استشارة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخواي لا يصليان ولا يصومان، ويسمعان الأغاني. حاولت معهما بكلِّ الوسائل ليؤديا هذه الفرائض والابتعاد عن معاصي الله، ولكن من دون جدوى، ما أدى إلى تفاقم الخلافات بيننا، فأنا لا أرغب في معصية الله.
في الفترة الأخيرة، باتا يدخنان ولا يراعيان أن لدي حساسية من الدخان، بل إنهما يدخنان أيضاً في الغرفة نفسها التي أجلس فيها مع والدي في شهر رمضان، فيسببان لنا الأذى. كيف يمكنني ردعهما عن المعاصي واجتذابهما إلى ساحة مرضاة الله؟ وكيف يمكنني محاورتهما والحفاظ على علاقة المودة والأخوة التي تجمعنا؟
وجواب..
أختي الكريمة، إن الذي تعانين منه، للأسف، هو حال الكثيرين في مجتمعاتنا. ودورك هو أن تحاولي هدايتهما بمختلف الأساليب، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن بالأسلوب الأحسن، قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: 125]. وبهذا تكونين قد قمت بتكليفك الشرعي وألقيت الحجة عليهما، ويمكنك لأجل هذه الغاية الاستعانة بمن يؤثر فيهما من الأصدقاء.
ولا بدّ من الالتفات إلى مسألة مهمة، وهي أنه قبل أن نقول لتارك الصلاة صلّ، علينا أولاً أن نركز عقيدته، وعندما يؤمن بالأصل يطبق الفرع بشكل تلقائي، يعني عندما يؤمن بالله ويخافه، يعمل بمقتضى هذا الإيمان والخوف، فيصلي ويصوم ويترك المحرمات من دون أن نطلب منه ذلك. وإلا لا يمكن لمن لا يؤمن بالمعبود أن يؤدي العبادة، ولو أداها فإنه لن يستمر عليها، فلا إكراه في الدين، بل لا قيمة لعبادة شكلية غير نابعة من القلب، وبملء إرادة الإنسان.
كذلك، لا يجوز مقاطعتهما نهائياً، لأن صلة الرحم واجبة، إلا إذا كانت القطيعة تؤدي إلى هدايتهما فتجوز عندئذ، من باب النهي عن المنكر، وإلا يمكن لك عدم المبالاة وتجاهلهما، لعل ذلك يؤثر فيهما، إذا لم يرتدعا عما يسبب إزعاجك، أو الاستجابة لما يريده الله تعالى، من دون القطيعة نهائياً. ونسأل الله تعالى لهما الهداية والرشاد. وأن تحققي ما تتمنين. إنه سميع مجيب.
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: السيد شريف السيد، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 22 آب 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخواي لا يصليان ولا يصومان، ويسمعان الأغاني. حاولت معهما بكلِّ الوسائل ليؤديا هذه الفرائض والابتعاد عن معاصي الله، ولكن من دون جدوى، ما أدى إلى تفاقم الخلافات بيننا، فأنا لا أرغب في معصية الله.
في الفترة الأخيرة، باتا يدخنان ولا يراعيان أن لدي حساسية من الدخان، بل إنهما يدخنان أيضاً في الغرفة نفسها التي أجلس فيها مع والدي في شهر رمضان، فيسببان لنا الأذى. كيف يمكنني ردعهما عن المعاصي واجتذابهما إلى ساحة مرضاة الله؟ وكيف يمكنني محاورتهما والحفاظ على علاقة المودة والأخوة التي تجمعنا؟
وجواب..
أختي الكريمة، إن الذي تعانين منه، للأسف، هو حال الكثيرين في مجتمعاتنا. ودورك هو أن تحاولي هدايتهما بمختلف الأساليب، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن بالأسلوب الأحسن، قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: 125]. وبهذا تكونين قد قمت بتكليفك الشرعي وألقيت الحجة عليهما، ويمكنك لأجل هذه الغاية الاستعانة بمن يؤثر فيهما من الأصدقاء.
ولا بدّ من الالتفات إلى مسألة مهمة، وهي أنه قبل أن نقول لتارك الصلاة صلّ، علينا أولاً أن نركز عقيدته، وعندما يؤمن بالأصل يطبق الفرع بشكل تلقائي، يعني عندما يؤمن بالله ويخافه، يعمل بمقتضى هذا الإيمان والخوف، فيصلي ويصوم ويترك المحرمات من دون أن نطلب منه ذلك. وإلا لا يمكن لمن لا يؤمن بالمعبود أن يؤدي العبادة، ولو أداها فإنه لن يستمر عليها، فلا إكراه في الدين، بل لا قيمة لعبادة شكلية غير نابعة من القلب، وبملء إرادة الإنسان.
كذلك، لا يجوز مقاطعتهما نهائياً، لأن صلة الرحم واجبة، إلا إذا كانت القطيعة تؤدي إلى هدايتهما فتجوز عندئذ، من باب النهي عن المنكر، وإلا يمكن لك عدم المبالاة وتجاهلهما، لعل ذلك يؤثر فيهما، إذا لم يرتدعا عما يسبب إزعاجك، أو الاستجابة لما يريده الله تعالى، من دون القطيعة نهائياً. ونسأل الله تعالى لهما الهداية والرشاد. وأن تحققي ما تتمنين. إنه سميع مجيب.
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: السيد شريف السيد، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 22 آب 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.