دعا إلى العمل لتحويل البقاع إلى منطقة سلام حقيقية بين أبنائه فضل الله: كيف نسمح بأن تتحول ساحة الحرمان إلى ساحة صراع بين الفقراء |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، عضو شورى حزب الله، الشيخ محمد يزبك، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة، كما جرى بحث في أسباب وتداعيات الأوضاع الأخيرة في منطقة البقاع الأوسط، حيث جرى التأكيد على أن تتحمل جميع الجهات مسؤولياتها في منع تكرار مثل هذه الحوادث وإعادة اللحمة الإسلامية والوطنية إلى أبناء المنطقة.
وأكد سماحة السيد فضل الله، أن على القيادات الإسلامية والدينية في البقاع أن تعمل لإخراج الساحة الشعبية من حالة الاحتقان التي نشأت أو قد تنشأ بفعل تراكمات سياسية وانفعالات تنطلق من هنا وهناك، مشدداً على ضرورة اعتماد الخطاب الموضوعي والهادىء الذي يركّز على الوحدة ويؤكد على حفظ أمن الناس الاجتماعي والسياسي، ويرفض كل المحاولات الرامية إلى مذهبة الأمور ذات الطابع السياسي.
وشدد سماحته على تحريم أية إثارة سياسية بالطريقة التي قد تفضي إلى إثارة الحقد والعداوة والبغضاء بين المسلمين. مؤكداً بأن على الجميع أن يسهروا لحماية العيش المشترك الذي يحفظ جميع اللبنانيين ويقدم لبنان للمنطقة من خلال دوره الريادي كبلد للمحبة والسلام، وكموقع أساسي في عملية الإبداع الثقافي والحضاري.
وأكد سماحته، أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق العلماء المسلمين الذين ينبغي أن يتصدوا لكل محاولات الإثارة أو تجاوز للحدود في حدود إمكانياتهم وطاقاتهم، سواء على مستوى الخطاب أو الحركة.
وتساءل سماحته: كيف يمكن لنا جميعاً أن نرضى بأن يتحول هذا البقاع الذي يعيش الحرمان على مستوى الخدمات والمشاريع الإنتاجية إلى ساحة للصراع بين الفقراء والمحرومين والمستضعفين؟! وكيف يمكن أن تحدث كل هذه الأمور من دون أن تنطلق الفاعليات الدينية والاجتماعية والسياسية في نطاق حالة طوارىء لمنع ذلك بالتعاون مع أجهزة الدولة التي لا بد أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في ملاحقة كل ما تسوّل له نفسه الإساءة إلى السلم الأهلي وتعقيد حياة الناس؟!
ودعا سماحته إلى أن يعمل الجميع حتى يكون البقاع منطقة السلام الحقيقية لجميع أبنائه، وخصوصاً بين المسلمين من السنة والشيعة، وأن تعمل كل القيادات لتسريع عجلة الحل السياسي حتى نحوّل لبنان المتخاصم إلى بلدٍ للوفاق والمحبة، وليكون واحة سلام ورسالة رحمة وتواصل للمنطقة كلها.
كما استقبل سماحته مسؤول وحدة العمل الاجتماعي في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد، وعرض معه لعدد من الأوضاع الإسلامية.
|