دينية
14/08/2013

ما الحكمة من التشريع القائل بنجاسة الكلب؟!

ما الحكمة من التشريع القائل بنجاسة الكلب؟!

استشارة..

السلام عليكم.

أنا مسلمة مغتربة، في طور إعداد أطروحة دكتوراه في العلوم السرطانية. وقد قضيت حياتي في العلم والأبحاث، ولذلك أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة قبل تبني أي رأي، ولا أستطيع تقبل أي فكرة إذا لم تستند على العقل والمنطق والعلم.

وبناءً عليه، أرغب في السؤال عن حكم نجاسة الكلب، فلا أرى سبباً مقنعاً له، فكيف يخلق الله الكلب نجساً في طبيعته، رغم أن الخنزير الذي حرم أكله، ليس كذلك!؟

في المقابل، يحمل لعاب القطة من الجرائيم ما يؤدي إلى موت الجنين في بطن أمه، ورغم ذلك، لا نعتبر لعابها نجساً، بينما يعد الكلب من أوفى الحيوانات، ويستعان به لمعالجة الأطفال الذين يعانون مرض التوحد أو صعوبات تعلميَّة، وهو من الحيوانات القليلة الّتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، فلم لا نستطيع تربيته في بيوتنا؟ ولم يفسد لعابه صلاتنا؟

وجواب..

علينا كمؤمنين أن نعرف أمراً، وهو أنّ التشريع في يد الله سبحانه، هو خالق الإنسان والكون وكل شيء، والخالق أدرى بطبيعة كل الأشياء وما تحتاجه وما تصلح له. والتشريع الإلهي يقوم على المصالح والمفاسد، فالأحكام تابعة للمصالح والمفاسد في متعلقاتها، فما فيه مصلحة ملزمة أوجبه الله، وما فيه مصلحة غير ملزمة استحبه لنا، وما فيه مفسدة ملزمة حرمه علينا، وما فيه مفسدة غير ملزمة كرهه لنا، وما ليس في ذلك فهو المباح.

والعلماء المجتهدون ينطلقون في أحكامهم من الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث، فما كان فيه نص واضح لا يمكن تجاوزه، أما ما يحتاج إلى النظر والاستدلال، فقد تختلف فيه آراء المجتهدين. وفي النصوص ما يدل صراحة على نجاسة الكلب العينية، ولكن هذا لا يعني حرمة اقتنائه والاستفادة منه، فإنه يجوز ذلك ككلب الصيد والحراسة، والقرآن نصَّ على حلية صيد الكلب. ولكن بما أنه نجس، قال الفقهاء بوجوب تطهير ما باشره بلعابه، حتى لو كان حلالاً.

نعم، هناك رأي للشّيخ الطوسي أن حلية صيده نستفيد منها بإطلاق الآية عدم وجوب التطهير. وأما الخنزير، فقد دلت الأدلة أيضاً على نجاسته، إضافةً إلى ثبوت حرمته بالنّص القرآني الواضح.

أما الهرة فهي طاهرة، إلا فضلاتها فهي نجسة. لكن لو علمنا أن حيواناً ما يحمل الجراثيم نتيجة بعض الطوارئ، فإنَّ هناك قاعدة أن كل ما فيه ضرر هو حرام.

***

مرسلة الاستشارة: ندى.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ حسين عبدالله، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
 التاريخ: 6 آب 2013م.
 نوع الاستشارة: دينية
.

استشارة..

السلام عليكم.

أنا مسلمة مغتربة، في طور إعداد أطروحة دكتوراه في العلوم السرطانية. وقد قضيت حياتي في العلم والأبحاث، ولذلك أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة قبل تبني أي رأي، ولا أستطيع تقبل أي فكرة إذا لم تستند على العقل والمنطق والعلم.

وبناءً عليه، أرغب في السؤال عن حكم نجاسة الكلب، فلا أرى سبباً مقنعاً له، فكيف يخلق الله الكلب نجساً في طبيعته، رغم أن الخنزير الذي حرم أكله، ليس كذلك!؟

في المقابل، يحمل لعاب القطة من الجرائيم ما يؤدي إلى موت الجنين في بطن أمه، ورغم ذلك، لا نعتبر لعابها نجساً، بينما يعد الكلب من أوفى الحيوانات، ويستعان به لمعالجة الأطفال الذين يعانون مرض التوحد أو صعوبات تعلميَّة، وهو من الحيوانات القليلة الّتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، فلم لا نستطيع تربيته في بيوتنا؟ ولم يفسد لعابه صلاتنا؟

وجواب..

علينا كمؤمنين أن نعرف أمراً، وهو أنّ التشريع في يد الله سبحانه، هو خالق الإنسان والكون وكل شيء، والخالق أدرى بطبيعة كل الأشياء وما تحتاجه وما تصلح له. والتشريع الإلهي يقوم على المصالح والمفاسد، فالأحكام تابعة للمصالح والمفاسد في متعلقاتها، فما فيه مصلحة ملزمة أوجبه الله، وما فيه مصلحة غير ملزمة استحبه لنا، وما فيه مفسدة ملزمة حرمه علينا، وما فيه مفسدة غير ملزمة كرهه لنا، وما ليس في ذلك فهو المباح.

والعلماء المجتهدون ينطلقون في أحكامهم من الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث، فما كان فيه نص واضح لا يمكن تجاوزه، أما ما يحتاج إلى النظر والاستدلال، فقد تختلف فيه آراء المجتهدين. وفي النصوص ما يدل صراحة على نجاسة الكلب العينية، ولكن هذا لا يعني حرمة اقتنائه والاستفادة منه، فإنه يجوز ذلك ككلب الصيد والحراسة، والقرآن نصَّ على حلية صيد الكلب. ولكن بما أنه نجس، قال الفقهاء بوجوب تطهير ما باشره بلعابه، حتى لو كان حلالاً.

نعم، هناك رأي للشّيخ الطوسي أن حلية صيده نستفيد منها بإطلاق الآية عدم وجوب التطهير. وأما الخنزير، فقد دلت الأدلة أيضاً على نجاسته، إضافةً إلى ثبوت حرمته بالنّص القرآني الواضح.

أما الهرة فهي طاهرة، إلا فضلاتها فهي نجسة. لكن لو علمنا أن حيواناً ما يحمل الجراثيم نتيجة بعض الطوارئ، فإنَّ هناك قاعدة أن كل ما فيه ضرر هو حرام.

***

مرسلة الاستشارة: ندى.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ حسين عبدالله، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
 التاريخ: 6 آب 2013م.
 نوع الاستشارة: دينية
.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية