موسى الكاظم (ع): الإمامُ الّذي كانَ قلبُهُ عرشاً لله

موسى الكاظم (ع): الإمامُ الّذي كانَ قلبُهُ عرشاً لله

نلتقي هذه الأيَّام بذكرى استشهاد الإمام السابع من أئمَّة أهل البيت (ع)، الإمام موسى الكاظم (ع)؛ هذا الإمام الذي إذا قرأناه في تراثه كلِّه، فإننا نجدُ أنّه ككلِّ أئمَّة أهل البيت (ع)، لم يترك جانباً من جوانب حركة الإسلام إلّا وأولاه اهتماماً، سواء ما يتعلّق بعقل الإنسان أو بقلبه أو بسلوكيّات حياته، بما يعمِّق له الخطَّ المستقيم في حركته في الحياة.

هذا الإمام الَّذي لا بدَّ للنَّاس من أن يقرأوه في هذا الأفق الواسع الممتدّ في عالم المعرفة، والَّذي يربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى، ويربط الإنسان بالإنسان، ويربط الإنسان بمسؤوليَّته عن الحياة كلِّها، فلا يكون مجرَّد شخصٍ يعيش في سجن ذاته، ولكنَّه يشعر بأنّه لا بدّ من أن يعيش في حجم العالم كلِّه، لينمّي طاقاته بالمستوى الَّذي يستطيع أن يكون فيه عالمياً، لأنَّ الله تعالى أرادنا أن نقتدي برسول الله (ص) في قوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب: 21)، وقد كان رسول الله (ص) في رسالته إنسانياً عالمياً؛ كان يفكّر في النَّاس كلِّهم، وكان يريد أن يؤسلم العالم كلّه...

هذا الإمام الذي عاش رحابة الأفق في خلقه، فكان يحسن إلى من أساء إليه، ويعفو عمَّن اعتدى عليه، ويتَّسع صدره حتى ليحضن أعداءه، ليعلّمهم كيف يحبُّ الإنسان الإنسان بقطع النَّظر عن التعقيدات الَّتي يمكن أن تتحرَّك هنا وهناك.

كان (ع) يواجه الغيظ من كلِّ الَّذين لا يحترمون إنسانيَّة الإنسان، ومن كلّ المستكبرين في الأرض، والَّذين يعيشون على أساس الحقد والعداوة والبغضاء، ويعملون على أساس الحقد والعداوة والبغضاء، ويعملون على أن ينفِّسوا عن حقدهم ضدَّ الطيّبين. لكنّ الإمام (ع) كان يكظم غيظه، فلم يتحرَّك بردّ فعل سلبية، بل كان لديه فعل من نوع آخر، فلقد كان القوم يسيئون إليه، وكان يحاول أن يعطيهم درساً في معنى الإحسان، ودرساً في معنى العفو، ولذلك سمّي كاظم الغيظ.

كان (ع) الإنسان الذي يعيش مع الله سبحانه وتعالى بأعلى الدَّرجات، فقد كان الله حاضراً في عقله، فليس في عقله مكانٌ إلَّا لله، وكان الله حاضراً في قلبه، فقلبه كلُّه عرشٌ لله، وكان الله حاضراً في حياته، فكانت حياته للرِّسالة كلِّها، وكان يعيش اللذَّة باللّقاء بالله، ولذلك كان يطيل السّجود، وكانت سجدته تمتدُّ من الصّباح إلى الزّوال، ومن الزّوال إلى الغروب، ولم تكن سجدة تقليديَّة، ولكنّها كانت سجدة يرتفع من خلالها بروحه إلى الله عزَّ وجلَّ، فيناجيه ويلبِّيه ويدعوه ويعطيه الحبّ كلّه، فكان يقول فيما مضمونه: «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، وقد فعلت، فلك الحمد»1.

وبذلك، فإنّه كان العاشق لربّه؛ يحبّه، يناجيه، يتحدَّث معه، وكان يكرِّر في سجوده: «اللّهمَّ إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب»2. وليس هناك ذنب يستغفر الله منه، ولكنَّه تواضع جمٌّ لله، لأنّ عبودية الإمام (ع) كعبودية آبائه وأبنائه، ارتفعت إلى المستوى الذي اندفع فيه مع الله في كلِّ معاني الذوبان به...

*من كتاب "النّدوة"، ج 8.

[1]الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج2، ص 240.

[2]الكافي: الشّيخ الكليني، ج3، ص 323.

نلتقي هذه الأيَّام بذكرى استشهاد الإمام السابع من أئمَّة أهل البيت (ع)، الإمام موسى الكاظم (ع)؛ هذا الإمام الذي إذا قرأناه في تراثه كلِّه، فإننا نجدُ أنّه ككلِّ أئمَّة أهل البيت (ع)، لم يترك جانباً من جوانب حركة الإسلام إلّا وأولاه اهتماماً، سواء ما يتعلّق بعقل الإنسان أو بقلبه أو بسلوكيّات حياته، بما يعمِّق له الخطَّ المستقيم في حركته في الحياة.

هذا الإمام الَّذي لا بدَّ للنَّاس من أن يقرأوه في هذا الأفق الواسع الممتدّ في عالم المعرفة، والَّذي يربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى، ويربط الإنسان بالإنسان، ويربط الإنسان بمسؤوليَّته عن الحياة كلِّها، فلا يكون مجرَّد شخصٍ يعيش في سجن ذاته، ولكنَّه يشعر بأنّه لا بدّ من أن يعيش في حجم العالم كلِّه، لينمّي طاقاته بالمستوى الَّذي يستطيع أن يكون فيه عالمياً، لأنَّ الله تعالى أرادنا أن نقتدي برسول الله (ص) في قوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب: 21)، وقد كان رسول الله (ص) في رسالته إنسانياً عالمياً؛ كان يفكّر في النَّاس كلِّهم، وكان يريد أن يؤسلم العالم كلّه...

هذا الإمام الذي عاش رحابة الأفق في خلقه، فكان يحسن إلى من أساء إليه، ويعفو عمَّن اعتدى عليه، ويتَّسع صدره حتى ليحضن أعداءه، ليعلّمهم كيف يحبُّ الإنسان الإنسان بقطع النَّظر عن التعقيدات الَّتي يمكن أن تتحرَّك هنا وهناك.

كان (ع) يواجه الغيظ من كلِّ الَّذين لا يحترمون إنسانيَّة الإنسان، ومن كلّ المستكبرين في الأرض، والَّذين يعيشون على أساس الحقد والعداوة والبغضاء، ويعملون على أساس الحقد والعداوة والبغضاء، ويعملون على أن ينفِّسوا عن حقدهم ضدَّ الطيّبين. لكنّ الإمام (ع) كان يكظم غيظه، فلم يتحرَّك بردّ فعل سلبية، بل كان لديه فعل من نوع آخر، فلقد كان القوم يسيئون إليه، وكان يحاول أن يعطيهم درساً في معنى الإحسان، ودرساً في معنى العفو، ولذلك سمّي كاظم الغيظ.

كان (ع) الإنسان الذي يعيش مع الله سبحانه وتعالى بأعلى الدَّرجات، فقد كان الله حاضراً في عقله، فليس في عقله مكانٌ إلَّا لله، وكان الله حاضراً في قلبه، فقلبه كلُّه عرشٌ لله، وكان الله حاضراً في حياته، فكانت حياته للرِّسالة كلِّها، وكان يعيش اللذَّة باللّقاء بالله، ولذلك كان يطيل السّجود، وكانت سجدته تمتدُّ من الصّباح إلى الزّوال، ومن الزّوال إلى الغروب، ولم تكن سجدة تقليديَّة، ولكنّها كانت سجدة يرتفع من خلالها بروحه إلى الله عزَّ وجلَّ، فيناجيه ويلبِّيه ويدعوه ويعطيه الحبّ كلّه، فكان يقول فيما مضمونه: «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، وقد فعلت، فلك الحمد»1.

وبذلك، فإنّه كان العاشق لربّه؛ يحبّه، يناجيه، يتحدَّث معه، وكان يكرِّر في سجوده: «اللّهمَّ إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب»2. وليس هناك ذنب يستغفر الله منه، ولكنَّه تواضع جمٌّ لله، لأنّ عبودية الإمام (ع) كعبودية آبائه وأبنائه، ارتفعت إلى المستوى الذي اندفع فيه مع الله في كلِّ معاني الذوبان به...

*من كتاب "النّدوة"، ج 8.

[1]الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج2، ص 240.

[2]الكافي: الشّيخ الكليني، ج3، ص 323.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية