استقبل المبعوث الرئاسي السوداني فضل الله: يجب أن يكون الموقف العربي والإسلامي حاسماً لقطع الطريق على محاولات الاستئثار بالسودان |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، المبعوث الرئاسي السوداني، د.قطب المهدي، الذي وضعه في تطورات الأوضاع على الساحة السودانية في أعقاب صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وتمّ التداول في خلال اللقاء في الأوضاع العامة عربياً وإسلامياً.
وشدد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء على أن يكون الموقف العربي والإسلامي الرافض لقرار المحكمة الجنائية الدولية موقفاً قوياً وحاسماً يقطع الطريق على محاولات الاستئثار بالسودان، ويمنع من استهداف الدول العربية ـ وخصوصاً الممانعة منها ـ الواحدة تلو الأخرى.
ورأى سماحته أن ما يسمّى "المجتمع الدولي" معنيٌ بتعقيد الوضع في السودان، في الوقت الذي يوحي بأنه يعمل لمصلحة أهله ولحلّ مشكلة أهل دارفور، مشيراً إلى أن هذه المشكلة ليست من المشاكل المعقدة، وكان يمكن للدولة السودانية أن تحلها لو تركت لها الحرية، بعيداً من التدخلات الأمريكية والاستكبارية، ولكن المسألة في العمق تنطلق من الخطة الأمريكية الرامية إلى منع السودان من أن يستقرّ، والهادفة لتمزيقه ونشر الفتن والفوضى فيه بما يؤدي إلى نشر الفوضى في جواره وإلى التأثير على مصر ومضاعفة الضغوط ضدها، لأن الخطة الأمريكية التي عملت على تمزيق أفريقيا والتي تعاقبت عليها أكثر من إدارة أمريكية لا تزال سارية المفعول، وهي تجد في الساحة السودانية أرضاً مثالية للامتداد فيها، وخصوصاً أن بعض الجماعات المساهمة في حركة هذه الفوضى لها ارتباطاتها بالكيان الصهيوني وبمحاور استكبارية دولية.
وشدد سماحته على أن تتحمل الدول العربية والإسلامية مسؤولياتها في الوقوف مع السودان ليستعيد قوته ومناعته في مواجهة عناصر الفتنة الدولية التي تحاول اختراق نسيجه الداخلي، مشيراً إلى أن قوة السودان المنطلقة من وحدة أبنائه ومن رفد العرب والمسلمين لقضيته تمثّل السلاح الأمضى في هذه المرحلة لقطع دابر المشروع الاستكباري الأمريكي الذي يحاول أن يبني قواعد جديدة له في القارة السمراء بعد فشله في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان.
وصرّح د.قطب المهدي، بعد اللقاء:
لقد كانت فرصة عظيمة أن ألتقي بسماحة السيد محمد حسين فضل الله، فمواقفه المشرفة والداعمة للقضية السودانية معروفة وواضحة، ونحن كعادتنا نتشرّف بزيارة سماحته والتشاور معه كلما أتينا إلى لبنان، وقد وجدت لديه إلماماً واسعاً بقضية السودان، وتحليلاً قيّماً لما يجري هناك، وبحثنا معه في كيفية الخروج من هذه الأزمات وضرورة التضامن بين المسلمين، والتصدي للمؤامرات التي تستهدف سيادتهم الوطنية ودينهم وتستهدف شخصيتهم القومية ومقدراتهم وموارد الأمة الإسلامية.
وكان سماحته، كعهدنا به، ملتزماً الوقوف مع قضية الشعب السوداني، وحمّلنا تحياته وسلامه إلى الرئيس البشير وتضامنه الكامل مع الحكومة السودانية
|