في معرض استقباله للعاملين في جمعية المبرات الخيرية فضل الله: علّموا الجيل الجديد المحبة بدل الحقد والتواصل بدل التقاطع |
أكّد سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن الطائفية والمذهبية ليست ديناً، بل هي حالة عشائرية قبلية بدوية لا تعيش قيم البداوة، وأن الخلاف السياسي لا يمكن أن ينقلب من خلال إثارة المشاعر والغرائز إلى خلاف ديني، ليظهر كل خلاف أنه بين دين ودين وبين مذهب ومذهب، داعياً المشرفين على المؤسسات التعليمية والرعائية أن يعلّموا هذا الجيل المحبة بدل الحقد، والتواصل بدل التقاطع، مشدداً على أن لبنان ــ كما العالم العربي والإسلامي ــ لا يمكن أن يحافظ على استقلاله وسيادته أمام المستكبرين إلا بالتراحم والتواصل والانفتاح على قضايا الخلاف بالحوار.
كلام سماحته جاء في معرض استقباله لوفد من العاملين والرعائيين في مؤسسات جمعية المبرات الخيرية، ومما جاء في كلام سماحته:
إن عمل جمعية المبرات الخيرية الرعائي والتربوي والاجتماعي والتعليمي، هذا العمل الذي يُخلص فيه الإنسان لربه ولرسالته ومسؤوليته، يمثّل صناعة الجيل الجديد وتوجيهه ليكون عنصراً منتجاً وفاعلاً وصالحاً ومنفتحاً على المستقبل بعيون مفتوحة على الأمل، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرّب فيها الإنسان إلى ربه، لأن رعاية اليتيم لا تقتصر على إطعامه وكسوته، بل أن نفتح عقله ليفكّر وينتج ويبدع، وبذلك يشترك الأيتام مع غيرهم من أبناء مجتمعهم في إنتاج مجتمع جديد يتحرك في أهداف الأمة الكبيرة، سواء كانت هذه الأهداف أهدافاً دينية أو اجتماعية أو سياسية.
وتابع: إننا في رسالتنا الإسلامية نؤكد على أن ننتج في كل مرحلة من المراحل أمة تستطيع أن تقود لا أن تُقاد، وتساهم في تقرير القرارات الإنسانية في العالم، لأننا نريد أن نكون الأمة التي وصفها الله تعالى في كتابه الكريم بـ"خير أمة أُخرجت للناس"، لتأمر بالمعروف الاجتماعي والسياسي والديني وبكل ما يرفع مستوى الإنسان في الحياة، وتأخذ بأسباب القوة لتكون الأمة التي تستخدم قوتها في سبيل الخير والصلاح والطمأنينة و العدل والنصر في كل التحديات والمعارك التي يوجهها المستكبرون إليها، لأن الله تعالى لا يمكن أن يقبل منا أن نعيش على هامش التاريخ والواقع، بل يريد سبحانه أن نكون في القلب.
وقال: إن مسؤوليتكم تفرض عليكم أن تعلّموا هذا الجيل أن الطائفية والمذهبية ليست ديناً، بل هي حالة عشائرية قبلية بدوية لا تعيش قيم البداوة، وأن الخلاف السياسي لا يمكن أن ينقلب من خلال إثارة المشاعر والغرائز إلى خلاف ديني، ليظهر كل خلاف أنه بين دين ودين وبين مذهب ومذهب.. لذلك، عليكم أن تعلّموا هذا الجيل المحبة بدل الحقد، والتواصل بدل التقاطع، لأن لبنان ــ كما العالم العربي والإسلامي ــ لا يمكن أن يحافظ على استقلاله وسيادته أمام المستكبرين إلا بالتراحم والتواصل والانفتاح على قضايا الخلاف بالحوار، حتى نستطيع أن نحقق الوحدة الإسلامية والوطنية التي تجعلنا نتشارك من خلال المواطنة في بناء واقعنا على أسس قوية، بعيداً عن الحالات الغرائزية والمذهبية البغيضة، وبعيداً عن الحالة الشخصانية التي قد يتحوّل فيها الخضوع إلى الشخص وما يحاول أن يفرضه علينا إلى حدّ الشرك بالله.
|