تصريح لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله حول مواقف بعض اللبنانيين

تصريح لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله حول مواقف بعض اللبنانيين

الحرب الإسرائيلية أثبتت أنّ ما يصيب طائفة ينعكس على بقيّة الطوائف
فضل الله: من يتحرّك في الوسط السياسي والديني لا يرتقي إلى مستوى القاعدة الشعبية وطهارتها

صرّح سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في بيان حول اللهجة السياسية عقيب الحرب الصهيونية الأمريكية الأخيرة على لبنان، قائلاً:

لاحظنا منذ بداية هذه الحرب أن العدو الذي تحدّث عن بنكٍ من الأهداف وعن استهداف مباشر للبنى التحتية، فارتكب أفظع المجازر لدفع الناس للنـزوح ولممارسة نوع من الضغط على الداخل اللبناني، وراهن على تجييش الناس ضد المقاومة، لكنّه فوجىء بتماسك الشعب اللبناني وبعملية الاحتضان للنازحين التي انطلق فيها الشعب بمختلف طوائفه، بعفوية وطهارة وإنسانية، وبروح وطنية عالية.

أضاف: ولكن ما يبعث على الأسى دائماً في لبنان، أن الطبقة السياسية في شكل عام والكثير ممن يتحرّكون في الوسط الديني لا يرتقون إلى مستوى الطهارة الشعبية، حيث لا يرتقي من هم في القمة من رجال الدين ومن السياسيين إلى مستوى القاعدة الشعبية في اندفاعها الاجتماعي والوجداني، وحتى في رؤيتها السياسية ومعاينتها للخطر الإسرائيلي.

وتابع: إننا نستمع لأحاديث في هذه الأيام تعمل على أن توحّل ذهنيّة الناس من خلال الهمس بالأذن الطائفية، وتحويل الأنظار عن جرائم العدوّ ومجازره وحصاره وعنجهيّته وتهديداته، بالحديث عن فئة ما تفرّدت بحمل السلاح متناسية أن هذا السلاح هو الذي حرّر معظم الأرض اللبنانية بعدما شكّك الكثيرون بجدواه، وأنه لم يكن السلاح الذي أطلق الحرب اللبنانية في السبعينات، ولم يدخل في حروب الطوائف والمنازعات المذهبية، فهو انطلق كردّ فعل على الاحتلال، وعندما تفرّد بطرد الاحتلال كان في غاية الانضباط، وقدّم التحرير ثم النصر كهدية لكل اللبنانيين ولمن يستحقها من الأحرار دونما تبجّح أو غرور وبعيداً عن كل استعراض، وكانت كل هذه الدماء من التضحيات عربون حبّ للوطن كله، ورسالة تحدي لعدوّ لبنان الأوحد.

وأكّد سماحته، أنّ المقاومة انطلقت في كل هذه الحرب من موقع ردّ الفعل بعدما فوجئت بخطة حرب أمريكية إسرائيلية خفيّة، لذلك كانت في حال دفاع عن النفس ولم تتفرّد بالقرار، ولكنها أخذت على عاتقها الدفاع عن نفسها وعن شعبها عندما تنصّلت الحكومة من هذه المسؤولية.

أضاف: إن علينا ألاّ نتناسى أن لبنان يمثّل النقيض لإسرائيل في تجربته التي تمثّل رسالة تعايش حضارية بين مختلف الطوائف، ولذلك فإن إسرائيل عملت ولا تزال تعمل لتدمير هذا النقيض دونما مبرّرات أو بمبررات واهية، وعلى الجميع ألا يهوّنوا من خطر إسرائيل الدائم على هذا النموذج الذي يشكّل تحدياً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وحتى أمنياً لها.

وقال سماحته: كنّا ننتظر من هؤلاء أن يرفعوا الصوت في وجه السفير الأمريكي الذي دافع عن الحصار الإسرائيلي وتبنّاه في بعض الجلسات الداخلية، أو أن يدعوا لطرد لصوص الأوطان من الأمريكيين والإسرائيليين، كما طرد السيد المسيح لصوص الهيكل وأن يعلنوا الاعتزاز بهذا السلاح ومن يحرّكه، كما أعلن ذلك علماء وأساقفة في لبنان وكما افتخر به طلاّب الحرية والعزّة في المنطقة والعالم، وكما رأت به شعوب المنطقة أملاً واعداً بكسر شوكة الاحتلال الإسرائيلي.

أضاف: كنّا ننتظر أن يرتفع الصوت المسؤول ليبارك بإبداعات المقاومة كونها إبداعات لبنانية بامتياز، لا أن يعمل هؤلاء على رجمها بالحجارة، متناسين كل التقارير والمعلومات الغربية والأمريكية بالذات التي أكدت أن الإدارة الأمريكية خطّطت لهذه الحرب مع إسرائيل مسبقاً.

وخلص للقول: إننا في الوقت الذي نشكر أبناءنا من كل الطوائف على احتضانهم للمقاومة وشعبها، وإصرارهم على حماية وحدتهم الداخلية، نريد لمن يتحرّك في مواقع المسؤولية الدينية أو السياسية ألا يتفرّد في الحكم على الأحداث وعلى الحرب الأخيرة على لبنان، حيث هناك من يختلف معهم كثيراً من داخل طوائفهم وخارجها.

وكان سماحته استقبل النائب غازي يوسف، وعرض معه تطوّرات الأحداث في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان، والنتائج الحاصلة داخلياً وخارجياً.

كذلك استقبل النائب علي عمّار، وعرض معه آخر التطوّرات.

ا
لمكتب الإعلامي  بيروت 14 شعبان 1427 هـ/ 07 /9/ 2006 م.

الحرب الإسرائيلية أثبتت أنّ ما يصيب طائفة ينعكس على بقيّة الطوائف
فضل الله: من يتحرّك في الوسط السياسي والديني لا يرتقي إلى مستوى القاعدة الشعبية وطهارتها

صرّح سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في بيان حول اللهجة السياسية عقيب الحرب الصهيونية الأمريكية الأخيرة على لبنان، قائلاً:

لاحظنا منذ بداية هذه الحرب أن العدو الذي تحدّث عن بنكٍ من الأهداف وعن استهداف مباشر للبنى التحتية، فارتكب أفظع المجازر لدفع الناس للنـزوح ولممارسة نوع من الضغط على الداخل اللبناني، وراهن على تجييش الناس ضد المقاومة، لكنّه فوجىء بتماسك الشعب اللبناني وبعملية الاحتضان للنازحين التي انطلق فيها الشعب بمختلف طوائفه، بعفوية وطهارة وإنسانية، وبروح وطنية عالية.

أضاف: ولكن ما يبعث على الأسى دائماً في لبنان، أن الطبقة السياسية في شكل عام والكثير ممن يتحرّكون في الوسط الديني لا يرتقون إلى مستوى الطهارة الشعبية، حيث لا يرتقي من هم في القمة من رجال الدين ومن السياسيين إلى مستوى القاعدة الشعبية في اندفاعها الاجتماعي والوجداني، وحتى في رؤيتها السياسية ومعاينتها للخطر الإسرائيلي.

وتابع: إننا نستمع لأحاديث في هذه الأيام تعمل على أن توحّل ذهنيّة الناس من خلال الهمس بالأذن الطائفية، وتحويل الأنظار عن جرائم العدوّ ومجازره وحصاره وعنجهيّته وتهديداته، بالحديث عن فئة ما تفرّدت بحمل السلاح متناسية أن هذا السلاح هو الذي حرّر معظم الأرض اللبنانية بعدما شكّك الكثيرون بجدواه، وأنه لم يكن السلاح الذي أطلق الحرب اللبنانية في السبعينات، ولم يدخل في حروب الطوائف والمنازعات المذهبية، فهو انطلق كردّ فعل على الاحتلال، وعندما تفرّد بطرد الاحتلال كان في غاية الانضباط، وقدّم التحرير ثم النصر كهدية لكل اللبنانيين ولمن يستحقها من الأحرار دونما تبجّح أو غرور وبعيداً عن كل استعراض، وكانت كل هذه الدماء من التضحيات عربون حبّ للوطن كله، ورسالة تحدي لعدوّ لبنان الأوحد.

وأكّد سماحته، أنّ المقاومة انطلقت في كل هذه الحرب من موقع ردّ الفعل بعدما فوجئت بخطة حرب أمريكية إسرائيلية خفيّة، لذلك كانت في حال دفاع عن النفس ولم تتفرّد بالقرار، ولكنها أخذت على عاتقها الدفاع عن نفسها وعن شعبها عندما تنصّلت الحكومة من هذه المسؤولية.

أضاف: إن علينا ألاّ نتناسى أن لبنان يمثّل النقيض لإسرائيل في تجربته التي تمثّل رسالة تعايش حضارية بين مختلف الطوائف، ولذلك فإن إسرائيل عملت ولا تزال تعمل لتدمير هذا النقيض دونما مبرّرات أو بمبررات واهية، وعلى الجميع ألا يهوّنوا من خطر إسرائيل الدائم على هذا النموذج الذي يشكّل تحدياً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وحتى أمنياً لها.

وقال سماحته: كنّا ننتظر من هؤلاء أن يرفعوا الصوت في وجه السفير الأمريكي الذي دافع عن الحصار الإسرائيلي وتبنّاه في بعض الجلسات الداخلية، أو أن يدعوا لطرد لصوص الأوطان من الأمريكيين والإسرائيليين، كما طرد السيد المسيح لصوص الهيكل وأن يعلنوا الاعتزاز بهذا السلاح ومن يحرّكه، كما أعلن ذلك علماء وأساقفة في لبنان وكما افتخر به طلاّب الحرية والعزّة في المنطقة والعالم، وكما رأت به شعوب المنطقة أملاً واعداً بكسر شوكة الاحتلال الإسرائيلي.

أضاف: كنّا ننتظر أن يرتفع الصوت المسؤول ليبارك بإبداعات المقاومة كونها إبداعات لبنانية بامتياز، لا أن يعمل هؤلاء على رجمها بالحجارة، متناسين كل التقارير والمعلومات الغربية والأمريكية بالذات التي أكدت أن الإدارة الأمريكية خطّطت لهذه الحرب مع إسرائيل مسبقاً.

وخلص للقول: إننا في الوقت الذي نشكر أبناءنا من كل الطوائف على احتضانهم للمقاومة وشعبها، وإصرارهم على حماية وحدتهم الداخلية، نريد لمن يتحرّك في مواقع المسؤولية الدينية أو السياسية ألا يتفرّد في الحكم على الأحداث وعلى الحرب الأخيرة على لبنان، حيث هناك من يختلف معهم كثيراً من داخل طوائفهم وخارجها.

وكان سماحته استقبل النائب غازي يوسف، وعرض معه تطوّرات الأحداث في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان، والنتائج الحاصلة داخلياً وخارجياً.

كذلك استقبل النائب علي عمّار، وعرض معه آخر التطوّرات.

ا
لمكتب الإعلامي  بيروت 14 شعبان 1427 هـ/ 07 /9/ 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية