الإمام السجّاد (ع) عن ذمّ الدّنيا

الإمام السجّاد (ع) عن ذمّ الدّنيا

قال (عليه السلام) في ذمّ الدنيا والتحذير من شرورها وفتنتها: "إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكلّ واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدّنيا. أَلا وكونوا من الزّاهدين فِي الدّنْيا، الرّاغبين في الآخرة، ألا إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطاً، والتراب فراشاً، والماء طيباً، وقرضوا من الدنيا تقريضاً. ألا ومن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرّمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب. ألا إنّ لله عباداً كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة مخلدين، وكمن رأى أهل النّار في النّار معذَّبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أيّاماً قليلة، فصاروا بعقبى راحة طويلة. أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، وهم يجأرون إلى ربّهم، يسعون في فكاك رقابهم. وأمّا النهار، فحلماء علماء بررة أتقياء، كأنهم القداح،‏ قد براهم الخوف من العبادة، ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى، وما بالقوم من مرض، أم خولطوا، فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النّار وما فيها" .

لقد حذَّر الإمام (عليه السلام) من حبّ الدنيا الذي هو رأس كلّ خطيئة، ودعا إلى الاقتداء بالزهّاد من عباد الله الصّالحين الّذين فهموا واقع الحياة الدنيا، وما يؤول إليه أمرها من الزوال والفناء، فما هي إلا أيّام معدودة، حتى يقدم الإنسان على الله، فيسأله عمّا عمله في حياته ليجازيه عليه؛ إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً، ولذا اتجه الأخيار بقلوبهم وعواطفهم نحو الله، فأخلصوا في طاعته وعبادته.

قال (عليه السلام): "يا بن آدم، لاتزال بخير، ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همّك، وما كان لك الخوف شعاراً، والحزن لك دثاراً. يا بن آدم، إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، ومسؤول، فأعدّ جواباً ."

لقد دعا الإمام إلى أن يقيم الإنسان في أعماق نفسه ودخائل ذاته، واعظاً يعظها، ومحاسباً يحاسبها على ما يصدر عنها من زلّات وهفوات، فإنه مبعوث في يوم القيامة، ومحاسب على ما يقترفه من إثم وسيّئات.

*من كتاب "حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)"، ج‏2.

قال (عليه السلام) في ذمّ الدنيا والتحذير من شرورها وفتنتها: "إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكلّ واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدّنيا. أَلا وكونوا من الزّاهدين فِي الدّنْيا، الرّاغبين في الآخرة، ألا إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطاً، والتراب فراشاً، والماء طيباً، وقرضوا من الدنيا تقريضاً. ألا ومن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرّمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب. ألا إنّ لله عباداً كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة مخلدين، وكمن رأى أهل النّار في النّار معذَّبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أيّاماً قليلة، فصاروا بعقبى راحة طويلة. أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، وهم يجأرون إلى ربّهم، يسعون في فكاك رقابهم. وأمّا النهار، فحلماء علماء بررة أتقياء، كأنهم القداح،‏ قد براهم الخوف من العبادة، ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى، وما بالقوم من مرض، أم خولطوا، فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النّار وما فيها" .

لقد حذَّر الإمام (عليه السلام) من حبّ الدنيا الذي هو رأس كلّ خطيئة، ودعا إلى الاقتداء بالزهّاد من عباد الله الصّالحين الّذين فهموا واقع الحياة الدنيا، وما يؤول إليه أمرها من الزوال والفناء، فما هي إلا أيّام معدودة، حتى يقدم الإنسان على الله، فيسأله عمّا عمله في حياته ليجازيه عليه؛ إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً، ولذا اتجه الأخيار بقلوبهم وعواطفهم نحو الله، فأخلصوا في طاعته وعبادته.

قال (عليه السلام): "يا بن آدم، لاتزال بخير، ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همّك، وما كان لك الخوف شعاراً، والحزن لك دثاراً. يا بن آدم، إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، ومسؤول، فأعدّ جواباً ."

لقد دعا الإمام إلى أن يقيم الإنسان في أعماق نفسه ودخائل ذاته، واعظاً يعظها، ومحاسباً يحاسبها على ما يصدر عنها من زلّات وهفوات، فإنه مبعوث في يوم القيامة، ومحاسب على ما يقترفه من إثم وسيّئات.

*من كتاب "حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)"، ج‏2.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية