لما قُبِضَ رسول الله، خاطب العبّاس وأبو سفيان أمير المؤمنين عليّاً(ع) في أن يبايعاه بالخلافة، فقال: "أيّها النّاس، شقّوا أمواج الفتن بسفن النَّجاةـ وما أكثر الفتن عندنا في بحار الواقع ـ وعرّجوا عن طريق المنافرة ـ لا تتنافروا ـ وضعوا تيجان المفاخرة. أفلح من نهض بجناح - الّذي استطاع أن ينأى بنفسه عن كلِّ هذا الواقع ـ أو استسلم فأراح، ماءٌ آجِن، ولقمةٌ يغصّ بها آكلها، ومجتني الثّمرة لغير وقت إيناعها، كالزّارع بغير أرضه، فإن أَقُلْ ـ طالبت بحقّي ـ يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت. هيهات بعد اللّتيّا والّتي! والله لابن أبي طالبٍ آنس بالموت من الطّفل بثدي أمّه، بل اندمجت على مكنون علمٍ لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطّوى البعيدة"، لأنّه أعلم بطرق السّماء منه بطرق الأرض.
نصرة الإسلام
وفي ختام الحديث، يحدّثنا عليّ(ع) عن المشكلة الّتي واجهها بعد رسول الله(ص)، فقد بعث إلى أهل مصر مع "مالك الأشتر" لما ولاّه إمارتها، رسالةً، ومن جملة ما قال: "فوالله ما كان يُلقي في روعي ولا يخطر ببالي، أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده(ص) عن أهل بيته ـ لأنّهم(ع) هم الّذين يملكون الحقَّ في القيادة ـ ولا أنّهم مُنَحّوه عنّي من بعده - وقد عرفوا موقعي من رسول الله، وموقعي من الإسلام، وقدرتي على قيادة المسلمين - فما راعني إلا انثيال النّاس على فلان - ويقصد أبا بكر - يبايعونه، فأمسكت يدي - لأنّني لا أريد أن أخلق فتنةً بين المسلمين، وأنا أمينٌ على الإسلام خارج الخلافة، كما أنا أمينٌ عليه داخلها - حتَّى رأيت راجعة النَّاس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد(ص)، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم... فنهضت في تلك الأحداث - ونصحت وساعدت وعاونت - حتى زاح الباطل وزهق، واطمأنّ الدّين وتنهنه".
الإسلام مسؤوليّة الجميع
في ذكرى وفاة رسول الله(ص)، ومع موقف عليّ(ع)، علينا أن نتحسَّس مسؤوليّتنا عن الإسلام كلّه، الإسلام الفكر والواقع والتحدّي، والإسلام في ردِّ التحدّي، أن نتحمَّل مسؤوليّتنا عن الإسلام كلّه، لأنَّ المسلمين بأجمعهم معنيّون في بيوتهم وأسواقهم ونواديهم وساحاتهم، بأن يعملوا في سبيل أن يكون الإسلام قويّاً في كلِّ ساحات الحياة، وأن نعمل جميعاً ـ كما عمل عليّ(ع) وهو صاحب الحقّ ـ من أجل أن لا نرى ثلماً في الإسلام ولا هدماً، أن نعمل على أساس الوحدة بين المسلمين، ولا أقصد من الوحدة أن يترك هذا مذهبه وذاك مذهبه، ولكنّ الوحدة أن نلتقي على ما اتّفقنا عليه، وأن نتحاور فيما اختلفنا فيه، وأن نكون صفّاً كالبنيان المرصوص في مواجهة كلّ التحدّيات والأوضاع الصّعبة.
لما قُبِضَ رسول الله، خاطب العبّاس وأبو سفيان أمير المؤمنين عليّاً(ع) في أن يبايعاه بالخلافة، فقال: "أيّها النّاس، شقّوا أمواج الفتن بسفن النَّجاةـ وما أكثر الفتن عندنا في بحار الواقع ـ وعرّجوا عن طريق المنافرة ـ لا تتنافروا ـ وضعوا تيجان المفاخرة. أفلح من نهض بجناح - الّذي استطاع أن ينأى بنفسه عن كلِّ هذا الواقع ـ أو استسلم فأراح، ماءٌ آجِن، ولقمةٌ يغصّ بها آكلها، ومجتني الثّمرة لغير وقت إيناعها، كالزّارع بغير أرضه، فإن أَقُلْ ـ طالبت بحقّي ـ يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت. هيهات بعد اللّتيّا والّتي! والله لابن أبي طالبٍ آنس بالموت من الطّفل بثدي أمّه، بل اندمجت على مكنون علمٍ لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطّوى البعيدة"، لأنّه أعلم بطرق السّماء منه بطرق الأرض.
نصرة الإسلام
وفي ختام الحديث، يحدّثنا عليّ(ع) عن المشكلة الّتي واجهها بعد رسول الله(ص)، فقد بعث إلى أهل مصر مع "مالك الأشتر" لما ولاّه إمارتها، رسالةً، ومن جملة ما قال: "فوالله ما كان يُلقي في روعي ولا يخطر ببالي، أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده(ص) عن أهل بيته ـ لأنّهم(ع) هم الّذين يملكون الحقَّ في القيادة ـ ولا أنّهم مُنَحّوه عنّي من بعده - وقد عرفوا موقعي من رسول الله، وموقعي من الإسلام، وقدرتي على قيادة المسلمين - فما راعني إلا انثيال النّاس على فلان - ويقصد أبا بكر - يبايعونه، فأمسكت يدي - لأنّني لا أريد أن أخلق فتنةً بين المسلمين، وأنا أمينٌ على الإسلام خارج الخلافة، كما أنا أمينٌ عليه داخلها - حتَّى رأيت راجعة النَّاس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمّد(ص)، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم... فنهضت في تلك الأحداث - ونصحت وساعدت وعاونت - حتى زاح الباطل وزهق، واطمأنّ الدّين وتنهنه".
الإسلام مسؤوليّة الجميع
في ذكرى وفاة رسول الله(ص)، ومع موقف عليّ(ع)، علينا أن نتحسَّس مسؤوليّتنا عن الإسلام كلّه، الإسلام الفكر والواقع والتحدّي، والإسلام في ردِّ التحدّي، أن نتحمَّل مسؤوليّتنا عن الإسلام كلّه، لأنَّ المسلمين بأجمعهم معنيّون في بيوتهم وأسواقهم ونواديهم وساحاتهم، بأن يعملوا في سبيل أن يكون الإسلام قويّاً في كلِّ ساحات الحياة، وأن نعمل جميعاً ـ كما عمل عليّ(ع) وهو صاحب الحقّ ـ من أجل أن لا نرى ثلماً في الإسلام ولا هدماً، أن نعمل على أساس الوحدة بين المسلمين، ولا أقصد من الوحدة أن يترك هذا مذهبه وذاك مذهبه، ولكنّ الوحدة أن نلتقي على ما اتّفقنا عليه، وأن نتحاور فيما اختلفنا فيه، وأن نكون صفّاً كالبنيان المرصوص في مواجهة كلّ التحدّيات والأوضاع الصّعبة.