بيان علّق فيه على زيارة بوش إلى فلسطين والمنطقة

بيان علّق فيه على زيارة بوش إلى فلسطين والمنطقة

دعا الشعب الفلسطيني والأمة كلها إلى البقاء في خط الممانعة لإسقاط وعد "بلفور الثاني"

فضل الله: لمحاكمة الرئيس بوش كمجرم حرب وراعٍ لإرهاب الدولة

 


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على زيارة بوش إلى فلسطين والمنطقة، جاء فيه:

جاء الرئيس الأمريكي إلى كيان العدو ليقدّم آخر ما تبقّى من أوراق في يده، وليبرز كشخصية صهيونية أكثر من الصهاينة ويهودية أكثر من اليهود، وليبعث برسالة إلى العالم العربي والإسلامي، مفادها أن تبنّيه وإدارته لإسرائيل ليس خياراً سياسياً فحسب، بل هو جزءٌ من الالتزام التوراتي الذي تختزنه شخصية الرئيس الذي لا يزال يبرز أمام العالم كشيطان ساذج وإن حاول الظهور بمظهر النبي الذي يقدّم نبوءته الجديدة للعالم، القائمة على استمرارية إسرائيل وزوال أعدائها.


إن ما أفرغه الرئيس الأمريكي في الكنيست الصهيوني من عبارات المدح للكيان الغاصب، ومن تهاويل وتهديدات لقوى الممانعة وحركات المقاومة، هو آخر ما في جعبته فيما تبقى له من أشهر في السلطة، بعدما تهاوت مخططاته وسقطت رؤيته ورؤية المحافظين الجدد حيال شرق أوسط كبير يعمل كبقرة حلوب لخدمة إسرائيل، فتهاوت الأحلام الأمريكية في العراق وأفغانستان وأسقط بيد إسرائيل في لبنان، وبات الكيان الصهيوني أضعف ويتلقى المزيد من الصفعات عندما يحاول أن يصفع غيره، وأصبحت صواريخ المقاومة الفلسطينية رسائل بالغة الدقة وتحمل مغزى سياسياً بارزاً، وخصوصاً في الوقت الذي يعتلي بوش منبر الكنيست ليعلن عن هزيمة قادمة لـ"حزب الله" و"حماس" و"القاعدة".


إن إثارة بوش لمسألة أسلحة الدمار الشامل وغيرها من العناوين التي كانت وراء الكذبة الكبرى لإدارته، والتي أدخلت المنطقة كلها في أتون حروب مدمرة دفعت الشعوب ثمن ويلاتها ودفع الاقتصاد العالمي وحتى الاقتصاد الأمريكي ثمناً باهظاً من خلالها، لا يمكن أن تلقى آذاناً صاغية في العالم، تماماً كما هي المسألة النووية الإيرانية السلمية التي لا يزال بوش يهوّل بها على دول الاتحاد الأوروبي والعالم دونما طائل... وإن هذا الالتزام أمام الكنيست في مواجهة إيران نووية يمثل محاولة جديدة لإراحة الكيان الصهيوني وإخراج المستوطنين من هواجسهم ومخاوفهم التي تراكمت وتصاعدت بعد هزيمة العدو أمام المقاومة في حربه الأخيرة على لبنان.


وإن الرئيس الأمريكي يحاول أن يُجمّل كذبة إسرائيلية كبرى ابتدعتها الخرافة اليهودية، ليحاول أن يمنحها عنواناً دينياً في حقّ اليهود في فلسطين كوطن قومي مقدّس من خلال ما يسمى وعد لإبراهيم وموسى وداوود بمنح "الشعب المختار" وطناً له، الأمر الذي يؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يجهل التاريخ فقط، ولكنه يتطلع إليه بعيون يهودية إسرائيلية تنظر إلى العالم كله كمسرح لمغامراتها وإرهابها، ولذلك فهي تحتفل بكل المجازر التي ارتكبتها وترتكبها في فلسطين، وخصوصاً أنها تجد في العالم من يُصفّق لها ويعلن عن دعمها في شكل مطلق.


إننا نسأل الإدارات الغربية التي ترفع شعارات الحرية والعدل، أو تلك التي تتباكى على ما أصاب اليهود في أوروبا: إذا كان اليهود في حاجة إلى وطن فلماذا لم يمنحه الغرب وطناً في قلب أوروبا بعد اضطهاده فيها؟ وهل أن المنطق الحضاري يمنح فئة دينية، تحوّلت إلى فئة قومية عنصرية معقدة، الحق في طرد شعب كامل من وطنه بحجة وعد قُطع لهم في التاريخ بما يمثّل السخافة التي حاولوا من خلالها الإيحاء بأن الأنبياء يمكن أن يشرعوا للظلم والاضطهاد والوحشية التي برزت بأبشع صورها على يد اليهود في فلسطين.


لقد تعرّف العالم إلى الرئيس بوش كداعية للحرب وكرمز للجريمة، وكراعٍ لإرهاب الدول، وهو يتعرّف الآن إلى الوجه الآخر له كشخصية شيطانية ساذجة تحاول الترويج للخرافة التاريخية في لبوس نبوءة عدوانية تعمل على استباحة العالم بعناوين سياسية وأمنية واهية...


إننا أمام ما اقترفته يدا بوش من جرائم، نكرر الدعوة إلى العمل على كل المستويات للوصل إلى الوقت الذي يحاكم فيه كمجرم حرب، في موازاة الدعوة للشعب الفلسطيني وللأمة كلها للبقاء في خط الممانعة والمقاومة بكل الوسائل، بما في ذلك إبقاء حال القلق اليهودي في استقرار كيانهم وثبات دولتهم وإرباك السياسة الدولية والعربية المؤيدة لهذا الكيان. لأن الصمود في هذه القضية الاستراتيجية الممثلة للقضية المركزية وللمستقبل العربي والإسلامي هو الذي يحقق التوازن في ميزان القوة من أجل إسقاط وعد بلفور الثاني الذي أطلقه بوش في المهرجان الدولي الذي أقيم في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 12-5- 1429 هـ  الموافق: 18/05/2008 م

دعا الشعب الفلسطيني والأمة كلها إلى البقاء في خط الممانعة لإسقاط وعد "بلفور الثاني"

فضل الله: لمحاكمة الرئيس بوش كمجرم حرب وراعٍ لإرهاب الدولة

 


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على زيارة بوش إلى فلسطين والمنطقة، جاء فيه:

جاء الرئيس الأمريكي إلى كيان العدو ليقدّم آخر ما تبقّى من أوراق في يده، وليبرز كشخصية صهيونية أكثر من الصهاينة ويهودية أكثر من اليهود، وليبعث برسالة إلى العالم العربي والإسلامي، مفادها أن تبنّيه وإدارته لإسرائيل ليس خياراً سياسياً فحسب، بل هو جزءٌ من الالتزام التوراتي الذي تختزنه شخصية الرئيس الذي لا يزال يبرز أمام العالم كشيطان ساذج وإن حاول الظهور بمظهر النبي الذي يقدّم نبوءته الجديدة للعالم، القائمة على استمرارية إسرائيل وزوال أعدائها.


إن ما أفرغه الرئيس الأمريكي في الكنيست الصهيوني من عبارات المدح للكيان الغاصب، ومن تهاويل وتهديدات لقوى الممانعة وحركات المقاومة، هو آخر ما في جعبته فيما تبقى له من أشهر في السلطة، بعدما تهاوت مخططاته وسقطت رؤيته ورؤية المحافظين الجدد حيال شرق أوسط كبير يعمل كبقرة حلوب لخدمة إسرائيل، فتهاوت الأحلام الأمريكية في العراق وأفغانستان وأسقط بيد إسرائيل في لبنان، وبات الكيان الصهيوني أضعف ويتلقى المزيد من الصفعات عندما يحاول أن يصفع غيره، وأصبحت صواريخ المقاومة الفلسطينية رسائل بالغة الدقة وتحمل مغزى سياسياً بارزاً، وخصوصاً في الوقت الذي يعتلي بوش منبر الكنيست ليعلن عن هزيمة قادمة لـ"حزب الله" و"حماس" و"القاعدة".


