الوحدة الإسلامية هي الضمانة لحماية لبنان والسلم الأهلي فيه فضل الله استقبل الشيخ حمّود وشدد على إيجاد صيغ للتنسيق بين الحركات الإسلامية |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، إمام مسجد القدس في صيدا، الشيخ ماهر حمّود، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في المنطقة والوضع الداخلي في لبنان، في أعقاب التطورات الأخيرة، إلى الوضع الإسلامي العام والمشاكل التي تعترض حركة الوحدة الإسلامية على مختلف الصعد.
وتوقّف سماحة السيد فضل الله عند المحاولات المستمرة في الداخل لاستثمار الأحداث السياسية وتوظيفها مذهبياً، فأشار إلى وجود فريقين يتحركان في هذا الخط، فريقٌ لا ينفتح على القضايا السياسية بتشعباتها المحلية والإقليمية والدولية وعلى التراكمات التي تكوّنت بفعل التعقيدات المختلفة التي تسببت بها العلاقات العربية ـ العربية، والارتباطات المباشرة وغير المباشرة بالإدارة الأمريكية، إضافة إلى التعقيدات المحلية المتعددة، وفريقٌ من خارج الدائرة الإسلامية يسعى دائماً لجني ثماره السياسية من خلال النفخ ببوق الفتنة المذهبية وسعيه لمحاكاة واقع تسعى الحركة الدولية الاستكبارية لاستيلاده في لبنان لإثارة المزيد من الفوضى التي من شأنها المساعدة في تكثيف الضغوط على هذه الدولة العربية أو تلك الدولة الإسلامية.
ورأى سماحته أن من يعمل لتوحيد الصفوف بين المسلمين في لبنان يساهم في شكل أساسي في حماية البلد، لأن وحدة المسلمين في لبنان تشكّل الضمانة الكبرى لحماية البلد وصون السلم الأهلي وصيغ العيش المشترك فيه.
وشدّد سماحته على الالتفات إلى الحديث الأمريكي المتصاعد ضد المقاومة في لبنان وحركة حماس وتنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية لا تفرق بين مسلم سني أو مسلم شيعي في خط المعارضة والمواجهة لسياستها، لأنها لا تنظر إلا بعين مصالحها وبعين المصلحة الإسرائيلية، وهي تكيد للإسلام كله وتعمل لإذلال المسلمين جميعاً، داعياً إلى العمل على إيجاد صيغ أوسع من التعاون بين الحركات الإسلامية بعيداً من العناوين المذهبية، مؤكداً ضرورة أن يتركّز عمل حركات الممانعة والمقاومة على حماية المشروع الإسلامي العام في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، متسائلاً في الوقت نفسه عن المعوّقات التي تقف حائلاً دون التنسيق على المستوى الجهادي والإسلامي العام، في الوقت الذي تحاول أمريكا أن تجمع دولاً عربية ومحاور دولية كبرى إلى جانب إسرائيل وفي إطار سعيها الدائم لتدمير الكيان الإسلامي كله.
وأكد سماحته ضرورة العمل لترميم الساحة الإسلامية الداخلية من خلال التأكيد على خطاب الوحدة ونبذ أساليب التفرقة ورفض كل محاولات الإثارة التي قد يتحرك بها فريق هنا أو فريق هناك، مشيراً إلى فتاواه السابقة في وجوب احترام الصحابة وعدم الإساءة إليهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مؤكداً أن الساحة الإسلامية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى علماء ومرجعيات يعملون على توحيد الناس وضمهم بعضهم إلى بعض، بدلاً من إضفاء ألوان مذهبية على المشاكل السياسية المتراكمة.
وشدد سماحته على مواجهة التعقيدات السلبية التي حدثت أو قد تحدث بين المسلمين بالأساليب الإسلامية البعيدة من العصبية ومن إثارة الحقد بين المسلمين، والساعية للمّ الشمل ونبذ الفرقة والانفتاح على المسلم الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالحوار الذي من شأنه معالجة كل المشاكل والتوترات.
واستقبل سماحته الأستاذ رياض الأسعد، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة.
|