تصريح لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، حول الحكومة بعد العدوان

تصريح لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، حول الحكومة بعد العدوان

عندما تحسم الحكومة أمرها تستطيع التأثير في الإدارة الأمريكية
فضل الله للمسؤولين: لا تتعاملوا مع أمريكا كشيء مختلف عن إسرائيل

رأى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية تواصل حربها على لبنان بالضغوط السياسية والاقتصادية بعدما أُسقط من يدها في الحرب الإسرائيلية التي لعبت فيها أمريكا دور قائد العمليات السياسية الذي يحدّد بنفسه أفق المعركة وأبعادها والوقت الذي تقطعه أو تتوقف فيه.

وقال سماحته: بعدما استطاعت المقاومة أن تُفشل المشروع الأمريكي في لبنان والحرب الإسرائيلية الموجّهة أمريكياً ضده، دفعت إسرائيل مجدداً لاستكمال حربها من خلال تمديد الحصار الجوي والبحري المفروض على لبنان للإيحاء بأن هذا الوضع لا يسمح للبنانيين بالقول بأنهم باتوا في موقع المنتصر، ولمحاولة خلق ظروف سياسية جديدة تسمح لإسرائيل باستعادة شيء من ماء الوجه بعد إخفاقاتها العسكرية، وفي ظلّ التداعيات الداخلية التي يعيشها العدو وتنعكس على حكومته وعلى حزب كاديما، الذي لقي الرعاية الأمريكية الكاملة.

أضاف: إن إخفاق الاتحاد الأوروبي في رفع الحصار الإسرائيلي عن لبنان ناشىء من أن معظم دول هذا الاتحاد تسير على سكّة القطار الأمريكي وتعمل وفق الإيحاءات الأمريكية، أو أنها لا تريد أن تخطو أية خطوة يمكن أن تفسّر بأنها مشاكسة للخطط الأمريكية ـ الإسرائيلية في المنطقة، وهو الأمر الذي يبعث على القلق من جهة لناحية الدور الذي تستطيع أن تقوم به هذه الدول لحماية الاستقرار في المنطقة في ظلّ حال التهميش السياسي التي ارتضتها لنفسها، كما يؤكد الحاجة لدولنا وشعوبنا أن ترصد المسألة من زاوية الاعتماد على نفسها وتقدير الأحجام الحقيقية للكيانات السياسية الدولية والتعامل معها وفق المصلحة الكبرى التي تفرضها قضايا الأمة.

وتابع: لعلّ الخطأ يكمن في أن البعض في لبنان لا يزال يتعامل مع أمريكا ومسؤوليها وكأنّها شيء مختلف عن إسرائيل،مع أن هؤلاء تعرّفوا إلى الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية في حجم الدمار الذي أصاب لبنان بالأسلحة والأوامر والتغطية الأمريكية، وسمعوا بآذانهم ورأوا بأعينهم كيف أن وزيرة الخارجية الأمريكية كانت هي التي تفاوضهم بالنيابة عن إسرائيل. بل إن دورها هو دور الشريك لإسرائيل وليس دور الوسيط بين إسرائيل ولبنان، لأنّ الحصار أمريكي بامتياز، إضافة إلى أنّه إسرائيلي.

ولذلك، فإنّ من المعيب حقاً أن يتواصل الحديث مع أمريكا الإسرائيلية بطريقة الاستجداء السياسي الذي يعبِّر عن سذاجة سياسية في فهم الموقف الأمريكي.

إننا في الوقت الذي نعرف أنّ الحصار الأمريكي ـ الإسرائيلي على لبنان سيتواصل بطريقة وبأخرى، وأنّ الأمين العام للأمم المتحدة لن يستطيع أن يرفعه بقدرة قادر، نؤكّد على الحكومة اللبنانية أن تنتقل من موقع المستضعف لنفسه والمتظلّم على وضعه، إلى موقع الحكومة القوية بشعبها وبإمكاناته وبمقاومته التي أكّدت للعالم أن هناك في الساحة العربية والإسلامية من يملك أن يوقف إسرائيل ويجعلها تتجرّع الغصص والألم، وعندما تحسم الحكومة موقفها مستندةً إلى ما حقّقه لبنان بمقاومته وشعبه، وعندما تقرّر أن تستثمر ما صنعته المقاومة في عملية المواجهة مع إسرائيل، فإنها تستطيع أن تفرض على الإدارة الأمريكية وعلى غيرها تغيير أدائها في لبنان، لأن لبنان الموحّد يستطيع أن يصنع الكثير الكثير مما لا يزال البعض في الداخل يتهيّب منه.

إنّ علينا أن نخرج من دور المتباكي إلى الميدان الذي يتفاعل فيه المسؤول مع شعبه، وتتفاعل فيه الحكومة مع مواطنيها، لتكون إيجابية مع شعبها وسلبية مع الإدارة الأمريكية المسؤولة عن تدمير لبنان، وقد جاء الوقت الذي ينبغي أن يُرفع فيه الصوت بوجه المسؤولين الأمريكيين، لا أن يلهث البعض خلفهم فلا يجدوا إلا السراب ولا يروا أمامهم إلا إسرائيل ومصالح إسرائيل.

ا
لمكتب الإعلامي  بيروت 04 شعبان 1427 هـ/ 28 آب 2006 م.

عندما تحسم الحكومة أمرها تستطيع التأثير في الإدارة الأمريكية
فضل الله للمسؤولين: لا تتعاملوا مع أمريكا كشيء مختلف عن إسرائيل

رأى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية تواصل حربها على لبنان بالضغوط السياسية والاقتصادية بعدما أُسقط من يدها في الحرب الإسرائيلية التي لعبت فيها أمريكا دور قائد العمليات السياسية الذي يحدّد بنفسه أفق المعركة وأبعادها والوقت الذي تقطعه أو تتوقف فيه.

وقال سماحته: بعدما استطاعت المقاومة أن تُفشل المشروع الأمريكي في لبنان والحرب الإسرائيلية الموجّهة أمريكياً ضده، دفعت إسرائيل مجدداً لاستكمال حربها من خلال تمديد الحصار الجوي والبحري المفروض على لبنان للإيحاء بأن هذا الوضع لا يسمح للبنانيين بالقول بأنهم باتوا في موقع المنتصر، ولمحاولة خلق ظروف سياسية جديدة تسمح لإسرائيل باستعادة شيء من ماء الوجه بعد إخفاقاتها العسكرية، وفي ظلّ التداعيات الداخلية التي يعيشها العدو وتنعكس على حكومته وعلى حزب كاديما، الذي لقي الرعاية الأمريكية الكاملة.

أضاف: إن إخفاق الاتحاد الأوروبي في رفع الحصار الإسرائيلي عن لبنان ناشىء من أن معظم دول هذا الاتحاد تسير على سكّة القطار الأمريكي وتعمل وفق الإيحاءات الأمريكية، أو أنها لا تريد أن تخطو أية خطوة يمكن أن تفسّر بأنها مشاكسة للخطط الأمريكية ـ الإسرائيلية في المنطقة، وهو الأمر الذي يبعث على القلق من جهة لناحية الدور الذي تستطيع أن تقوم به هذه الدول لحماية الاستقرار في المنطقة في ظلّ حال التهميش السياسي التي ارتضتها لنفسها، كما يؤكد الحاجة لدولنا وشعوبنا أن ترصد المسألة من زاوية الاعتماد على نفسها وتقدير الأحجام الحقيقية للكيانات السياسية الدولية والتعامل معها وفق المصلحة الكبرى التي تفرضها قضايا الأمة.

وتابع: لعلّ الخطأ يكمن في أن البعض في لبنان لا يزال يتعامل مع أمريكا ومسؤوليها وكأنّها شيء مختلف عن إسرائيل،مع أن هؤلاء تعرّفوا إلى الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية في حجم الدمار الذي أصاب لبنان بالأسلحة والأوامر والتغطية الأمريكية، وسمعوا بآذانهم ورأوا بأعينهم كيف أن وزيرة الخارجية الأمريكية كانت هي التي تفاوضهم بالنيابة عن إسرائيل. بل إن دورها هو دور الشريك لإسرائيل وليس دور الوسيط بين إسرائيل ولبنان، لأنّ الحصار أمريكي بامتياز، إضافة إلى أنّه إسرائيلي.

ولذلك، فإنّ من المعيب حقاً أن يتواصل الحديث مع أمريكا الإسرائيلية بطريقة الاستجداء السياسي الذي يعبِّر عن سذاجة سياسية في فهم الموقف الأمريكي.

إننا في الوقت الذي نعرف أنّ الحصار الأمريكي ـ الإسرائيلي على لبنان سيتواصل بطريقة وبأخرى، وأنّ الأمين العام للأمم المتحدة لن يستطيع أن يرفعه بقدرة قادر، نؤكّد على الحكومة اللبنانية أن تنتقل من موقع المستضعف لنفسه والمتظلّم على وضعه، إلى موقع الحكومة القوية بشعبها وبإمكاناته وبمقاومته التي أكّدت للعالم أن هناك في الساحة العربية والإسلامية من يملك أن يوقف إسرائيل ويجعلها تتجرّع الغصص والألم، وعندما تحسم الحكومة موقفها مستندةً إلى ما حقّقه لبنان بمقاومته وشعبه، وعندما تقرّر أن تستثمر ما صنعته المقاومة في عملية المواجهة مع إسرائيل، فإنها تستطيع أن تفرض على الإدارة الأمريكية وعلى غيرها تغيير أدائها في لبنان، لأن لبنان الموحّد يستطيع أن يصنع الكثير الكثير مما لا يزال البعض في الداخل يتهيّب منه.

إنّ علينا أن نخرج من دور المتباكي إلى الميدان الذي يتفاعل فيه المسؤول مع شعبه، وتتفاعل فيه الحكومة مع مواطنيها، لتكون إيجابية مع شعبها وسلبية مع الإدارة الأمريكية المسؤولة عن تدمير لبنان، وقد جاء الوقت الذي ينبغي أن يُرفع فيه الصوت بوجه المسؤولين الأمريكيين، لا أن يلهث البعض خلفهم فلا يجدوا إلا السراب ولا يروا أمامهم إلا إسرائيل ومصالح إسرائيل.

ا
لمكتب الإعلامي  بيروت 04 شعبان 1427 هـ/ 28 آب 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية