دينية
27/12/2012

الاقتراض من البنوك مع صعوبة التَّسديد

الاقتراض من البنوك مع صعوبة التَّسديد

استشارة..

كنت قد استلفت مالاً منذ عدة سنوات من أكثر من بنك، ولكنني بعد ذلك ندمت أشدّ النَّدم على ما فعلته، وذلك لعدة أسباب؛ أولاً لأنَّ ذلك حرام، لأنَّه مع الفائدة، وثانياً، لأن ظروفي الماليَّة الحاليَّة تمنعني من من أن أسدّد للبنوك كافة.. والآن بدأت البنوك تطالبني بالمال، وعندما عجزت عن التسديد، انتقلت قضيَّتي إلى قسم جباية المال، فاتفقت مع القسم أن يتم سحب مبلغ محدد من معاشي كل شهر، يتناسب مع قدرتي، وسوف يستمر طيلة حياتي.

سؤالي هو: هل يغفر الله لي ذلك؟ لقد تبت وأسعى لأن أهذّب نفسي وأخلاقي، ولكنني خائفة جداً من غضبه سبحانه وتعالى، وأنوي دفع هذا المبلغ كلّ شهر طالما أنا على قيد الحياة، وعمري الآن 49 سنة، وهل تقبل صلاتي وصومي ودعائي؟

وجواب..

يحرم على المسلم الاقتراض بالفائدة، مثلما يحرم عليه إقراض الغير وأخذ الفائدة منه، لكن يجوز بحسب رأي سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، أن يقترض المكلف من البنوك الربويَّة، وخصوصاً عند الاضطرار، شرط أن يقصد حين الاقتراض عدم دفع الفائدة، وحين يأتي وقت التسديد، يجوز له دفعها اضطراراً ولا إثم عليه. لكن لا يجوز الاقتراض مع نية عدم التَّسديد، كما أنه لا يحسن بالمسلم أن يستدين اعتباطاً بما يتجاوز قدرته على التسديد، بل عليه أن يكون حكيماً في تصرفاته، فلا يقوم بعمل إلا بعد أن يدرسه من مختلف النواحي، كي يبقى قادراً على إدارة أموره بالطريقة الأفضل.

وعلى كل حال، لو فرض أنَّ المكلف قد عصى الله تعالى في ذلك، فحيث إنَّه قد تاب وندم، فإن الله تعالى سيغفر له، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: 82].

صاحبة الاستشارة: هدى.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)..

تاريخ الاستشارة: 24/12/2012.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

كنت قد استلفت مالاً منذ عدة سنوات من أكثر من بنك، ولكنني بعد ذلك ندمت أشدّ النَّدم على ما فعلته، وذلك لعدة أسباب؛ أولاً لأنَّ ذلك حرام، لأنَّه مع الفائدة، وثانياً، لأن ظروفي الماليَّة الحاليَّة تمنعني من من أن أسدّد للبنوك كافة.. والآن بدأت البنوك تطالبني بالمال، وعندما عجزت عن التسديد، انتقلت قضيَّتي إلى قسم جباية المال، فاتفقت مع القسم أن يتم سحب مبلغ محدد من معاشي كل شهر، يتناسب مع قدرتي، وسوف يستمر طيلة حياتي.

سؤالي هو: هل يغفر الله لي ذلك؟ لقد تبت وأسعى لأن أهذّب نفسي وأخلاقي، ولكنني خائفة جداً من غضبه سبحانه وتعالى، وأنوي دفع هذا المبلغ كلّ شهر طالما أنا على قيد الحياة، وعمري الآن 49 سنة، وهل تقبل صلاتي وصومي ودعائي؟

وجواب..

يحرم على المسلم الاقتراض بالفائدة، مثلما يحرم عليه إقراض الغير وأخذ الفائدة منه، لكن يجوز بحسب رأي سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، أن يقترض المكلف من البنوك الربويَّة، وخصوصاً عند الاضطرار، شرط أن يقصد حين الاقتراض عدم دفع الفائدة، وحين يأتي وقت التسديد، يجوز له دفعها اضطراراً ولا إثم عليه. لكن لا يجوز الاقتراض مع نية عدم التَّسديد، كما أنه لا يحسن بالمسلم أن يستدين اعتباطاً بما يتجاوز قدرته على التسديد، بل عليه أن يكون حكيماً في تصرفاته، فلا يقوم بعمل إلا بعد أن يدرسه من مختلف النواحي، كي يبقى قادراً على إدارة أموره بالطريقة الأفضل.

وعلى كل حال، لو فرض أنَّ المكلف قد عصى الله تعالى في ذلك، فحيث إنَّه قد تاب وندم، فإن الله تعالى سيغفر له، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: 82].

صاحبة الاستشارة: هدى.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)..

تاريخ الاستشارة: 24/12/2012.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية