أكد في اتصال هاتفي مع نصر الله ضرورة حلّ الأزمة وعدم تحميل فريق بعينه المسؤولية عن التعطيل والحل، فضل الله: أمريكا لا تريد للعرب أن يجتمعوا تحت راية واحدة وهي المسؤولة عن قتل السنة والشيعة في العراق |
أجرى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، اتصالاً هاتفياً بأمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، تمّ في خلاله البحث في آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والعربية العامة، حيث جرى التأكيد على أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في السعي لحماية الوحدة الإسلامية والعربية من الداخل في مواجهة ما يخطط له العدو وما تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقه من انقسامات تؤدي إلى إحداث فرز في الساحة العربية والإسلامية لتسهيل خططها في نشر الفوضى والاضطراب في لبنان والمنطقة.
وتطرّق البحث إلى الوضع في لبنان، فأكد سماحة السيد فضل الله، العمل على المستويات كافة لحلّ هذه الأزمة بما يحقق للبنانيين جميعاً الإحساس بالوحدة الوطنية الجامعة التي قد تكون بحاجة إلى أن يقدّم كل فريق بعض التنازلات للفريق الآخر من دون تحميل فريق بعينه المسؤولية عن التعطيل أو عن التسوية الشاملة للأزمة.
من جهة ثانية، شدد سماحته على ضرورة العمل لكشف خفايا الموقف الأمريكي من القمة العربية، لأن الإدارة الأمريكية لا تريد للعرب أن يجتمعوا تحت راية موحدة إلا إذا قادتهم هذه الراية إلى التسليم بالشروط الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية سعت جاهدة لمنع القمة العربية من أن تتحول إلى محطة للمّ الشمل العربي أو لإدانة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين، لأنها لا تريد للعرب أن يدينوا إسرائيل حتى على مستوى الكلمات والمواقف، وهي التي تعرف أن هذه الكلمات والمواقف لن تتحول إلى حركة عملية ميدانية في مسألة التصدي للمشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي.
وفي جانب آخر، تابع سماحته ما يجري في العراق من عنف يطاول ـ أكثر ما يطاول ـ الأبرياء، مؤكداً أن من يتحمل مسؤولية ذلك هو الاحتلال الأمريكي، ورأى سماحته أن إقدام قوات الاحتلال الأمريكية على ارتكاب المجازر في تكريت والحلة وقصف المدنيين بشكل مباشر، يؤكد أن الأمريكيين لا يفرقون بين سني وشيعي، لأنهم يكيدون للإسلام، كما يعملون لإسقاط الوحدة الداخلية في العراق.
وأشار سماحته إلى أن انتقاد المسؤولين الأمريكيين للحكومة العراقية تارة وتصفيقهم لها تارةً أخرى، يؤكد أن كل ما يجري في العراق من قتل ودمار يتحمل مسؤوليته الاحتلال الذي لا يسعى لتقسيم العراق مذهبياً وعرقياً فحسب، بل يعمل بكل قوة لتفتيت المذاهب من الداخل ليبقى الاحتلال هو القوة الوحيدة التي تبني مشروعها وخططها الجهنمية على ركام من جثث العراقيين وأجسادهم، وعلى ركام اقتصادهم المنهار وواقعهم الاجتماعي الذي بلغ حداً لا يُطاق.
وذكّر سماحته بحديث الرئيس الأمريكي عن تحقيق النصر في العراق، مؤكداً أن إدارة المحافظين الجدد ترى في تفتيت الواقع العراقي صورة عن النصر الموهوم الذي تنشده، داعياً جميع الفئات العراقية إلى إدراك ذلك والالتزام بالتوازن السياسي والقانوني ووقف القتال، وخصوصاً في البصرة وصولاً إلى إنقاذ العراقيين من الجحيم الذي وضعهم الاحتلال فيه، وإخراج المحتل بكل الوسائل المتاحة.
|