استشارة..
أنا سيّدة متزوجة. أبلغ من العمر 36 عاماً ولديَّ طفلة. أعيش منذ عامين خوفاً رهيباً من الموت وعذاب القبر...
ارتديت الحجاب منذ سنتين ونصف السنة، ولم أكن أصلي بشكل دائم، ولا أستطيع قضاء كل ما فاتني، بسبب ظروف عملي. وفي السّنوات الثلاث الأخيرة، لم أعد أصوم لأسباب صحية، ولكنّني أخاف من عذاب ربي وحسابه يوم القيامة. كيف أتخلّص من الخوف المزمن من الموت؟ وهل يمكنني أن لا أقضي ما فاتني من صلاة وواجبات؟
وجواب..
لا شكَّ في أنّ تذكر الإنسان المسلم الموت، والتفكير فيما عليه من واجبات، وقيامه بمحاسبة نفسه على أخطائها، هو أمر جيد، لأنه نوع من الصحوة الضرورية للإقبال على التوبة، والقيام بإصلاح النفس وتهذيبها، والعمل لتبرئة الذمة مما فاتنا من واجبات، إضافة إلى أن زيارة القبور وذكر الموت يساعدان على الزهد في الدنيا، ويعززان الخشية من الله تعالى والورع عن محارمه. ولكن يجب أن يكون الخوف من الموت وتذكّره أمراً في نطاق المعقول، وبطريقة إيجابية وطبيعية، وليس حالة مرضية ولا عقدة نفسية، ولذا فإنه يفترض بك أن تجعلي هذه الأفكار متزنة، وأن تكون مدعاة للمساهمة في بناء حياتك الاجتماعية والأسرية السعيدة وتعزيزها، والابتعاد عن القلق والتوتر والتشاؤم.
ومن جهة أخرى، فإن الله تعالى سيقبل توبة عبده المؤمن مهما كانت ذنوبه عظيمة، والمهم هو ترك الذنوب، والاستغفار، وسلوك طريق الهداية والإيمان، والعزم على قضاء ما فات، علماً أن قضاء ما عليك من الصلاة ليس واجباً دفعة واحدة، بل يمكنك التدرج بالقضاء بحسب قدرتك، ولو يوماً في الأسبوع، كما أنه يكفي تقدير عدد السنين التي عليك بمقدار تقريبي وإجمالي، ولا داعي للخوف من عدم براءة الذمة، فإن الله تعالى يعفو عن ذلك بسبب الجهل، كما أنه يقبل القليل ويعفو عن الكثير.
وأخيراً، عليك أن لا تفكري كثيراً في حالتك عند الموت، لجهة حزنك على مفارقة الأحبة وشوقك إليهم، فإننا لا نعلم إن كنا سنعيش هذه الحالة فعلاً أو أن اللحظة ستباغتنا فجأة، ولن نشعر إلا بأننا أمام رب غفور رحيم، ونحن نسأل الله تعالى أن يلطف بنا في هذه الساعة ويجعلها هينة لينة.
***
مرسلة الاستشارة: سوزان.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 25 تموز 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
أنا سيّدة متزوجة. أبلغ من العمر 36 عاماً ولديَّ طفلة. أعيش منذ عامين خوفاً رهيباً من الموت وعذاب القبر...
ارتديت الحجاب منذ سنتين ونصف السنة، ولم أكن أصلي بشكل دائم، ولا أستطيع قضاء كل ما فاتني، بسبب ظروف عملي. وفي السّنوات الثلاث الأخيرة، لم أعد أصوم لأسباب صحية، ولكنّني أخاف من عذاب ربي وحسابه يوم القيامة. كيف أتخلّص من الخوف المزمن من الموت؟ وهل يمكنني أن لا أقضي ما فاتني من صلاة وواجبات؟
وجواب..
لا شكَّ في أنّ تذكر الإنسان المسلم الموت، والتفكير فيما عليه من واجبات، وقيامه بمحاسبة نفسه على أخطائها، هو أمر جيد، لأنه نوع من الصحوة الضرورية للإقبال على التوبة، والقيام بإصلاح النفس وتهذيبها، والعمل لتبرئة الذمة مما فاتنا من واجبات، إضافة إلى أن زيارة القبور وذكر الموت يساعدان على الزهد في الدنيا، ويعززان الخشية من الله تعالى والورع عن محارمه. ولكن يجب أن يكون الخوف من الموت وتذكّره أمراً في نطاق المعقول، وبطريقة إيجابية وطبيعية، وليس حالة مرضية ولا عقدة نفسية، ولذا فإنه يفترض بك أن تجعلي هذه الأفكار متزنة، وأن تكون مدعاة للمساهمة في بناء حياتك الاجتماعية والأسرية السعيدة وتعزيزها، والابتعاد عن القلق والتوتر والتشاؤم.
ومن جهة أخرى، فإن الله تعالى سيقبل توبة عبده المؤمن مهما كانت ذنوبه عظيمة، والمهم هو ترك الذنوب، والاستغفار، وسلوك طريق الهداية والإيمان، والعزم على قضاء ما فات، علماً أن قضاء ما عليك من الصلاة ليس واجباً دفعة واحدة، بل يمكنك التدرج بالقضاء بحسب قدرتك، ولو يوماً في الأسبوع، كما أنه يكفي تقدير عدد السنين التي عليك بمقدار تقريبي وإجمالي، ولا داعي للخوف من عدم براءة الذمة، فإن الله تعالى يعفو عن ذلك بسبب الجهل، كما أنه يقبل القليل ويعفو عن الكثير.
وأخيراً، عليك أن لا تفكري كثيراً في حالتك عند الموت، لجهة حزنك على مفارقة الأحبة وشوقك إليهم، فإننا لا نعلم إن كنا سنعيش هذه الحالة فعلاً أو أن اللحظة ستباغتنا فجأة، ولن نشعر إلا بأننا أمام رب غفور رحيم، ونحن نسأل الله تعالى أن يلطف بنا في هذه الساعة ويجعلها هينة لينة.
***
مرسلة الاستشارة: سوزان.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 25 تموز 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.