حذّر من أية معاهدة مع الأمريكيين لأنها ستكون بمثابة المعاهدة بين الذئب والحمل فضل الله دعا لتوحيد العراقيين معتبراً بأن الفدرالية تمثّل دماراً لمستقبل العراق |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من مؤسسة المرأة العراقية برئاسة رئيستها النائب السابق، كوكب العطار، وفي حضور شخصيات جامعية وثقافية عراقية، وقد أثار الوفد مع سماحته شؤون العراق على المستويات السياسية والثقافية والحوزوية.
وألقى سماحته في الوفد كلمة جاء فيها:
إن هناك دوراً كبيراً ملقى على عاتق الطليعة الإسلامية، والتي تملك الفكر الإسلامي المنفتح، وتتحمل المسؤولية على المستوى الحركي، وهو أن تظل في حركة دائبة تسعى من خلالها إلى رصد الساحات التي يمكن أن تنطلق في داخلها المفاهيم الإسلامية الحضارية التي تلتقي مع العصر وتستطيع أن تدخل إلى ذهنية الجيل الجديد، وخصوصاً الساحة الجامعية، ولاسيما أننا نرصد أميّة ثقافية في كثير من المستويات الشعبية، عملت بعض الجهات، التي تدعي الدفاع عن الإسلام، على تشجيعها على الانخراط أكثر في مسارات التخلف والخرافة والغلوّ، مستغلةً الجانب التقليدي والعاطفي، وهو الأمر الذي نرصده في مواقع كثيرة في العالم الإسلامي والذي اقتحم ساحات المناسبات الإسلامية، فعمل على إفساد الجانب المشرق فيها بالممارسات التي تتعارض مع روح الإسلام ومقاصده.
أضاف: إن علينا أن نعمل لإيجاد بيئة ثقافية حضارية في الجامعة، وأن يدخل شبّاننا وشاباتنا إلى الجامعة بصفتهم الثقافية المنفتحة وليس بصفتهم الحزبية المغلقة. ونحن لا نريد أن نضفي الصفة الحزبية المغلقة على كل من يتحرك حزبياً، ولكن المشكلة تكمن في الولاء الطاغي للمسألة التقليدية على المسألة الإسلامية العامة بالمستوى الذي تحولت فيه أحزابنا إلى سجون سياسية بدلاً من أن تكون منارات ثقافية ومواقع للحوار السياسي والإسلامي والثقافي.
وتطرّق سماحته إلى الوضع العراقي الداخلي، فأشار إلى مسؤولية الاحتلال المباشرة عن الانقسامات الداخلية في العراق، إضافة إلى مسؤولية جماعات التكفير ومواقع الجهل التي تنطلق هنا وهنك، وصولاً إلى المستوى الذي بدأنا نشهد فيه انقسامات في قلب الأطر المذهبية، حيث نشهد خلافات في الوسط الشيعي وأخرى في الوسط السني، بما يساهم في توفير أفضل المناخات للفوضى التي عمل الاحتلال لتعميمها في العراق وتصديرها إلى دول الجوار.
وتابع: إننا نريد للعراقيين أن يتوحدوا بكل أطيافهم وانتماءاتهم واتجاهاتهم الدينية والحزبية والسياسية حول هدفين أساسيين: طرد الاحتلال الذي بدأ يتحدث عن إطالة أمد بقائه في العراق، وتشييد العراق الجديد على أسس إسلامية ووطنية جامعة...
وشدد سماحته على أن يعمل الجميع، وخصوصاً من هم في الدائرة الإسلامية، لحفظ الوحدة الإسلامية في حركة المسلمين السنة والشيعة، في مواجهة الاحتلال وخطوط التكفير التي تنطلق بثقافة تدميرية تتهدد الواقع الإسلامي كله.
وأشار سماحته إلى ما يُطرح من فدرالية كحل للمسألة العراقية، فشدد على أن ذلك يمثل دماراً للعراق ولوحدته، خصوصاً وأن الفدرالية تطرح كحل للبلد المقسّم بهدف توحيده، ولذلك فهي لا يمكن أن تُقبل من خلال تقديمها كحل للبلد الموحّد.
كما شدّد سماحته على أن الحديث عن معاهدة أمريكية عراقية يمثّل الخطر الداهم الذي يتهدد مصير العراق ومستقبله، من خلال سعي الإدارة الأمريكية إلى مصادرة حقوق العراقيين ونهب ثرواتهم، ولأن أمريكا التي دمّرت العراق لن تكون حريصة على إعادة بنائه من خلال معاهدة من هذا النوع هي أشبه ما تكون بالمعاهدة بين الذئب والحمل.
وختم مؤكداً على الدور الكبير للتجمعات الإسلامية النسائية في الانفتاح على مسألة بناء العراق الجديد، مشدداً على أن تتحمل المرأة العراقية مسؤوليتها في عملية التغيير والإصلاح جنباً إلى جنب مع الرجل وفي المجالات التربوية والثقافية والسياسية وغيرها.
|