استقبل سفير الدانمارك ووفداً من دار الساقي فضل الله: لماذا يسمح الغرب بالإساءة لمحمد(ص) والمسيح(ع) ويلاحق من ينتقد اليهود |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، سفير الدانمارك في لبنان، يان توب كريستنسن، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة، وخصوصاً مسألة الرسوم المسيئة للرسول الأكرم(ص)، والتي أعادت الكثير من الصحف الدانماركية نشرها.
وأكد السفير الدانماركي أن حكومته وبلاده تحترم الدين الإسلامي وترفض الإساءة له، مشيراً إلى القوانين الدانماركية في مسألة حرية التعبير، ومبيناً موقف رئيس الوزراء الدانماركي من هذه القضية، حيث أعلن رفض حكومته القيام بكل ما يسيء إلى أي شعب أو فئة بناءً على خلفيتهم الدينية.
وشدد السفير على احترام الحكومة الدانماركية لكل الأديان، وخصوصاً الإسلام واحترامها للمشاعر الدينية للأشخاص، وأن هذه هي حقيقة الرسالة التي يؤكدها الشعب الدانماركي والتي يجب أن يرسلها للعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن بعض الأمور تدخل في نطاق عمل المدعي العام وليس الحكومة.
أما سماحة السيد فضل الله فقد أوضح أن رسالة الإعلام تتمثل في أن يتناول الأمور التي هي محل اهتمام الناس أو التي تمثل فائدة عملية لهم، لا أن يسعى وراء الإثارة أو أن يعمل لخلق مشاكل سياسية وربما أمنية بين الناس، مشيراً إلى أن تعرض رسام ما لتهديدات معيّنة أو غيرها يستدعي حركة قانونية وقضائية، لا أن تنطلق الكثير من الصحف الدانماركية بطريقة استفزازية مسيئة تتحدى من خلالها مشاعر المسلمين في العالم.
وأشار سماحته إلى ضرورة أن تسعى الحكومة الدانماركية لمعالجة هذه القضية مع وسائل الإعلام الدانماركية بطريقة وبأخرى، متسائلاً عن السبب الكامن وراء هذه الاستباحة لمشاعر المسلمين وحتى لمشاعر المسيحيين في الإساءة للنبي محمد(ص) وبعض الإساءات التي برزت في السابق حيال النبي عيسى(ع) من دون أن تستدعي تحركاً ميدانياً لوقفها، بينما يوضع كل من يحاول أن يثير البحث العلمي في قضايا المحرقة أو في كل ما يتصل باليهود في دائرة الاتهام والملاحقة والإقصاء.
وأكد سماحته أهمية أن تعي الكثير من الدوائر السياسية والثقافية في الغرب الجانب الروحي لدى المسلمين في كيفية تمثلهم لكل ما يتصل بالنبي محمد(ص) واحترامهم وتقديسهم لهذه الشخصية، إضافة إلى مراعاة الجانب النفسي والتأثيرات التي قد تنطلق في أكثر من موقع، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية في العالم الإسلامي بما فيها تلك التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الدوائر الغربية شعرت بالإحراج حيال هذه القضية وبدأت تثير الحديث عن المقاطعة الاقتصادية وحتى السياسية للحكومة الدانماركية.
وشدد سماحته على ضرورة أن تحترم الجاليات الإسلامية في الغرب أمن البلدان الغربية وقوانينها، وخصوصاً أمن الدانمارك، ولكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة أن تتحرك الحكومة الدانماركية لمعالجة هذه المشكلة بسرعة قبل أن تخلق تداعيات خطيرة أو أن تراكم بعض المشاكل التي لا مصلحة فيها للمسلمين وللشعوب الغربية على السواء.
واستقبل سماحته وفداً من دار الساقي برئاسة المديرة الإقليمية للدار، دينا دلي، يرافقها السفير آصف ناصر، حيث قدّم الوفد لسماحته كتاب "مسيرة قائد شيعي ـ السيد محمد حسين فضل الله" لمؤلفه جمال سنكري والذي نقله إلى العربية السفير آصف ناصر وطبعه الدار، وأكد سماحته أهمية أن تواكب دور النشر الحركة الثقافية والعلمية المعاصرة سعةً ونقداً وحركةً.
|