أيّها الأحّبة:
هذا الشّهر هو شهر الموسم، حيث يجب علينا التّجارة فيه مع الله. فهل فينا من يرغب بالخسارة في تجارته؟ فلماذا لا نعمل على أن ننجو من عذابٍ أليم، ونسير في خطّ طاعة الله، فالدّنيا تسيرُ بنا وتحدونا إلى قبرٍ ليس فيه أحدٌ ممّن نجاملهم في معصية الله، فـ
{كلٌ من عليها فان* ويبقى وجهُ ربّك ذو الجلال والإكرام}[الرّحمن: 26-27].
فإذا كان الله وجهتنا، ونحن سائرون إليه، فعلينا ألاّ تغلبنا النّفس، أو ننساق مع من يعصي الله من الظّلَمة والمجرمين، فهل وعَيْنا نداء الرّسول العظيم: {قل إنّي أخافُ إن عصيتُ ربّي عذابَ يومٍ عظيم}[الأنعام: 15]، ومن نحنُ أمام هذا النّداء الّذي تتجلّى فيه عظمة معرفة الرّسول لله وطاعته له؟!
لقد كان النبيّ(ص) عبداً مطيعاً لله، وعظمةُ الأنبياء هي في عبوديّتهم له، وعظمة الأئمّة(ع)، أنّ الله خالقهم جميعاً وهم عباده، فلا قرابة بين الله وأنبيائه وأوليائه، فهم قد سموا وارتفعوا إليه، وقربوا منه بطاعتهم له والتزامهم بأوامره ونواهيه، ولقد بيّن الله ذلك
{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}[النّساء: 123]..
ولقد روي عن النبيّ(ص) أنّه خطب النّاس في آخر حياته، فقال لهم: "أيّها النّاس، لا يتمنّى متمنٍّ ولا يدّعي مدّعٍ، أما إنّه لا ينجي إلا عملٌ مع رحمة، ولو عصيتُ لهويت".. ومما روي في سيرته المباركة، أنّه كان جالساً في حالات الاحتضار، وقد أحاط به عمّه العباس بن عبد المطلب، وعمّته صفيّة بنت عبد المطلب، وابنته فاطمة الزّهراء(ع) وبعض أقربائه، فالتفت إليهم وقال: "بني عبد مناف، اعملوا لما عند الله، فإنّي لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عبّاس بن عبد المطلب، يا عمّ رسول الله، اعمل لما عند الله، فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفيّة بنت عبد المطلّب، يا عمّة رسول الله، اعملي لما عند الله فإنّي لا أغني عنكِ من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي لما عند الله، فإنّي لا أُغني عنكِ من الله شيئاً...".
وقد يسألُ سائلٌ ما عن دور الشّفاعة الّتي لها حساباتها:
{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28]، فالشّفاعة بحساباتها، وأهل البيت لا يشفعون إلا لمن اقتدى بهم سيرةً وسلوكاً وعملاً.
إنَّ علينا أن نفرِّغ عقولنا في هذا الشَّهر العظيم مما لا يُرضي الله، لنفتح حياتنا وقلوبنا وعقولنا لما لله فيه رضا ولنا فيه صلاح، صلاح أنفسنا، لنصوم صيام العقل، والقلب، والرّوح، ولنحصل على تقوى الله، التّقوى الّتي تشكّل ركيزة الصّوم والهدف الأسمى من صناعة شخصيّة الإنسان المسلم، والّتي أرادها الله زيناً للإسلام، ودعوةً إلى الانفتاح على رساليّة الحقّ:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183]...
[المصدر: كتاب تقوى الصّوم].
أيّها الأحّبة:
هذا الشّهر هو شهر الموسم، حيث يجب علينا التّجارة فيه مع الله. فهل فينا من يرغب بالخسارة في تجارته؟ فلماذا لا نعمل على أن ننجو من عذابٍ أليم، ونسير في خطّ طاعة الله، فالدّنيا تسيرُ بنا وتحدونا إلى قبرٍ ليس فيه أحدٌ ممّن نجاملهم في معصية الله، فـ
{كلٌ من عليها فان* ويبقى وجهُ ربّك ذو الجلال والإكرام}[الرّحمن: 26-27].
فإذا كان الله وجهتنا، ونحن سائرون إليه، فعلينا ألاّ تغلبنا النّفس، أو ننساق مع من يعصي الله من الظّلَمة والمجرمين، فهل وعَيْنا نداء الرّسول العظيم: {قل إنّي أخافُ إن عصيتُ ربّي عذابَ يومٍ عظيم}[الأنعام: 15]، ومن نحنُ أمام هذا النّداء الّذي تتجلّى فيه عظمة معرفة الرّسول لله وطاعته له؟!
لقد كان النبيّ(ص) عبداً مطيعاً لله، وعظمةُ الأنبياء هي في عبوديّتهم له، وعظمة الأئمّة(ع)، أنّ الله خالقهم جميعاً وهم عباده، فلا قرابة بين الله وأنبيائه وأوليائه، فهم قد سموا وارتفعوا إليه، وقربوا منه بطاعتهم له والتزامهم بأوامره ونواهيه، ولقد بيّن الله ذلك
{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}[النّساء: 123]..
ولقد روي عن النبيّ(ص) أنّه خطب النّاس في آخر حياته، فقال لهم: "أيّها النّاس، لا يتمنّى متمنٍّ ولا يدّعي مدّعٍ، أما إنّه لا ينجي إلا عملٌ مع رحمة، ولو عصيتُ لهويت".. ومما روي في سيرته المباركة، أنّه كان جالساً في حالات الاحتضار، وقد أحاط به عمّه العباس بن عبد المطلب، وعمّته صفيّة بنت عبد المطلب، وابنته فاطمة الزّهراء(ع) وبعض أقربائه، فالتفت إليهم وقال: "بني عبد مناف، اعملوا لما عند الله، فإنّي لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عبّاس بن عبد المطلب، يا عمّ رسول الله، اعمل لما عند الله، فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفيّة بنت عبد المطلّب، يا عمّة رسول الله، اعملي لما عند الله فإنّي لا أغني عنكِ من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي لما عند الله، فإنّي لا أُغني عنكِ من الله شيئاً...".
وقد يسألُ سائلٌ ما عن دور الشّفاعة الّتي لها حساباتها:
{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28]، فالشّفاعة بحساباتها، وأهل البيت لا يشفعون إلا لمن اقتدى بهم سيرةً وسلوكاً وعملاً.
إنَّ علينا أن نفرِّغ عقولنا في هذا الشَّهر العظيم مما لا يُرضي الله، لنفتح حياتنا وقلوبنا وعقولنا لما لله فيه رضا ولنا فيه صلاح، صلاح أنفسنا، لنصوم صيام العقل، والقلب، والرّوح، ولنحصل على تقوى الله، التّقوى الّتي تشكّل ركيزة الصّوم والهدف الأسمى من صناعة شخصيّة الإنسان المسلم، والّتي أرادها الله زيناً للإسلام، ودعوةً إلى الانفتاح على رساليّة الحقّ:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183]...
[المصدر: كتاب تقوى الصّوم].