من كلمات الإمام الهادي (ع): "من أطاع الخالق لم يبالِ بسخط المخلوقين". فالإنسان الَّذي يرتبط بالله ويأتمر بأمره وينتهي بنهيه، ويكون رضى الله عنده هو كلّ شيء، فإنَّه إذا أخذ برضى الله، فلا يهمُّه سخط النَّاس، لأنَّه لا قيمة لأيِّ مخلوقٍ أمام الخالق، وهذا ما عبَّر عنه النبيُّ (ص)، عندما اندفع النَّاس من أهل الطائف يرمونه بالحجارة ويسبّونه ويشتمونه ليخرجوه من بلدهم خوفاً على شبابهم من أن يتأثَّروا به، كانت بعض كلماته في مناجاته لربِّه: "إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي"1، وقد عبَّر أحد الشّعراء عن هذه الروحيَّة بقوله:
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الَّذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خراب
ويكمل الإمام الهادي (ع) كلمته: "ومن أسخط الخالق، فليوقن أن يحلَّ به سخط المخلوقين"2. بعض النَّاس قد يرتكب محرَّماً، أو ينحرف عن إيمانه، حتى يأمن ممن له مكانة اجتماعيَّة أو سياسيَّة أو رسميَّة، أو ممن عنده حالة شهوانيَّة معه، فإذا أسخط ربَّه، فإنَّ النَّاس يحتقرونه، لأنَّهم يعرفون أنَّه باعهم دينه.
ثم يبيّن الإمام الهادي (ع) الفرق بين قيمة الدنيا وقيمة الآخرة، فيقول (ع): "النَّاس في الدّنيا بالأموال - من يملك المال فإنَّ الناس تعظّمه - وفي الآخرة بالأعمال"3.
وفي موعظة له (ع): "اذكر مصرعك بين يدي أهلك، ولا طبيب يمنعك، ولا حبيب ينفعك4"، أهلك والأطبَّاء لن يمنعوا عنك الموت، فاذكر كيف ترتِّب حساباتك بين يدي الله قبل أن تقدم عليه. وكلُّ واحدٍ سوف يصل إلى هذه اللَّحظة، فمن منا يفكّر في تلك اللّحظة، وكيف يستعدّ لها، وما العمل الَّذي يقدِّمه بين يدي الله؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}[الحشر: 18 – 20].
ويقول أمير المؤمنين عليّ (ع): "أفبمثل هذه الأعمال تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه، وتكونوا أعزَّ أوليائه عنده - تكذب وتزني وتغتاب وتأكل أموال الناس بالباطل، وتفتن بين الناس وتترك الصَّلاة والصّوم – هيهات! لا يُخدع الله عن جنَّته"5.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا بما يعين به الصَّالحين على أنفسهم، إنَّه أرحم الرَّاحمين.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 6 رجب 1423 هـ/ الموافق: ١٣/٩/٢٠٠٢م.
من كلمات الإمام الهادي (ع): "من أطاع الخالق لم يبالِ بسخط المخلوقين". فالإنسان الَّذي يرتبط بالله ويأتمر بأمره وينتهي بنهيه، ويكون رضى الله عنده هو كلّ شيء، فإنَّه إذا أخذ برضى الله، فلا يهمُّه سخط النَّاس، لأنَّه لا قيمة لأيِّ مخلوقٍ أمام الخالق، وهذا ما عبَّر عنه النبيُّ (ص)، عندما اندفع النَّاس من أهل الطائف يرمونه بالحجارة ويسبّونه ويشتمونه ليخرجوه من بلدهم خوفاً على شبابهم من أن يتأثَّروا به، كانت بعض كلماته في مناجاته لربِّه: "إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي"1، وقد عبَّر أحد الشّعراء عن هذه الروحيَّة بقوله:
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الَّذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خراب
ويكمل الإمام الهادي (ع) كلمته: "ومن أسخط الخالق، فليوقن أن يحلَّ به سخط المخلوقين"2. بعض النَّاس قد يرتكب محرَّماً، أو ينحرف عن إيمانه، حتى يأمن ممن له مكانة اجتماعيَّة أو سياسيَّة أو رسميَّة، أو ممن عنده حالة شهوانيَّة معه، فإذا أسخط ربَّه، فإنَّ النَّاس يحتقرونه، لأنَّهم يعرفون أنَّه باعهم دينه.
ثم يبيّن الإمام الهادي (ع) الفرق بين قيمة الدنيا وقيمة الآخرة، فيقول (ع): "النَّاس في الدّنيا بالأموال - من يملك المال فإنَّ الناس تعظّمه - وفي الآخرة بالأعمال"3.
وفي موعظة له (ع): "اذكر مصرعك بين يدي أهلك، ولا طبيب يمنعك، ولا حبيب ينفعك4"، أهلك والأطبَّاء لن يمنعوا عنك الموت، فاذكر كيف ترتِّب حساباتك بين يدي الله قبل أن تقدم عليه. وكلُّ واحدٍ سوف يصل إلى هذه اللَّحظة، فمن منا يفكّر في تلك اللّحظة، وكيف يستعدّ لها، وما العمل الَّذي يقدِّمه بين يدي الله؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}[الحشر: 18 – 20].
ويقول أمير المؤمنين عليّ (ع): "أفبمثل هذه الأعمال تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه، وتكونوا أعزَّ أوليائه عنده - تكذب وتزني وتغتاب وتأكل أموال الناس بالباطل، وتفتن بين الناس وتترك الصَّلاة والصّوم – هيهات! لا يُخدع الله عن جنَّته"5.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا بما يعين به الصَّالحين على أنفسهم، إنَّه أرحم الرَّاحمين.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 6 رجب 1423 هـ/ الموافق: ١٣/٩/٢٠٠٢م.