إن إثارة بوش لمسألة أسلحة الدمار الشامل وغيرها من العناوين التي كانت وراء الكذبة الكبرى لإدارته، والتي أدخلت المنطقة كلها في أتون حروب مدمرة دفعت الشعوب ثمن ويلاتها ودفع الاقتصاد العالمي وحتى الاقتصاد الأمريكي ثمناً باهظاً من خلالها، لا يمكن أن تلقى آذاناً صاغية في العالم، تماماً كما هي المسألة النووية الإيرانية السلمية التي لا يزال بوش يهوّل بها على دول الاتحاد الأوروبي والعالم دونما طائل... وإن هذا الالتزام أمام الكنيست في مواجهة إيران نووية يمثل محاولة جديدة لإراحة الكيان الصهيوني وإخراج المستوطنين من هواجسهم ومخاوفهم التي تراكمت وتصاعدت بعد هزيمة العدو أمام المقاومة في حربه الأخيرة على لبنان.


وإن الرئيس الأمريكي يحاول أن يُجمّل كذبة إسرائيلية كبرى ابتدعتها الخرافة اليهودية، ليحاول أن يمنحها عنواناً دينياً في حقّ اليهود في فلسطين كوطن قومي مقدّس من خلال ما يسمى وعد لإبراهيم وموسى وداوود بمنح "الشعب المختار" وطناً له، الأمر الذي يؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يجهل التاريخ فقط، ولكنه يتطلع إليه بعيون يهودية إسرائيلية تنظر إلى العالم كله كمسرح لمغامراتها وإرهابها، ولذلك فهي تحتفل بكل المجازر التي ارتكبتها وترتكبها في فلسطين، وخصوصاً أنها تجد في العالم من يُصفّق لها ويعلن عن دعمها في شكل مطلق.


إننا نسأل الإدارات الغربية التي ترفع شعارات الحرية والعدل، أو تلك التي تتباكى على ما أصاب اليهود في أوروبا: إذا كان اليهود في حاجة إلى وطن فلماذا لم يمنحه الغرب وطناً في قلب أوروبا بعد اضطهاده فيها؟ وهل أن المنطق الحضاري يمنح فئة دينية، تحوّلت إلى فئة قومية عنصرية معقدة، الحق في طرد شعب كامل من وطنه بحجة وعد قُطع لهم في التاريخ بما يمثّل السخافة التي حاولوا من خلالها الإيحاء بأن الأنبياء يمكن أن يشرعوا للظلم والاضطهاد والوحشية التي برزت بأبشع صورها على يد اليهود في فلسطين.


لقد تعرّف العالم إلى الرئيس بوش كداعية للحرب وكرمز للجريمة، وكراعٍ لإرهاب الدول، وهو يتعرّف الآن إلى الوجه الآخر له كشخصية شيطانية ساذجة تحاول الترويج للخرافة التاريخية في لبوس نبوءة عدوانية تعمل على استباحة العالم بعناوين سياسية وأمنية واهية...


إننا أمام ما اقترفته يدا بوش من جرائم، نكرر الدعوة إلى العمل على كل المستويات للوصل إلى الوقت الذي يحاكم فيه كمجرم حرب، في موازاة الدعوة للشعب الفلسطيني وللأمة كلها للبقاء في خط الممانعة والمقاومة بكل الوسائل، بما في ذلك إبقاء حال القلق اليهودي في استقرار كيانهم وثبات دولتهم وإرباك السياسة الدولية والعربية المؤيدة لهذا الكيان. لأن الصمود في هذه القضية الاستراتيجية الممثلة للقضية المركزية وللمستقبل العربي والإسلامي هو الذي يحقق التوازن في ميزان القوة من أجل إسقاط وعد بلفور الثاني الذي أطلقه بوش في المهرجان الدولي الذي أقيم في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 12-5- 1429 هـ  الموافق: 18/05/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية