في مقدّمة بحثه الجامعي، يقول الأستاذ علي مهدي ، إنه تعرّض للاتجاه الروحي في شعر العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، لأن صلته بالعقيدة الإسلامية صلة وثيقة منذ نعومة أظفاره، فهو من أسرة دين وعلم وأدب، ووليد النجف الأشرف؛ بيئة الثقافة والعلم والشعر، وحاضرة الأدب على مدى سنين طويلة. وأيضاً لوعيه الديني الإسلامي المتجذّر، الذي استمدّ منه الإطار الثقافي، والذي كان من أبرز وجوهه، الاتجاه الأدبي الروحي، حيث استطاع سماحته(رض) توظيف لغة الشعر الوجداني/ الروحي وصوره، لخدمة أغراضه وهمومه الإسلامية، فلا تقع في شعره على ذاتية خاصة، فقد بنى خطابه الشّعري على ضمير الجماعة "نا"، كأنه يتكلّم بلسانهم، وهذا هو ضمير المسؤوليّة.
لهذه الأسباب، آثر الباحث أن تكون دراسته قائمة على تحليل بعض النماذج الشعرية، التي حركها السيّد في واقع النفس والحياة، وسعى لتكون حافزاً للوصول إلى ما فيه رضى الدنيا والآخرة.
وتتوزع رسالة الباحث على تمهيد ومقدّمة، يليها ثلاثة أبواب:
الباب الأول، يتناول فصلين: الفصل الأول: السيد فضل الله والشعر، يتناول فيه: الطفولة الشاعرة، البيئة الشعرية، نظمه للشعر، تجربته الشعرية، مفهومه للشعر، الثابت والمتحرك في شعر السيد، الرؤية الشعرية ودورها، اللغة النثرية واللغة الشعرية، الغموض والوضوح في الشعر، الرمز الشعري، ومشاكل الشعر العربي.
وأما الفصل الثاني: فقد درس فيه علاقة السيد فضل الله كشاعر بالله تعالى، مركّزاً على: الله تعالى في نظر الشاعر، محبة الله سبحانه، الخضوع والخشوع لله تعالى، الله تعالى سر الكون وعلّته، شوق الشاعر إلى لقاء المحبوب، القلق والحيرة عند الشاعر، الخالق أنيس الوحدة، الدعاء سلاح الشاعر في طلب المغفرة والرضوان من الله تعالى.
وأما الباب الثاني: فقد أفرد الباحث فيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: شخصية النبي محمد(ص) في شعر السيد، رسول السلام، رسول الأخلاق، الرسول الرحمة، الرسول القدوة، الرسول الإنسان، رسول الحياة.
وأما الفصل الثاني: فقد عرض فيه لسيرة الرسول الأعظم(ص) وواقع العصر، وفيه حربية الإسلام، الأمة الأسيرة، نظرة الأمة لرسولها، معارك الرسول وأثرها في واقع الأمة، أخوة الأنبياء، الرسالة القدوة...
وأما الفصل الثالث: فقد خُصِّص لدراسة اللغة الشعرية عند السيد فضل الله، والموسيقى في شعر السيد، متناولاً نموذجاً عن الإيقاع في قصيدته.
ليخلص بعد ذلك إلى الخاتمة التي شكلت خلاصة البحث، ونتائج عناوينه.
كل هذه الأبواب والفصول شكّلت العناوين الأساسية في اتجاه السيد الروحي، أو ما عُرف بالأدب الروحي في شعره؛ هذا الأدب الذي استثمره السيد لاستثارة التراث، بما فيه من طاقات تفجّر الوعي لدى الجمهور المسلم.
ويرى الباحث أن سماحته(رض) يشترط الرؤية المرتبطة بالواقع، قبل البدء بالقصيدة، ثم يأتي وعي الشاعر في اختيار الكلمة والأسلوب والموسيقى، التي يمكن أن تجسِّد الرؤية، ما يثير صراعاً بين سلطة الرؤية ووعي الشاعر.
يقول سماحة السيد(رض): "الرؤية الشعرية هي صورة الواقع؛ واقع الإنسان في داخله، في المعاناة التي يحسّها أمام تمثّله الأشياء أو تفاعله معها. وبهذا، فإنّ الصورة الداخلية والصورة الخارجية تتفاعلان في عالم الرؤية".
ويتابع الباحث عرضه لنماذج شعرية متنوعة لسماحته(رض)، والتعليق عليها، وتناول صورها وتجلّياتها ومضامينها ودلالاتها.
ويخلص في دراسته إلى أن سماحته(رض) شاعر مرهف الحسّ، فضلاً عن كونه فقيهاً، ومرجعاً دينياً، وعالماً إسلامياً، ومفكّراً حركياً على مستوى العمل الإسلامي، وشعره يحافظ على معادلة (الهدف ـ والفن)، حيث يتعانق الهدف العظيم، والفن الأصيل، والصدق الشعوري، الذي يعشق الفكرة ويذوب فيها.
كذلك، كان للنص الديني المقدس/القرآن، والنبوي/السيرة، أثر في شعر سماحته(رض). وبحسب الباحث،
جاءت نصوصه مستوحاة من النص القرآني، وفهمه لصورة الرسول(ص) في القرآن والسيرة، وهذا الأثر موروث من البيئة الدينية التي عاش سماحته(رض) في محيطها، وتأثر بأجوائها ومفرداتها وواكب أحداثها.
كما أنّ سماحته(رض) استطاع أن يقدّم صورة إسلامية مغايرة لما ألفه الكثيرون فيما يتعلّق بموضوع الشعر، فهو لم يدع اتجاهاً شعرياً إلا وخاض فيه، محاولاً (أنسنة الشعر)، فليس للشعر وظيفة خارج نطاق أن يكون تعبيراً عن الإنسان في كل حركته وأوضاعه.
وقد عبّر شعره الروحي عن هموم الجماعة وقضايا الواقع، فالملاحظ أنه في لحظات انفعاله الشعوري، ودعائه وتوسله، ومناجاته، كان يعيش الأمة وقضاياها ومعاناتها ومشاكلها وهمومها، وكانت تجربته الشعرية تدلّ بشكل كبير على مخيّلته الخصبة والمكثّفة، عبر لغة شعرية روحية متميزة.
وما يلفت إليه الباحث الهمّ والحركية الإسلامية عند سماحته، حيث بدا مدافعاً عن قضايا أمته، منافحاً عنها، فهو حتى في لحظات عمره الروحية، لم يبتعد عن أن يكون في قلب الواقع، مغيِّراً، وثائراً، وداعيةً، ومبتهلاً، وخاشعاً، وحاثاً على الاستفادة من روحية الإسلام وقيم دعوته وفضائله، إذ فهم الدين الإسلامي فهماً مغايراً لما هو سائد في وسطه ومحيطه، وهذا الفهم جعله يضجّ بالحركة والنشاط والحيوية، وخصوصاً أنه من الدعاة إلى الله في اتجاهات حياته كلّها.
وبشكل عام، فإنّ سماحة المرجع فضل الله(رض) يوازن في شعره بين عنصري العاطفة والعقل، فلا يطغى أي منهما على الآخر، ويعطي لهدفه العقائدي الإسلامي حقّه، من خلال شعره، كما يعطي للفنّ حقّه من العناية والصدق والانفعال، وبهذا، يتحقق المطلب المنشود في التعادل بين الهدف والفنّ.
ويختم الباحث بعرض نماذج من قصائد سماحته(رض) التي تمثّل اتجاهه الروحي في الشعر، كقصائد: (في رحاب الروح)، (ربِّ رحماك)، (صوفية شاعر)، (اعتراف وابتهال)، (أنا أهواك)، وغيرها.
في مقدّمة بحثه الجامعي، يقول الأستاذ علي مهدي ، إنه تعرّض للاتجاه الروحي في شعر العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، لأن صلته بالعقيدة الإسلامية صلة وثيقة منذ نعومة أظفاره، فهو من أسرة دين وعلم وأدب، ووليد النجف الأشرف؛ بيئة الثقافة والعلم والشعر، وحاضرة الأدب على مدى سنين طويلة. وأيضاً لوعيه الديني الإسلامي المتجذّر، الذي استمدّ منه الإطار الثقافي، والذي كان من أبرز وجوهه، الاتجاه الأدبي الروحي، حيث استطاع سماحته(رض) توظيف لغة الشعر الوجداني/ الروحي وصوره، لخدمة أغراضه وهمومه الإسلامية، فلا تقع في شعره على ذاتية خاصة، فقد بنى خطابه الشّعري على ضمير الجماعة "نا"، كأنه يتكلّم بلسانهم، وهذا هو ضمير المسؤوليّة.
لهذه الأسباب، آثر الباحث أن تكون دراسته قائمة على تحليل بعض النماذج الشعرية، التي حركها السيّد في واقع النفس والحياة، وسعى لتكون حافزاً للوصول إلى ما فيه رضى الدنيا والآخرة.
وتتوزع رسالة الباحث على تمهيد ومقدّمة، يليها ثلاثة أبواب:
الباب الأول، يتناول فصلين: الفصل الأول: السيد فضل الله والشعر، يتناول فيه: الطفولة الشاعرة، البيئة الشعرية، نظمه للشعر، تجربته الشعرية، مفهومه للشعر، الثابت والمتحرك في شعر السيد، الرؤية الشعرية ودورها، اللغة النثرية واللغة الشعرية، الغموض والوضوح في الشعر، الرمز الشعري، ومشاكل الشعر العربي.
وأما الفصل الثاني: فقد درس فيه علاقة السيد فضل الله كشاعر بالله تعالى، مركّزاً على: الله تعالى في نظر الشاعر، محبة الله سبحانه، الخضوع والخشوع لله تعالى، الله تعالى سر الكون وعلّته، شوق الشاعر إلى لقاء المحبوب، القلق والحيرة عند الشاعر، الخالق أنيس الوحدة، الدعاء سلاح الشاعر في طلب المغفرة والرضوان من الله تعالى.
وأما الباب الثاني: فقد أفرد الباحث فيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: شخصية النبي محمد(ص) في شعر السيد، رسول السلام، رسول الأخلاق، الرسول الرحمة، الرسول القدوة، الرسول الإنسان، رسول الحياة.
وأما الفصل الثاني: فقد عرض فيه لسيرة الرسول الأعظم(ص) وواقع العصر، وفيه حربية الإسلام، الأمة الأسيرة، نظرة الأمة لرسولها، معارك الرسول وأثرها في واقع الأمة، أخوة الأنبياء، الرسالة القدوة...
وأما الفصل الثالث: فقد خُصِّص لدراسة اللغة الشعرية عند السيد فضل الله، والموسيقى في شعر السيد، متناولاً نموذجاً عن الإيقاع في قصيدته.
ليخلص بعد ذلك إلى الخاتمة التي شكلت خلاصة البحث، ونتائج عناوينه.
كل هذه الأبواب والفصول شكّلت العناوين الأساسية في اتجاه السيد الروحي، أو ما عُرف بالأدب الروحي في شعره؛ هذا الأدب الذي استثمره السيد لاستثارة التراث، بما فيه من طاقات تفجّر الوعي لدى الجمهور المسلم.
ويرى الباحث أن سماحته(رض) يشترط الرؤية المرتبطة بالواقع، قبل البدء بالقصيدة، ثم يأتي وعي الشاعر في اختيار الكلمة والأسلوب والموسيقى، التي يمكن أن تجسِّد الرؤية، ما يثير صراعاً بين سلطة الرؤية ووعي الشاعر.
يقول سماحة السيد(رض): "الرؤية الشعرية هي صورة الواقع؛ واقع الإنسان في داخله، في المعاناة التي يحسّها أمام تمثّله الأشياء أو تفاعله معها. وبهذا، فإنّ الصورة الداخلية والصورة الخارجية تتفاعلان في عالم الرؤية".
ويتابع الباحث عرضه لنماذج شعرية متنوعة لسماحته(رض)، والتعليق عليها، وتناول صورها وتجلّياتها ومضامينها ودلالاتها.
ويخلص في دراسته إلى أن سماحته(رض) شاعر مرهف الحسّ، فضلاً عن كونه فقيهاً، ومرجعاً دينياً، وعالماً إسلامياً، ومفكّراً حركياً على مستوى العمل الإسلامي، وشعره يحافظ على معادلة (الهدف ـ والفن)، حيث يتعانق الهدف العظيم، والفن الأصيل، والصدق الشعوري، الذي يعشق الفكرة ويذوب فيها.
كذلك، كان للنص الديني المقدس/القرآن، والنبوي/السيرة، أثر في شعر سماحته(رض). وبحسب الباحث،
جاءت نصوصه مستوحاة من النص القرآني، وفهمه لصورة الرسول(ص) في القرآن والسيرة، وهذا الأثر موروث من البيئة الدينية التي عاش سماحته(رض) في محيطها، وتأثر بأجوائها ومفرداتها وواكب أحداثها.
كما أنّ سماحته(رض) استطاع أن يقدّم صورة إسلامية مغايرة لما ألفه الكثيرون فيما يتعلّق بموضوع الشعر، فهو لم يدع اتجاهاً شعرياً إلا وخاض فيه، محاولاً (أنسنة الشعر)، فليس للشعر وظيفة خارج نطاق أن يكون تعبيراً عن الإنسان في كل حركته وأوضاعه.
وقد عبّر شعره الروحي عن هموم الجماعة وقضايا الواقع، فالملاحظ أنه في لحظات انفعاله الشعوري، ودعائه وتوسله، ومناجاته، كان يعيش الأمة وقضاياها ومعاناتها ومشاكلها وهمومها، وكانت تجربته الشعرية تدلّ بشكل كبير على مخيّلته الخصبة والمكثّفة، عبر لغة شعرية روحية متميزة.
وما يلفت إليه الباحث الهمّ والحركية الإسلامية عند سماحته، حيث بدا مدافعاً عن قضايا أمته، منافحاً عنها، فهو حتى في لحظات عمره الروحية، لم يبتعد عن أن يكون في قلب الواقع، مغيِّراً، وثائراً، وداعيةً، ومبتهلاً، وخاشعاً، وحاثاً على الاستفادة من روحية الإسلام وقيم دعوته وفضائله، إذ فهم الدين الإسلامي فهماً مغايراً لما هو سائد في وسطه ومحيطه، وهذا الفهم جعله يضجّ بالحركة والنشاط والحيوية، وخصوصاً أنه من الدعاة إلى الله في اتجاهات حياته كلّها.
وبشكل عام، فإنّ سماحة المرجع فضل الله(رض) يوازن في شعره بين عنصري العاطفة والعقل، فلا يطغى أي منهما على الآخر، ويعطي لهدفه العقائدي الإسلامي حقّه، من خلال شعره، كما يعطي للفنّ حقّه من العناية والصدق والانفعال، وبهذا، يتحقق المطلب المنشود في التعادل بين الهدف والفنّ.
ويختم الباحث بعرض نماذج من قصائد سماحته(رض) التي تمثّل اتجاهه الروحي في الشعر، كقصائد: (في رحاب الروح)، (ربِّ رحماك)، (صوفية شاعر)، (اعتراف وابتهال)، (أنا أهواك)، وغيرها.