دينية
04/09/2013

زوجي يريدني أن أخلع الحجاب.. فهل أمتثل لطلبه؟

زوجي يريدني أن أخلع الحجاب.. فهل أمتثل لطلبه؟

استشارة..

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوِّجة منذ 5 سنوات وأعيش في بلد أجنبي. زوجي رجل متعلم، ومن المفترض أن يدرك واجباته تجاه زوجته وأولاده من الناحية الاجتماعية، ولكنه عكس ذلك تماماً، فهو عصبي ومهمل بشكلٍ كبير، ولا يتدخل في تربية أبنائه، ولا يعرف كيف يتعامل معهم، ويصرخ في وجههم... والأسوأ أنه لا يهتم بنظافته الشخصية أبداً ولا يصلي. حاولت إقناعه بشتى الأساليب بضرورة الحفاظ على نظافته وأداء الصلاة، ولكن من دون جدوى، وأكثر من ذلك، فهو غير مقتنع بالحجاب ويريدني أن أخلعه. فما هو حكم خلع الحجاب؟

وجواب..

تُبتلى كثير من الزوجات بمثل هذا الزوج، حيث تختبر المرأة المؤمنة في كيفية التعامل المناسب مع زوجها الذي يتصف بصفات سيئة ومؤلمة ومثيرة للاشمئزاز، ليتبيَّن في نتيجة الاختبار مدى ثباتها على دينها، ومدى حكمتها في معالجة تصرفات زوجها، ومدى صبرها على هذه التصرفات وما تثيره فيها من توتر وغضب وأذى. وحيث إن الزوج ليس هو طالب الاستشارة، ولأن الخطاب ليس موجَّهاً له، فإنَّنا لن نتحدَّث عن تلك الصفات وعن آثارها السلبية، ولا عن كيفية معالجتها والتخلص منها، بل إننا سنتوجه بالحديث إلى الأخت السائلة فنقول:

أولاً: كان من الممكن اكتشاف هذه الصفات في الزوج عند تقدّمه لطلب يد الزوجة وخطبتها من أهلها، إذ يجب السماح للخاطبين بالتعرف إلى بعضهما البعض، ليكتشف كل منهما صفات الآخر، إضافةً إلى ضرورة قيام الأهل بالسؤال الدقيق عن أخلاق الخاطب وسلوكه، بأسلوب حكيم ومهذب، وخصوصاً لجهة كونه متديناً ومصلياً على الأقل، وليس زانياً ولا شارباً للخمر، وأيضاً لجهة جديته ورزانته وثبات شخصيته وأفكاره، حيث يمكن التعرف إلى مثل هذه الصفات واكتشافها عند أقل معاشرة أو سؤال.

وحيث قد فات الأمر ووقعنا في المشكلة، فلا بد لك من تحمّل نتائجها والصبر في معالجتها.

ثانيا: لا يجوز أبداً خلع الحجاب، وعليك مواجهة طلبه بالإصرار على التمسّك به، حتى لو أدى إلى الطلاق، وإذا هدَّدك بالطلاق فلا تخافي ولا تتراجعي، فمن المستبعد أن يكون جاداً في تهديده، وحتى لو نفَّذه فهو لن يبقى عليه، وسيعدل عن الطلاق ويرجعك بعدما يؤاخذ نفسه ويعاني من سلبيات الطلاق...

ثالثاً: إننا ننصح أخواتنا المتواجدات في بلاد الغربة بأن تعمل كل واحدة منهن على ابتداع مبادرات يملأن بها أوقات فراغهن، ويقمن بإنشاء علاقات مع جمعيات إسلامية ومحلية، للانخراط في نشاطاتهن الدينية والاجتماعية، حتى لو كانت هذه النشاطات الاجتماعية في إطار جمعيات محلية غير إسلامية، طالما أنها لا تتنافى مع التعاليم الإسلامية، فإنَّ من الجيد للمرأة المسلمة المؤمنة الواعية أن يكون لها حضور في مجتمع البلد الغربي، وأن تقدم صورة جيدة وإيجابية عن الإسلام، كما يمكنها أن تنتسب إلى معاهد ثقافية، ولو بالمراسلة، ومتابعة تلقي العلوم المناسبة.

وعلى العموم، فإن اهتمام المرأة بمثل هذه الأمور سيسليها في بلاد الغربة، ويعوّضها عن حضور زوجها الضَّعيف في حياتها، وسيعطيها آفاقاً أوسع تريحها نفسياً وتجعلها أقوى في مواجهة آلام الغربة ومصاعب الحياة.

رابعاً: عليها أن تتناسى سلبيات زوجها، وتستسلم لقدرها الذي قد تكون هي وأهلها مسؤولين عنه، وأن تعمل على نصح زوجها وتغييره بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تحثّه على المشاركة في نشاطات دينية واجتماعية، وخصوصاً ارتياد المساجد وحضور الدروس الدينية والتوجيهية، وبخاصة في شهر رمضان وعاشوراء، حيث يهتم الناس بإحيائها حتى لو كانوا غير متدينين.

وختاماً، تقبّلي تحياتنا. ودعاؤنا لك بالتوفيق والسعادة والثبات على طريق الهدى.

***

مرسلة الاستشارة: .

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 27 حزيران 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوِّجة منذ 5 سنوات وأعيش في بلد أجنبي. زوجي رجل متعلم، ومن المفترض أن يدرك واجباته تجاه زوجته وأولاده من الناحية الاجتماعية، ولكنه عكس ذلك تماماً، فهو عصبي ومهمل بشكلٍ كبير، ولا يتدخل في تربية أبنائه، ولا يعرف كيف يتعامل معهم، ويصرخ في وجههم... والأسوأ أنه لا يهتم بنظافته الشخصية أبداً ولا يصلي. حاولت إقناعه بشتى الأساليب بضرورة الحفاظ على نظافته وأداء الصلاة، ولكن من دون جدوى، وأكثر من ذلك، فهو غير مقتنع بالحجاب ويريدني أن أخلعه. فما هو حكم خلع الحجاب؟

وجواب..

تُبتلى كثير من الزوجات بمثل هذا الزوج، حيث تختبر المرأة المؤمنة في كيفية التعامل المناسب مع زوجها الذي يتصف بصفات سيئة ومؤلمة ومثيرة للاشمئزاز، ليتبيَّن في نتيجة الاختبار مدى ثباتها على دينها، ومدى حكمتها في معالجة تصرفات زوجها، ومدى صبرها على هذه التصرفات وما تثيره فيها من توتر وغضب وأذى. وحيث إن الزوج ليس هو طالب الاستشارة، ولأن الخطاب ليس موجَّهاً له، فإنَّنا لن نتحدَّث عن تلك الصفات وعن آثارها السلبية، ولا عن كيفية معالجتها والتخلص منها، بل إننا سنتوجه بالحديث إلى الأخت السائلة فنقول:

أولاً: كان من الممكن اكتشاف هذه الصفات في الزوج عند تقدّمه لطلب يد الزوجة وخطبتها من أهلها، إذ يجب السماح للخاطبين بالتعرف إلى بعضهما البعض، ليكتشف كل منهما صفات الآخر، إضافةً إلى ضرورة قيام الأهل بالسؤال الدقيق عن أخلاق الخاطب وسلوكه، بأسلوب حكيم ومهذب، وخصوصاً لجهة كونه متديناً ومصلياً على الأقل، وليس زانياً ولا شارباً للخمر، وأيضاً لجهة جديته ورزانته وثبات شخصيته وأفكاره، حيث يمكن التعرف إلى مثل هذه الصفات واكتشافها عند أقل معاشرة أو سؤال.

وحيث قد فات الأمر ووقعنا في المشكلة، فلا بد لك من تحمّل نتائجها والصبر في معالجتها.

ثانيا: لا يجوز أبداً خلع الحجاب، وعليك مواجهة طلبه بالإصرار على التمسّك به، حتى لو أدى إلى الطلاق، وإذا هدَّدك بالطلاق فلا تخافي ولا تتراجعي، فمن المستبعد أن يكون جاداً في تهديده، وحتى لو نفَّذه فهو لن يبقى عليه، وسيعدل عن الطلاق ويرجعك بعدما يؤاخذ نفسه ويعاني من سلبيات الطلاق...

ثالثاً: إننا ننصح أخواتنا المتواجدات في بلاد الغربة بأن تعمل كل واحدة منهن على ابتداع مبادرات يملأن بها أوقات فراغهن، ويقمن بإنشاء علاقات مع جمعيات إسلامية ومحلية، للانخراط في نشاطاتهن الدينية والاجتماعية، حتى لو كانت هذه النشاطات الاجتماعية في إطار جمعيات محلية غير إسلامية، طالما أنها لا تتنافى مع التعاليم الإسلامية، فإنَّ من الجيد للمرأة المسلمة المؤمنة الواعية أن يكون لها حضور في مجتمع البلد الغربي، وأن تقدم صورة جيدة وإيجابية عن الإسلام، كما يمكنها أن تنتسب إلى معاهد ثقافية، ولو بالمراسلة، ومتابعة تلقي العلوم المناسبة.

وعلى العموم، فإن اهتمام المرأة بمثل هذه الأمور سيسليها في بلاد الغربة، ويعوّضها عن حضور زوجها الضَّعيف في حياتها، وسيعطيها آفاقاً أوسع تريحها نفسياً وتجعلها أقوى في مواجهة آلام الغربة ومصاعب الحياة.

رابعاً: عليها أن تتناسى سلبيات زوجها، وتستسلم لقدرها الذي قد تكون هي وأهلها مسؤولين عنه، وأن تعمل على نصح زوجها وتغييره بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تحثّه على المشاركة في نشاطات دينية واجتماعية، وخصوصاً ارتياد المساجد وحضور الدروس الدينية والتوجيهية، وبخاصة في شهر رمضان وعاشوراء، حيث يهتم الناس بإحيائها حتى لو كانوا غير متدينين.

وختاماً، تقبّلي تحياتنا. ودعاؤنا لك بالتوفيق والسعادة والثبات على طريق الهدى.

***

مرسلة الاستشارة: .

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 27 حزيران 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية