمضان جديد، الّذي نريده شهراً تتضاعف فيه طاقاتنا في حركة الطّاعة في حياتنا، وتشتدّ فيه الإرادة للوصول إلى مستوى القيام بحقّك، وتنفتح فيه خطواتنا على الدّرب الّذي يؤدّي بنا إلى مواقع القرب منك، حتّى نحصل من ذلك على تدارك ما فاتنا من الأعمال في الشّهر الماضي، وما نبلغه من الأعمال الصّالحة في هذا الشّهر المقبل
.[كتاب: شهر رمضان، رحلة الإنسان إلى الله].