دينية
17/09/2013

لا نستطيع الزواج ونخشى الوقوع في الحرام.. فما الحلّ؟

لا نستطيع الزواج ونخشى الوقوع في الحرام.. فما الحلّ؟

استشارة..

تعرَّفت إلى شابٍّ منذ فترة ونشأت بيننا علاقة حبٍّ قوية، فلا يمرّ يوم من دون أن نتحادث لشدة تعلّقنا ببعضنا البعض. المشكلة أنَّنا لا نستطيع الزواج، ما يكدّر صفو عيشي. حاولت كثيراً الابتعاد عنه ولم أستطع، وكلّما أفكر في الموضوع تنتابني الكآبة وأشعر بالاختناق.

أخاف من أن يدخل الشيطان بيننا في يوم من الأيام، فنقع في الحرام، ولا سيما أننا بشر ولا نستطيع التحكّم بأنفسنا، فما الحل؟ ولماذا أوجد الله الحب بين البشر، وجعل حدوداً للعلاقات بينهم في الوقت نفسه؟

وجواب..

إنَّ الحالة التي تعانينها، يعانيها الكثيرون من الشبّان والشّابات، ولا سيَّما بعد انتشار وسائل التواصل المختلفة، إضافةً إلى أنَّ الإنسان بطبيعته مزيج من العقل والعاطفة، وكما أنَّه بحاجة إلى سدّ جوعه بالطعام والغذاء المادي، هو أيضاً بحاجة إلى إشباع الجوع العاطفي بالحبّ والأنس والتواصل مع الآخر.

ولكن عليكما عدم الاندفاع تحت ضغط الحالة العاطفية والرغبة، بل أن تلتزما حدود الشرع في التحادث والعلاقة بينكما، فعلى الإنسان أن يغلّب جانب العقل، فالحب ليس حراماً، لكن ما يصبح حراماً هو الاسترسال والاندفاع وغلبة هوى النفس، بحيث يقع الإنسان في المحظور شرعاً من الكلام العاطفي الخاص والمثير للشهوات، والملامسة، والخلوة التي لا يأمن معها من الوقوع في الحرام. وإن كان الشاب قادراً على إزالة موانع الزواج، فالحل هو طلب يدك من أهلك، والسعي لإتمام عقد الزواج، ولو احتاج الأمر إلى فترة للاستعداد وتوفير المقدمات.

 أما الحديث عن أنه من المستحيل أن يحب أحدكما شخصاً آخر، وكأنكما لم تخلقا لغير بعضكما بعضاً، ولا تستطيعان الافتراق بسبب القلق والكآبة والشقاء، فإن ذلك، وإن كان صحيحاً بعض الشيء، لكنَّه ليس صحيحاً بالمطلق، وليس من المستحيل أن تترك هذا المحبوب الحصري، فكما أحببت هذا المحبوب لوجود بعض المواصفات فيه، قد تحب محبوباً آخر يجمع المواصفات نفسها، أو لديه مواصفات أفضل من الأول تجذبك إليه. وهذا لا يكون في ليلة وضحاها، وإنما يحتاج إلى بعض الوقت، ويحتاج إلى ترويض النفس على أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

فلنعقلن الحب ليستمر في الطريق الواضح الصَّحيح، ولنمضِ في علاقاتنا ضمن خطوط آمنة يكتنفها الأمن والأمان والسّعادة والاطمئنان، ولنفطم النَّفس عن كلّ ما يأباه الشّرع ويرفضه، وهذا يحتاج إلى صبر وجهد ومجاهدة، كما قال الشاعر:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه              فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

النفس كالطفل إن تهمله شب على        حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم

***

مرسلة الاستشارة: ف.

المجيب عن الاستشارة: المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 14 أيلول 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

تعرَّفت إلى شابٍّ منذ فترة ونشأت بيننا علاقة حبٍّ قوية، فلا يمرّ يوم من دون أن نتحادث لشدة تعلّقنا ببعضنا البعض. المشكلة أنَّنا لا نستطيع الزواج، ما يكدّر صفو عيشي. حاولت كثيراً الابتعاد عنه ولم أستطع، وكلّما أفكر في الموضوع تنتابني الكآبة وأشعر بالاختناق.

أخاف من أن يدخل الشيطان بيننا في يوم من الأيام، فنقع في الحرام، ولا سيما أننا بشر ولا نستطيع التحكّم بأنفسنا، فما الحل؟ ولماذا أوجد الله الحب بين البشر، وجعل حدوداً للعلاقات بينهم في الوقت نفسه؟

وجواب..

إنَّ الحالة التي تعانينها، يعانيها الكثيرون من الشبّان والشّابات، ولا سيَّما بعد انتشار وسائل التواصل المختلفة، إضافةً إلى أنَّ الإنسان بطبيعته مزيج من العقل والعاطفة، وكما أنَّه بحاجة إلى سدّ جوعه بالطعام والغذاء المادي، هو أيضاً بحاجة إلى إشباع الجوع العاطفي بالحبّ والأنس والتواصل مع الآخر.

ولكن عليكما عدم الاندفاع تحت ضغط الحالة العاطفية والرغبة، بل أن تلتزما حدود الشرع في التحادث والعلاقة بينكما، فعلى الإنسان أن يغلّب جانب العقل، فالحب ليس حراماً، لكن ما يصبح حراماً هو الاسترسال والاندفاع وغلبة هوى النفس، بحيث يقع الإنسان في المحظور شرعاً من الكلام العاطفي الخاص والمثير للشهوات، والملامسة، والخلوة التي لا يأمن معها من الوقوع في الحرام. وإن كان الشاب قادراً على إزالة موانع الزواج، فالحل هو طلب يدك من أهلك، والسعي لإتمام عقد الزواج، ولو احتاج الأمر إلى فترة للاستعداد وتوفير المقدمات.

 أما الحديث عن أنه من المستحيل أن يحب أحدكما شخصاً آخر، وكأنكما لم تخلقا لغير بعضكما بعضاً، ولا تستطيعان الافتراق بسبب القلق والكآبة والشقاء، فإن ذلك، وإن كان صحيحاً بعض الشيء، لكنَّه ليس صحيحاً بالمطلق، وليس من المستحيل أن تترك هذا المحبوب الحصري، فكما أحببت هذا المحبوب لوجود بعض المواصفات فيه، قد تحب محبوباً آخر يجمع المواصفات نفسها، أو لديه مواصفات أفضل من الأول تجذبك إليه. وهذا لا يكون في ليلة وضحاها، وإنما يحتاج إلى بعض الوقت، ويحتاج إلى ترويض النفس على أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

فلنعقلن الحب ليستمر في الطريق الواضح الصَّحيح، ولنمضِ في علاقاتنا ضمن خطوط آمنة يكتنفها الأمن والأمان والسّعادة والاطمئنان، ولنفطم النَّفس عن كلّ ما يأباه الشّرع ويرفضه، وهذا يحتاج إلى صبر وجهد ومجاهدة، كما قال الشاعر:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه              فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

النفس كالطفل إن تهمله شب على        حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم

***

مرسلة الاستشارة: ف.

المجيب عن الاستشارة: المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 14 أيلول 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية