في معرض استقباله لموفد إيراني من دكاترة وخريجي علوم القرآن فضل الله: المروّجون للفتنة هم جماعة أمريكا في العالم العربي والإسلامي |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من الدكاترة وخريجي علوم القرآن من مؤسسة الإمام الخميني للعلوم الإسلامية، برئاسة عضو اللجنة المركزية العليا للحوزة العلمية في قم، الشيخ محمود رجبي، وفي حضور المستشار الثقافي الإيراني في لبنان السيد محمد حسين رئيس زاده.
وقد وضع الشيخ رجبي سماحته في أجواء عمل المؤسسة في سعيها على مستوى البحوث والتحقيقات الإسلامية التخصصية في المجالات القرآنية والأمور العلمية والأخلاقية، مشيراً إلى المؤتمرات التي تعقدها المؤسسة والبعثات الطلابية والحركة العلمية التي تقودها على المستوى القرآني والبحوث الإسلامية.
وتحدث سماحة السيد فضل الله عن دور الحوزة العلمية، مشيراً إلى ضرورة أن تتحمل الحوزة مسؤولياتها في قيادة الحركة العلمية المنتجة وإبعاد خط الخرافة والغلو ومحاصرته ومنعه من أن ينطلق ليكون الواجهة لها.
وأشار سماحته إلى المسؤولية الأخرى التي ينبغي للمؤسسات الثقافية الإسلامية أن تضطلع بها، وخصوصاً لجهة رصد ما يثار ضد الإسلام من مواقع ثقافية عالمية، ولاسيما المواقع الإعلامية والسياسية الغربية التي يتقاطع بعضها مع التيارات التي تغذيها الصهيونية العالمية، ومن ثم العمل على توجيه الردود الموضوعية والعلمية والثقافية على هذه الإثارات.
ودعا سماحته إلى التنبّه حيال ما تخطط له الإدارة الأمريكية المحافظة، مشيراً إلى أنها تعمل على خطين: الأول يسعى إلى تشويه صورة الإسلام والمفاهيم الإسلامية، وإن كانت تحرص على تغليف ذلك بمهاجمة الخطوط التي تسميها إرهابية، والثاني ويتركز على إثارة أجواء الفتنة في العالم الإسلامي، سواء الفتنة السياسية أو المذهبية.
وقال: إننا نلاحظ أن الإدارة الأمريكية عندما تتعرض لنكسة أو عندما تحشر في الزاوية في أي موقع من المواقع في العالم العربي والإسلامي، تبدأ بإثارة الحديث عن الحرب الأهلية وعن الفتنة السياسية والمذهبية في هذا الموقع، ونلاحظ بأن من يروّج لذلك هم جماعتها أو الذين يتحركون في الخط الذي يخدم مصلحتها، سواء التفتوا لذلك أو لم يلتفتوا، وكأن الرسالة التي تحرص هذه الإدارة على إيصالها تريد أن تقول: إن عليكم أن تقبلوا بالتسوية التي نطرحها وبالشروط التي نفرضها، أو أن تتحضروا لحرب أو لفتنة تدمّر مواقعكم وتسقط وحدتكم. والواقع أن المروجين للفتنة كُثر ولكن القادرين على تحريكها والسير في خطاها ليسوا بهذا الحجم، كما أن شعوبنا ليست قاصرة عن فهم ما يجري وليست جاهزة للسير في خطوط الفتنة المذهبية أو السياسية، ولكن على الطليعيين والمثقفين وأهل الحكمة والخبرة وكل من يمثل تيارات الوعي في الأمة، أن يواصلوا العمل على خطين: مواجهة التخلف والغلو من جهة، والتصدي لكل محاولات التمزيق والتفرقة ميدانياً وعملياً وعلى كل المستويات.
وكان سماحته استقبل النائب السابق، صالح الخير، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان وسبل حماية الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية داخلياً.
|