في معرض استقباله لعميد الأسرى المحرر سمير القنطار فضل الله : أُريد للدماء الفلسطينية أن تؤسس لتسوية مذلّة تعبر فيها القضية إلى ساحة التوقيع النهائي من معبر الانتخابات الإسرائيلية |
أكد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أننا نتطلع إلى الهدف الكبير الذي تتعاون فيه فصائل المقاومة وتتوزّع الأدوار مع التحركات الشعبية، وتتعاون فيه الحركات الإسلامية المتعددة تحت العنوان الجهادي والسياسي بما يؤسس لحالة تحريرية كبرى في الأمة تضغط على كاهل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وفي امتداداته الأخرى.
وشدد سماحته على أن الدم الفلسطيني الذي أريق بغزارة أًريد له إسرائيلياً وعربياً ودولياً أن يؤسس لتسوية مذلّة تعبر فيها القضية الفلسطينية معبر الانتخابات الإسرائيلية إلى ساحة التوقيع النهائي، مؤكداً بأن القادة الصهاينة سوف يندمون لاحقاً، متوقعاً فشلاً إسرائيلياً في الإيقاع بين فصائل المقاومة والجماهير الفلسطينية كما فشلت في تحقيق هذا الهدف أثناء حربها على لبنان في تموز من العام 2006.
استقبل سماحة السيد فضل الله عميد الأسرى المحرر سمير القنطار الذي وضعه في أجواء تجربته الطويلة في السجون الإسرائيلية، مشيراً إلى المتغيّرات الكثيرة التي أصابت المجتمع الصهيوني من الداخل، مؤكداً بأن هذا المجتمع لم يعد على تماسكه الثقافي والسياسي الذي كان عليه في بدايات تأسيس هذا الكيان، كما أننا في المقابل لم نعد كما كنا في السابق من الضعف الذي أصاب الأمة وخصوصاً بعدما أصبحت القضية بيد الشعوب وقوى المقاومة والممانعة. من جهته أكد سماحة السيد فضل الله على أصالة التجربة التي عاشها القنطار في سجون العدو وسط حالات الضغط المتواصلة، والتي لم تنل من نضاله وتضحياته وثباته في خدمة القضية الفلسطينية، التي تمثل ركناً أساسياً في حركة الأمة في خط سعيها لاستعادة حقوقها وموقعها، وصناعة مستقبل الحرية والعزة والكرامة. مشيراً إلى أن هذه التجربة يمكن أن تشكّل نموذجاً للمقاومين وطلاب الحرية والعزة في الأمة، لاستثمارها في خط مواجهة الاحتلال الذي يمثل عنصر ضغط ميدانياً متواصلاً على الفلسطينيين وعنصر ضغط أمني وسياسي واقتصادي على الأمة كلها.
وتوقف سماحته عند ما يجري في غزة، فأكد بأن إسرائيل لن تستطيع في ضغطها الوحشي ومجازرها المتواصلة أن تغيّر الواقع القائم في غزة، والذي يمثل حالة صمود ينظر إليها العدو كتهديد أمني واستراتيجي له، مؤكداً بأنه كما فشلت إسرائيل في دفع الشعب اللبناني للانقلاب على المقاومة والاحتجاج عليها فستفشل في إيجاد واقع تتحرك فيه الجماهير الفلسطينية ضد فصائل المقاومة، لأن هذه الفصائل التي تحمل عنوان المقاومة بصدق باتت تمثل ضمير الشعب الفلسطيني، وهي الأكثر حضوراً في وجدانه وفي قلب القضية إلى المستوى الذي لا يمكن فصلها أو أبعادها عن القضية الأم.
ورأى سماحته أن الدم الفلسطيني الذي أريق بغزارة كبرى في هذه الأيام، أُريد له إسرائيلياً ودولياً وعربياً أن يؤسس لتسوية مذلّة تعبر فيها القضية الفلسطينية معبر الانتخابات الإسرائيلية القادمة إلى ساحة التوقيع النهائي، ولكن القيادات الإسرائيلية المجرمة التي سفكت هذه الدماء والتي كانت شريكة في حربي "عناقيد الغضب" و"تصفية الحسابات"، سوف تندم لاحقاً بعدما تتأكد بأن عملية "الرصاص المسكوب" لن تُخضع الشعب الفلسطيني، ولن تفسح المجال بخروج الاحتلال من مأزقه الأمني والسياسي على الرغم من كل المآسي والدمار الذي خلّفته آلته العسكرية الأميركية الصنع.
وأكد سماحته أن زمام المبادرة هو بيد الأمة التي أثبتت صفاءها الوجداني، ووقوفها مع المجاهدين المقاومين، واحتضانها للقضية الفلسطينية في الوقفات الجماهيرية الواسعة معهم ومع القضية، وإن كانت المسألة تحتاج إلى خطة عملية تتكامل فيها فصائل المقاومة وتتوزع الأدوار مع التحركات الشعبية، ونحن نتطلّع إلى الهدف الكبير الذي تتعاون فيه الحركات الإسلامية المتعددة تحت العنوان الجهادي والسياسي بما يؤسس لحالة تحريرية كبرى على مستوى الأمة كلها، وتضغط على كاهل الاحتلال في فلسطين المحتلة وفي الامتدادات الأخرى لهذا الاحتلال على المستوى العربي والإسلامي.
|