استشارة..
أبلغ الآن من العمر 20 عاماً تقريباً، ولكن بعد حوالى 5 سنوات من البلوغ، اكتشفت أنَّ صلاتي كلّها كانت باطلة، لأنَّ غسلي كان باطلاً، ما سبب لي الألم، حيث أصبحت أشعر بالندم الكبير، وبأنني أقل إيماناً ومستوى من إخواني. حتى إنني عندما أنوي أن أقرأ دعاءً أو أي شيء من هذا القبيل، يتجدَّد هذا الإحساس لدي، فأرجو منكم أن تبلسموا لي ألمي بكلمة من كلماتكم الطيّبة.
وجواب..
ينبغي للمؤمن أن يواجه مشاكله بشجاعة ووعي، وأن لا يستسلم لضغط المشكلة مهما كانت كبيرة، سواء كانت مشكلة ذات طابع الديني أو دنيوي، وخصوصاً أنَّ الله تعالى قد فتح باب التوبة، وأتانا بالشَّريعة السّهلة السّمحة التي لن تضيق آفاقها عن حلٍّ لمشاكلنا الدينيَّة، وخصوصاً المشكلة الَّتي ذكرت، فإنَّ غاية ما سيحدث هو إعادة ما كنا قد صليناه، وهو أمر يفترض أن نتقبَّله بالتَّسليم لأمر الله تعالى، وخصوصاً إن نظرنا إلى جانبه الإيجابي، وهو أنه سيعطينا فرصة إضافيَّة لعبادة الله تعالى، أو نظرنا أيضاً إلى أنَّ الشريعة لم تأمرنا بقضاء الجميع فوراً أو دفعة واحدة، بل سمحت لنا بالتدرج بالقضاء على مدى العمر، حيث يمكننا أن نعتبر أنَّنا نصلي نافلة. وعلى العموم، فإنَّ الأمر لا يستوجب الشعور بالذنب والأسى، ما دمت غير متعمد لذلك.
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الحكم على غسلك بالبطلان قد لا يكون دقيقاً، فليس كل خطأ في الغسل يكون موجباً لبطلانه، وهذه فكرة عامة عن كيفيَّة الغسل الواجب:
غسل الرأس والرقبة، ثم غسل باقي الجسد، والأحوط استحباباً الترتيب في غسل الجسد، بتقديم الجانب الأيمن على الأيسر.
وعلى العموم، إن رغبت بالتدقيق أكثر، فاذكر لنا الطَّريقة الَّتي كنت تغتسل بها، لنرى إن كانت صحيحة.
صاحب الاستشارة: أحمد قفراش.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
تاريخ الاستشارة : 15/1/2013.
نوع الاستشارة: دينيَّة.