استقبال وفد من طلاب الجامعات في حزب الحوار الوطني

استقبال وفد من طلاب الجامعات في حزب الحوار الوطني

دعا الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم في رفد حركة المصالحات الجارية
فضل الله: لتنازل الطبقة السياسية عن كبريائها لمصلحة الأجيال الشابة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من طلاب الجامعات في حزب الحوار الوطني، جاءه مهنئاً بحلول شهر رمضان المبارك، طرح عليه سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالدين والوطن والمقاومة والتعايش بين الأحزاب والطوائف.

وتحدّث باسم الوفد مسؤول قطاع الشباب والطلاب في حزب الحوار الوطني الأستاذ إياد سكرية، وجاء في كلمة:

نزور هذه الدار الكريمة تقديراً منا لسماحة العلامة المرجع السيد فضل الله الذي يحاكي بمرجعيته العقل، ويساهم جاهداً في ترسيخ ثقافة الاعتدال والحوار في زمن التطرف، ونحن بدورنا كشباب في حزب الحوار الوطني، نتوجه إلى الشباب اللبنانيين وندعوهم إلى أن لا يكونوا وقوداً مجانياً لهذا التطرف والاحتقان والشحن الذي يعيشه لبنان.

فضل الله

وتحدث سماحة السيد فضل الله للوفد مرحِّباً به، مشيراً إلى أن "قيمة الإنسان في أن يكون منفتحاً على إنسانية الآخر، لأنَّ الإنسان مهما تنوَّع، سواء في شكله، أو في انتمائه القومي أو الديني أو السياسي، فإنه يبقى في نطاق الوجود الواحد الذي خلقه الله تعالى، والّذي أراد له أن يتحرك في خط التعارف من خلال هذا التنوع.

وأشار سماحته إلى دور العقل في أن يقتحم الظواهر النفسية والفكرية والسياسية والدينية، لينفذ إليها ويحرّك عناصرها في عملية حوارية منتجة تقود إلى الإبداع بدلاً من أن تفضي إلى التنازع والتقاتل والتحاقد.

ورأى أن مسألة الحوار هي مسألة الإنسانية كلّها في حركتها الساعية إلى الإبداع والتطور، وعندما تتوقّف حركة الحوار على مستوى الجماعات والأفراد، وحتى على مستوى حوار الإنسان مع الكون، فإنّ الشلل يصيب الحياة، كما أن الحوار يمثِّل الوسيلة الأساسية لحل المشاكل، لأنَّ العنف الذي يستهدف إلغاء الآخر، هو حركة تدميرية تعقّد حياة البشر ولا تحل مشاكلهم، ولذلك شدَّد الإسلام على أن لا ننطلق بالعنف في مواجهة الآخر إلا في الإطار الدفاعي والوقائي، بينما أفسح في المجال لكل أنواع الجدال والحوار بما يؤسس للتفاهم والتعارف والتقارب، لأن المناخات التي يصنعها الحوار كفيلة بأن تجذب أصحاب القناعات المتباعدة والآراء المتضادَّة وإن لم تؤدِّ إلى تفاهم تام.

ورأى سماحته أن على الطبقة السياسية في نماذجها التي أدمنت صنع المشاكل والأزمات في لبنان، أن تتنازل عن كبريائها وأطماعها لمصلحة الأجيال الشابة الجديدة، التي من حقها أن تسهم في بناء لبنان جديد يتمرَّد على حالات الشحن والحقد التي تُنتجها القيادات المتخاصمة والمتقاتلة، والتي تربك البلد بمواقفها وكلماتها المتعصبة وأوضاعها المعقدة.

وشدَّد سماحته على أن ما يحصل في المنطقة والعالم ينبغي أن يشكل الحافز للبنانيين لترتيب أوضاعهم الداخلية والشروع في حلّ مشاكلهم الكثيرة وأزماتهم السياسية والاقتصادية والمعيشية.

وأكّد سماحته أننا نرحب بكل مسعى لترتيب العلاقات السياسية والأمنية وحل المشاكل المعقَّدة بين كل الأطراف في لبنان، مشيراً إلى ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في رفد حركة المصالحات وتوفير أفضل المناخات، وصولاً إلى الحلول التي تريح الناس جميعاً، وتضع حداً للمشاكل الأمنية وغير الأمنية التي تربك أوضاع الناس في الشمال وغيره.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 08 رمضان 1429 هـ  الموافق: 08/09/2008 م

دعا الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم في رفد حركة المصالحات الجارية
فضل الله: لتنازل الطبقة السياسية عن كبريائها لمصلحة الأجيال الشابة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من طلاب الجامعات في حزب الحوار الوطني، جاءه مهنئاً بحلول شهر رمضان المبارك، طرح عليه سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالدين والوطن والمقاومة والتعايش بين الأحزاب والطوائف.

وتحدّث باسم الوفد مسؤول قطاع الشباب والطلاب في حزب الحوار الوطني الأستاذ إياد سكرية، وجاء في كلمة:

نزور هذه الدار الكريمة تقديراً منا لسماحة العلامة المرجع السيد فضل الله الذي يحاكي بمرجعيته العقل، ويساهم جاهداً في ترسيخ ثقافة الاعتدال والحوار في زمن التطرف، ونحن بدورنا كشباب في حزب الحوار الوطني، نتوجه إلى الشباب اللبنانيين وندعوهم إلى أن لا يكونوا وقوداً مجانياً لهذا التطرف والاحتقان والشحن الذي يعيشه لبنان.

فضل الله

وتحدث سماحة السيد فضل الله للوفد مرحِّباً به، مشيراً إلى أن "قيمة الإنسان في أن يكون منفتحاً على إنسانية الآخر، لأنَّ الإنسان مهما تنوَّع، سواء في شكله، أو في انتمائه القومي أو الديني أو السياسي، فإنه يبقى في نطاق الوجود الواحد الذي خلقه الله تعالى، والّذي أراد له أن يتحرك في خط التعارف من خلال هذا التنوع.

وأشار سماحته إلى دور العقل في أن يقتحم الظواهر النفسية والفكرية والسياسية والدينية، لينفذ إليها ويحرّك عناصرها في عملية حوارية منتجة تقود إلى الإبداع بدلاً من أن تفضي إلى التنازع والتقاتل والتحاقد.

ورأى أن مسألة الحوار هي مسألة الإنسانية كلّها في حركتها الساعية إلى الإبداع والتطور، وعندما تتوقّف حركة الحوار على مستوى الجماعات والأفراد، وحتى على مستوى حوار الإنسان مع الكون، فإنّ الشلل يصيب الحياة، كما أن الحوار يمثِّل الوسيلة الأساسية لحل المشاكل، لأنَّ العنف الذي يستهدف إلغاء الآخر، هو حركة تدميرية تعقّد حياة البشر ولا تحل مشاكلهم، ولذلك شدَّد الإسلام على أن لا ننطلق بالعنف في مواجهة الآخر إلا في الإطار الدفاعي والوقائي، بينما أفسح في المجال لكل أنواع الجدال والحوار بما يؤسس للتفاهم والتعارف والتقارب، لأن المناخات التي يصنعها الحوار كفيلة بأن تجذب أصحاب القناعات المتباعدة والآراء المتضادَّة وإن لم تؤدِّ إلى تفاهم تام.

ورأى سماحته أن على الطبقة السياسية في نماذجها التي أدمنت صنع المشاكل والأزمات في لبنان، أن تتنازل عن كبريائها وأطماعها لمصلحة الأجيال الشابة الجديدة، التي من حقها أن تسهم في بناء لبنان جديد يتمرَّد على حالات الشحن والحقد التي تُنتجها القيادات المتخاصمة والمتقاتلة، والتي تربك البلد بمواقفها وكلماتها المتعصبة وأوضاعها المعقدة.

وشدَّد سماحته على أن ما يحصل في المنطقة والعالم ينبغي أن يشكل الحافز للبنانيين لترتيب أوضاعهم الداخلية والشروع في حلّ مشاكلهم الكثيرة وأزماتهم السياسية والاقتصادية والمعيشية.

وأكّد سماحته أننا نرحب بكل مسعى لترتيب العلاقات السياسية والأمنية وحل المشاكل المعقَّدة بين كل الأطراف في لبنان، مشيراً إلى ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في رفد حركة المصالحات وتوفير أفضل المناخات، وصولاً إلى الحلول التي تريح الناس جميعاً، وتضع حداً للمشاكل الأمنية وغير الأمنية التي تربك أوضاع الناس في الشمال وغيره.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 08 رمضان 1429 هـ  الموافق: 08/09/2008 م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية