ينقل أحد الأشخاص، فيقول: كنّا جالسين في الطّابق الأعلى [من السّجن، حيث كان
الإمام الكاظم (ع) مسجونًا بطلبٍ من هارون الرّشيد]، التفت إليّ صاحب السّجن، وقال
لي: أنظر ماذا ترى في أرض الدّار؟ قلت: أرى ثوباً، قال حدِّق. حدَّقت، فرأيت رجلاً
ساجداً. قلت له: إنّي أرى رجلاً ساجداً، قال له: هذا موسى بن جعفر. قال له: عندما
يصبح الصّباح يتوضّأ ويصلّي ثم يعقّب، ثم يسجد، فلا يزال ساجداً حتى يأتي الزّوال.
ثم عندما يأتي الزوال ويسمع الأذان، يقوم ويصلّي من دون أن يتوضّأ، فأعرف أنّه لم
يغفُ في منامه، فيصلّي الظّهر، ثم بعد ذلك يتمثّل ويعقّب، ثمّ يصلّي العصر، بعد ذلك
يسجد حتى تأتي العتمة، ثمّ بعد ذلك يفعل ذلك، ثمّ يأخذ نوماً خفيفاً، فيقوم ليصلّي،
ويمتدّ ذلك حتّى الفجر، هذا هو ديدنه في اللّيل والنهار.
هكذا كان المستوى الذي يعيشه الإمام في علاقته بالله سبحانه وتعالى، ويقال إنّه
أرسل إلى الرّشيد رسالةً يقول فيها: "لن ينقضي عنّي يوم من البلاء، حتّى ينقضي عنك
يوم من الرّخاء، وهكذا حتّى نقضي جميعاً إلى يوم لا انقضاء له، يوم يخسر المبطلون".
وفي نهاية المطاف، دسَّ له الرّشيد السّمّ، ثمّ جاء بكلّ القضاة والفقهاء والوجهاء،
قال السجَّان لهم، انظروا إلى موسى بن جعفر، ليس هناك خدش في جسمه أو أيّ شيء. ولكنَّ
الإمام التفت إليهم وقال لهم إنَّني سُقِيت السمّ، وإنّني سأقضي بعد أيّام.ط
وهكذا استشهد الإمام (سلام الله عليه) بعد أن قضى أربع عشرة سنة في سجون الرّشيد.
*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
ينقل أحد الأشخاص، فيقول: كنّا جالسين في الطّابق الأعلى [من السّجن، حيث كان
الإمام الكاظم (ع) مسجونًا بطلبٍ من هارون الرّشيد]، التفت إليّ صاحب السّجن، وقال
لي: أنظر ماذا ترى في أرض الدّار؟ قلت: أرى ثوباً، قال حدِّق. حدَّقت، فرأيت رجلاً
ساجداً. قلت له: إنّي أرى رجلاً ساجداً، قال له: هذا موسى بن جعفر. قال له: عندما
يصبح الصّباح يتوضّأ ويصلّي ثم يعقّب، ثم يسجد، فلا يزال ساجداً حتى يأتي الزّوال.
ثم عندما يأتي الزوال ويسمع الأذان، يقوم ويصلّي من دون أن يتوضّأ، فأعرف أنّه لم
يغفُ في منامه، فيصلّي الظّهر، ثم بعد ذلك يتمثّل ويعقّب، ثمّ يصلّي العصر، بعد ذلك
يسجد حتى تأتي العتمة، ثمّ بعد ذلك يفعل ذلك، ثمّ يأخذ نوماً خفيفاً، فيقوم ليصلّي،
ويمتدّ ذلك حتّى الفجر، هذا هو ديدنه في اللّيل والنهار.
هكذا كان المستوى الذي يعيشه الإمام في علاقته بالله سبحانه وتعالى، ويقال إنّه
أرسل إلى الرّشيد رسالةً يقول فيها: "لن ينقضي عنّي يوم من البلاء، حتّى ينقضي عنك
يوم من الرّخاء، وهكذا حتّى نقضي جميعاً إلى يوم لا انقضاء له، يوم يخسر المبطلون".
وفي نهاية المطاف، دسَّ له الرّشيد السّمّ، ثمّ جاء بكلّ القضاة والفقهاء والوجهاء،
قال السجَّان لهم، انظروا إلى موسى بن جعفر، ليس هناك خدش في جسمه أو أيّ شيء. ولكنَّ
الإمام التفت إليهم وقال لهم إنَّني سُقِيت السمّ، وإنّني سأقضي بعد أيّام.ط
وهكذا استشهد الإمام (سلام الله عليه) بعد أن قضى أربع عشرة سنة في سجون الرّشيد.
*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".