استشارة..
سألني أحدهم لماذا التّناقض في عقيدتكم؛ فمن جهة تقولون بأن الأنبياء معصومون، ومن
جهة ثانية، غفر الله للعديد من الأنبياء على أخطائهم، كما جاء في حديث القرآن عن
النبيّ آدم ومعصيته في الجنّة، فبماذا أجيبه؟
وجواب..
بعدما ثبت بالدّليل العقلي والنقلي المحكم عصمة الأنبياء وتنزّههم عن نسبة المعاصي
إليهم، وذلك من خلال كون الرَّسول المرسل من عند الله نوراً وحقّاً في عقله وقلبه
وعمله، لا يخالطه ظلمة وباطل، ولتحقيق الهدف من إرساله، وهو تصديق الناس له
واتباعهم لما يبلغهم ويكلّفهم به، فيلزم كونه لا يخطئ ولا يخرق في شيء من أعماله،
إضافةً إلى الآيات المحكمة الدالّة على ذلك، مثل قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ
الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *
وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} وغيرها من الآيات، من هنا، لا بدَّ من تأويل وحمل كلّ ما ظاهره نسبة الخطأ إلى الأنبياء، على ما لا
يتنافى مع عصمتهم الثابتة بالعقل والنقل.
وبالنسبة إلى معصية آدم (ع) المذكورة في القرآن الكريم، فهي تفسَّر بأنها ترك
الأولى، أو الأمر الإرشادي لا المولوي الّذي يلزم الإثم من مخالفته، ولأن مخالفة
آدم لم تكن في عالم التّكليف والطاعة والمعصية وترتب الثَّواب والعقاب.
***
مرسل الاستشارة: ............
نوعها: دينيّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)/ استفتاءات – عقائد.