استشارة..
أنا رجل ثلاثيني، تراودني أفكار عن الله عزَّ وجلَّ، وكيفية إثبات وجوده، مذ كنت في الرابعة عشرة من عمري. وعندما بدأت بقراءة الكتب للبحث عن أجوبة لأسئلتي، ظهرت لديَّ أسئلة جديدة، فنفرت من قضايا الشريعة، ولكنني بقيت مؤمناً بالله إلى حدٍّ ما.
حاولت فيما بعد الالتزام بتعاليم الدين، ولكنَّ هذه الأفكار لم تفارقني، ولم تزل حتى اليوم تؤرقني، وصرت أخاف أن تضعف علاقتي بربي. فكيف أتخلّص منها؟ وهل يمكننا أن نطلق على هذه الحالة "قلق المعرفة"، وأن نعدّها حالة إيجابية إذا صارت حافزاً لتحصيل المعارف؟
وجواب..
أخي، ربما كان السبب في معاناتك هو أنك لم تسلك الطريقة الفضلى للتعرف إلى الدين، وخصوصاً في موضوع شائك وحساس ومتشعّب كالعقيدة، حيث من الضروري الانطلاق فيه من البداية، وبدرجة عالية من الحماس والتفاؤل والثقة، والبداية الصحيحة تتمثل في خطوتين:
الأول: أن نعزم ونحرص على التعرف إلى دين الإسلام الذي نشأ عليه أهلنا ومجتمعنا، دون أن نشغل أنفسنا في هذه المرحلة بالتعرف إلى غيره، فإننا إن وعينا عقيدتنا الإسلامية، سيكون بمقدورنا تالياً، وبدون ارتباك، أن نتعرف إلى أديان وعقائد وفلسفات أخرى وأن نناقشها، وستكون النتيجة ـ غالباً ـ لصالح العقيدة الإسلامية ومنطقها وأصالتها.
الثانية: أن نتوجّه إلى عالم ديني بارع وتقي وخلوق وواعٍ وحكيم، فنجعله أستاذاً ومرجعاً فكرياً لنا، فنطرح أمامه أسئلتنا وشكوكنا، ونصغي إليه باهتمام، فإذا فعلنا ذلك، سنوفر على أنفسنا كثيراً من القلق والارتباك في رحلتنا المعرفية التي فيها الكثير من الغموض في المفاهيم والمصطلحات.
وعلى كل حال، لا تحزن ولا تقلق على حسن علاقتك بالله تعالى، فأنت قادر على استئناف رحلة المعرفة، والبحث عن أجوبة لتساؤلاتك، شرط أن تقصد العالم القادر على إزالة هذه الشكوك، وقد يتبيَّن لك أن ما تعيشه من مخاوف هو أمر غير واقعي، وأن عقيدتك راسخة وإيمانك بالله تعالى وثيق.
تحياتي لك، ووفقك الله تعالى لكل خير.
***
مرسل الاستشارة: حسين.
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 6 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
أنا رجل ثلاثيني، تراودني أفكار عن الله عزَّ وجلَّ، وكيفية إثبات وجوده، مذ كنت في الرابعة عشرة من عمري. وعندما بدأت بقراءة الكتب للبحث عن أجوبة لأسئلتي، ظهرت لديَّ أسئلة جديدة، فنفرت من قضايا الشريعة، ولكنني بقيت مؤمناً بالله إلى حدٍّ ما.
حاولت فيما بعد الالتزام بتعاليم الدين، ولكنَّ هذه الأفكار لم تفارقني، ولم تزل حتى اليوم تؤرقني، وصرت أخاف أن تضعف علاقتي بربي. فكيف أتخلّص منها؟ وهل يمكننا أن نطلق على هذه الحالة "قلق المعرفة"، وأن نعدّها حالة إيجابية إذا صارت حافزاً لتحصيل المعارف؟
وجواب..
أخي، ربما كان السبب في معاناتك هو أنك لم تسلك الطريقة الفضلى للتعرف إلى الدين، وخصوصاً في موضوع شائك وحساس ومتشعّب كالعقيدة، حيث من الضروري الانطلاق فيه من البداية، وبدرجة عالية من الحماس والتفاؤل والثقة، والبداية الصحيحة تتمثل في خطوتين:
الأول: أن نعزم ونحرص على التعرف إلى دين الإسلام الذي نشأ عليه أهلنا ومجتمعنا، دون أن نشغل أنفسنا في هذه المرحلة بالتعرف إلى غيره، فإننا إن وعينا عقيدتنا الإسلامية، سيكون بمقدورنا تالياً، وبدون ارتباك، أن نتعرف إلى أديان وعقائد وفلسفات أخرى وأن نناقشها، وستكون النتيجة ـ غالباً ـ لصالح العقيدة الإسلامية ومنطقها وأصالتها.
الثانية: أن نتوجّه إلى عالم ديني بارع وتقي وخلوق وواعٍ وحكيم، فنجعله أستاذاً ومرجعاً فكرياً لنا، فنطرح أمامه أسئلتنا وشكوكنا، ونصغي إليه باهتمام، فإذا فعلنا ذلك، سنوفر على أنفسنا كثيراً من القلق والارتباك في رحلتنا المعرفية التي فيها الكثير من الغموض في المفاهيم والمصطلحات.
وعلى كل حال، لا تحزن ولا تقلق على حسن علاقتك بالله تعالى، فأنت قادر على استئناف رحلة المعرفة، والبحث عن أجوبة لتساؤلاتك، شرط أن تقصد العالم القادر على إزالة هذه الشكوك، وقد يتبيَّن لك أن ما تعيشه من مخاوف هو أمر غير واقعي، وأن عقيدتك راسخة وإيمانك بالله تعالى وثيق.
تحياتي لك، ووفقك الله تعالى لكل خير.
***
مرسل الاستشارة: حسين.
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 6 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.