فضل الله في إفطار جمعية التعليم الديني الإسلامي:

فضل الله في إفطار جمعية التعليم الديني الإسلامي:

فضل الله في إفطار جمعية التعليم الديني الإسلامي:

علينا أن نعمل بمسؤولية ليتحوّل العالم الإسلامي إلى موقعٍ للقيادة في العالم


برعاية سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أقامت جمعية التعليم الديني الإسلامي، حفل إفطارها السنوي في قاعة ثانوية البتول ـ طريق المطار ـ في حضور حشدٍ من الشخصيات الدينية والرسمية يتقدّمها نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الشيخ يوسف رغدة، ممثّلاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، المدير الإداري لتجمّع العلماء المسلمين، الشيخ حسّان عبدالله، المستشار الإيراني الثقافي في بيروت، السيد محمد حسين زاده، مدير عام جمعية المبرات الخيرية، الدكتور السيد محمد باقر فضل الله، القائم بالأعمال الإيراني، مجتبى فردوسي بور، وممثل عن النائب العماد ميشال عون، والدكتور أمير حموي ممثلاً الرئيس الحص، والنائب نوار الساحلي، وشخصيات تربوية وعلمية ونقابية وبلدية، وممثل عن المدير العام للأمن العام.

في البداية كانت كلمة للشيخ علي سنان، المدير العام لجمعية التعليم الديني، كلمة الجمعية، أشار فيها إلى أهداف الجمعية في سعيها لتقديم عناصر إسلامية فاعلة في المجتمع، تلتزم القيم والأخلاق وتستهدي حركة الرسالات، وهي التي أثمرت في مواجهة العدو الإسرائيلي وخصوصاً خلال عدوان تموز من العام 2006.

فضـل اللـه

ثم كانت كلمة للعلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، جاء فيها:

إن مسألة الدين في الحياة هي مسألة عدلٍ مع الله والإنسان والحياة، فلا دين لمن لا عدل له، لأن أساس الدين، إقامة العدل بين الناس حتى يأخذ الفرد والمجتمع والأمة حقّه في الحياة، فلا انتماء للعدل، لأنه شريعة الكون كله. ولهذا فإنّ علينا أن ننطلق ونعرب لكل المسلمين في العالم عن تحفظنا عن بعض الفتاوى المتعلّقة بظلم الكافر أو مصادرة ماله أو رزقه. لأنه ليس من العدل في أن تأخذ حق إنسانٍ يختلف معك ديناً أو أن تضطهده أو تصادر حقه.

إن العدل هو العنوان الكبير الذي يجب أن تبنى عليه الدول، وكذلك أراد الله للأمة أن تأخذ بأسباب العلم، لأنه القيمة المضيئة للعقل الذي لا يتحرك في ظلامات الغلوّ والخرافة والتقليد والغلو... وقيمة كل امرءٍ ما يحسنه ويعلمه ويختبره.

لقد كبر هذا العالم بالعلم، وسيطر علينا بالعلم، وتمكّن منّا بالعلم، لهذا يجب أن نأخذ بالعلم على مستوى المجتمع والأمة، ولكن مشكلتنا في العالم العربي والإسلامي هي أن من يحكم شعوبنا، هم الأميُّون، لا في القراءة والكتابة، بل في الثقافة والمعرفة. ولهذا فهم ليسوا مستعدين لتثقيف شعوبهم، وهم الذين يملكون المليارات من الثروات الهائلة الطبيعية وغيرها، يأخذون المال بيدٍ ويدفعونه لليهود والغرب بيد أخرى.

ولهذا لم نجد في عالمنا دولةٌ تخطط لتصنِّع أوضاعها وحاجاتها ومستقبلها. ونحن نلاحظ أننا نعيش في ظلّ أنظمةٍ مستهلكة لا منتجة أو مبدعة. من هنا نرى أن عقول أبنائنا الخلاّقة تعمل في الغرب حيث المال والعلم، بينما نحن نطرد العلماء والمبدعين من ساحاتنا ومختبراتنا ومعاهدنا... فلا قيمة للعالم عندنا إلا بمقدار قربه من الزعيم أو السطان... وقد أمرنا الله أن نكون في حركةٍ تصاعدية في الخط العلمي والأخذ بأسبابه.

إن علينا أن نتحرّك لنكون أمة القيمة لنعيش إنسانيتنا، ليصوغ الإنسان نفسه على أساس أنه إنسان العقل والقلب والإحساس والإنتاج والمعرفة والتربية.

فمن خلال العقل والعلم والوحدة الإنسانية نُسقِطُ الخرافة في حياتنا، وهي التي نعيشها في عالمنا العربي، وقد أدمنّا الخرافة وصارت مقدّساً عندنا، لهذا يجب تأصيل تفكيرنا الديني لنطرد الذين يتلبّسون لباس الدين، وهم لا يملكون حقيقته ومعارفه وعقلانيته، وهم يمنحون الناس تخلّفهم وخرافاتهم ويدخلون في عقولهم ما يساهم في تخلّفهم وجهلهم.

وأضاف سماحته: إن علينا أن نؤصل العقيدة ونطرد من يأخذ بأسباب الغلوّ والخرافة والتخلّف والعصبية الدينية والمذهبية والقومية والعشائرية.

لقد أصبحنا من خلال عصبياتنا نفقِدُ روحية الحوار، ولهذا علينا أن نفهم العالم الذي بات يتحرّك للاعتراف بالآخر، لا من خلال تبنّي رأيه، بل لنطرح فكرنا إزاء فكره وعلمنا في مواجهة علمه...

إن كل هذه الأوضاع التي نعيشها في ما نأخذه من القيم المنحرفة استطاع المستكبرون من خلالها استغلال العصبيات والتخلّف في مجتمعاتنا ليسيطروا على مقدراتنا ويصادروا كل أوضاعنا.

إننا في هذه المرحلة التي نواجهها في العالم، نجد أن المسلمين الذين يبلغون خُمْس العالم لا يشاركون في قرار العالم، بل هم على هامش القرارات الأمريكية وقرارات الاتحاد الأوروبي، حتى إننا لا نملك القرار في إدارة ثرواتنا وقضايانا الخاصة.

إن العالم، وعلى مستوى القوة المستكبرة، لا يريد لنا أن نكون في مواقع القرار، ولكن المشكلة تكمن في أننا لا نعمل لكي نغيّر هذه الإرادة العالمية، لأننا قرّرنا أن نبقى في مواقع استهلاكية.

ولذلك، فإننا نفهم حجم الهجمة التي تتعرّض لها إيران، لأنها تخطط لبناء نفسها علمياً وتكنولوجياً بإرادةٍ إسلامية استقلالية. ومع ذلك، فإنهم يريدون لإيران أن تخضع لإرادتهم، مع علمهم القاطع بأنها لا تتحرك إلا في المجال السلمي النووي، إنهم يخافون من أن تتحول إيران إلى نموذج للاستقلالية العلمية والإنتاجية التكنولوجية على مستوى الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث. إنهم لا يريدون أية قوة في المنطقة إلا قوة إسرائيل، لا قوة عربية ولا قوة إسلامية.

إن علينا أن نبدأ بعملية صنع القوة من خلال الإنسان الفرد والجماعة، وأن نبدأ من المدارس والمعاهد العلمية لننطلق في الآفاق العليا من خلال قيادة تمثّل الإخلاص والكفاءة وروحية العطاء.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 07 رمضان 1429 هـ  الموافق: 07/09/2008 م

فضل الله في إفطار جمعية التعليم الديني الإسلامي:

علينا أن نعمل بمسؤولية ليتحوّل العالم الإسلامي إلى موقعٍ للقيادة في العالم


برعاية سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أقامت جمعية التعليم الديني الإسلامي، حفل إفطارها السنوي في قاعة ثانوية البتول ـ طريق المطار ـ في حضور حشدٍ من الشخصيات الدينية والرسمية يتقدّمها نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الشيخ يوسف رغدة، ممثّلاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، المدير الإداري لتجمّع العلماء المسلمين، الشيخ حسّان عبدالله، المستشار الإيراني الثقافي في بيروت، السيد محمد حسين زاده، مدير عام جمعية المبرات الخيرية، الدكتور السيد محمد باقر فضل الله، القائم بالأعمال الإيراني، مجتبى فردوسي بور، وممثل عن النائب العماد ميشال عون، والدكتور أمير حموي ممثلاً الرئيس الحص، والنائب نوار الساحلي، وشخصيات تربوية وعلمية ونقابية وبلدية، وممثل عن المدير العام للأمن العام.

في البداية كانت كلمة للشيخ علي سنان، المدير العام لجمعية التعليم الديني، كلمة الجمعية، أشار فيها إلى أهداف الجمعية في سعيها لتقديم عناصر إسلامية فاعلة في المجتمع، تلتزم القيم والأخلاق وتستهدي حركة الرسالات، وهي التي أثمرت في مواجهة العدو الإسرائيلي وخصوصاً خلال عدوان تموز من العام 2006.

فضـل اللـه

ثم كانت كلمة للعلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، جاء فيها:

إن مسألة الدين في الحياة هي مسألة عدلٍ مع الله والإنسان والحياة، فلا دين لمن لا عدل له، لأن أساس الدين، إقامة العدل بين الناس حتى يأخذ الفرد والمجتمع والأمة حقّه في الحياة، فلا انتماء للعدل، لأنه شريعة الكون كله. ولهذا فإنّ علينا أن ننطلق ونعرب لكل المسلمين في العالم عن تحفظنا عن بعض الفتاوى المتعلّقة بظلم الكافر أو مصادرة ماله أو رزقه. لأنه ليس من العدل في أن تأخذ حق إنسانٍ يختلف معك ديناً أو أن تضطهده أو تصادر حقه.

إن العدل هو العنوان الكبير الذي يجب أن تبنى عليه الدول، وكذلك أراد الله للأمة أن تأخذ بأسباب العلم، لأنه القيمة المضيئة للعقل الذي لا يتحرك في ظلامات الغلوّ والخرافة والتقليد والغلو... وقيمة كل امرءٍ ما يحسنه ويعلمه ويختبره.

لقد كبر هذا العالم بالعلم، وسيطر علينا بالعلم، وتمكّن منّا بالعلم، لهذا يجب أن نأخذ بالعلم على مستوى المجتمع والأمة، ولكن مشكلتنا في العالم العربي والإسلامي هي أن من يحكم شعوبنا، هم الأميُّون، لا في القراءة والكتابة، بل في الثقافة والمعرفة. ولهذا فهم ليسوا مستعدين لتثقيف شعوبهم، وهم الذين يملكون المليارات من الثروات الهائلة الطبيعية وغيرها، يأخذون المال بيدٍ ويدفعونه لليهود والغرب بيد أخرى.

ولهذا لم نجد في عالمنا دولةٌ تخطط لتصنِّع أوضاعها وحاجاتها ومستقبلها. ونحن نلاحظ أننا نعيش في ظلّ أنظمةٍ مستهلكة لا منتجة أو مبدعة. من هنا نرى أن عقول أبنائنا الخلاّقة تعمل في الغرب حيث المال والعلم، بينما نحن نطرد العلماء والمبدعين من ساحاتنا ومختبراتنا ومعاهدنا... فلا قيمة للعالم عندنا إلا بمقدار قربه من الزعيم أو السطان... وقد أمرنا الله أن نكون في حركةٍ تصاعدية في الخط العلمي والأخذ بأسبابه.

إن علينا أن نتحرّك لنكون أمة القيمة لنعيش إنسانيتنا، ليصوغ الإنسان نفسه على أساس أنه إنسان العقل والقلب والإحساس والإنتاج والمعرفة والتربية.

فمن خلال العقل والعلم والوحدة الإنسانية نُسقِطُ الخرافة في حياتنا، وهي التي نعيشها في عالمنا العربي، وقد أدمنّا الخرافة وصارت مقدّساً عندنا، لهذا يجب تأصيل تفكيرنا الديني لنطرد الذين يتلبّسون لباس الدين، وهم لا يملكون حقيقته ومعارفه وعقلانيته، وهم يمنحون الناس تخلّفهم وخرافاتهم ويدخلون في عقولهم ما يساهم في تخلّفهم وجهلهم.

وأضاف سماحته: إن علينا أن نؤصل العقيدة ونطرد من يأخذ بأسباب الغلوّ والخرافة والتخلّف والعصبية الدينية والمذهبية والقومية والعشائرية.

لقد أصبحنا من خلال عصبياتنا نفقِدُ روحية الحوار، ولهذا علينا أن نفهم العالم الذي بات يتحرّك للاعتراف بالآخر، لا من خلال تبنّي رأيه، بل لنطرح فكرنا إزاء فكره وعلمنا في مواجهة علمه...

إن كل هذه الأوضاع التي نعيشها في ما نأخذه من القيم المنحرفة استطاع المستكبرون من خلالها استغلال العصبيات والتخلّف في مجتمعاتنا ليسيطروا على مقدراتنا ويصادروا كل أوضاعنا.

إننا في هذه المرحلة التي نواجهها في العالم، نجد أن المسلمين الذين يبلغون خُمْس العالم لا يشاركون في قرار العالم، بل هم على هامش القرارات الأمريكية وقرارات الاتحاد الأوروبي، حتى إننا لا نملك القرار في إدارة ثرواتنا وقضايانا الخاصة.

إن العالم، وعلى مستوى القوة المستكبرة، لا يريد لنا أن نكون في مواقع القرار، ولكن المشكلة تكمن في أننا لا نعمل لكي نغيّر هذه الإرادة العالمية، لأننا قرّرنا أن نبقى في مواقع استهلاكية.

ولذلك، فإننا نفهم حجم الهجمة التي تتعرّض لها إيران، لأنها تخطط لبناء نفسها علمياً وتكنولوجياً بإرادةٍ إسلامية استقلالية. ومع ذلك، فإنهم يريدون لإيران أن تخضع لإرادتهم، مع علمهم القاطع بأنها لا تتحرك إلا في المجال السلمي النووي، إنهم يخافون من أن تتحول إيران إلى نموذج للاستقلالية العلمية والإنتاجية التكنولوجية على مستوى الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث. إنهم لا يريدون أية قوة في المنطقة إلا قوة إسرائيل، لا قوة عربية ولا قوة إسلامية.

إن علينا أن نبدأ بعملية صنع القوة من خلال الإنسان الفرد والجماعة، وأن نبدأ من المدارس والمعاهد العلمية لننطلق في الآفاق العليا من خلال قيادة تمثّل الإخلاص والكفاءة وروحية العطاء.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 07 رمضان 1429 هـ  الموافق: 07/09/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية