بداية شهر رمضان المبارك لعام 1427 هـ

بداية شهر رمضان المبارك لعام 1427 هـ

في مناسبة إعادة افتتاح مستشفى بمهن
فضل الله: ضرورة الحفاظ على النصر سياسياً واجتماعياً وثقافياً

برعاية وحضور سماحة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، عادت الحياة إلى مستشفى بهمن في حارة حريك والذي كان قد تعرض لأضرار كبيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي الهمجيّ على لبنان. وقد أقيم حفل إعادة الافتتاح بحضور الجسم الإداري والطبي في المستشفى، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العلمائية، والطبيّة، والاجتماعيّة.

في ختام الحفل كانت كلمة للعلامة المرجع، السيِّد محمد حسين فضل الله قال فيها:

"المرحلة التي مرّت بهذا البلد بكلّ مواقعه، بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه، ومؤسساته، وبكلّ مفاصله وبنيته التحتيّة، كانت مرحلة التحدّي الكبير الذي واجه به شبابنا المجاهد، هؤلاء الذين عاشوا لله وقدّموا كلّ جهدهم وطاقاتهم ورساليتهم وشجاعتهم وبطولتهم وخبرتهم لله تعالى، لأنّهم نذروا أنفسهم لله وللإسلام وللأمة كلها، واستطاعوا من خلال هذا الإيمان الروحيّ الذي ارتفع ليعيش في مواقع القرب من الله، ولينفتح على الأهداف الكبرى للأمّة كلّها وللوطن كلّه وللحريّة كلها، فاستطاعوا تحقيق هذا النصر في مقابل إسقاطهم لكلّ أهداف العدو باعترافه، ولكلّ ما طرحه وخطّط له وما نسّق به مع الاستبكار الأمريكي ومع الاستكبار العربي الذي كان شريكاً للعدو في المعركة، وكان ـ باعتراف العدو يمثل الغطاء لعدوانه، حتى أن بعض المسؤوليين في العالم العربي كان يلاحق العدو لمتابعة المعركة لتحقيق الهدف، هدف السقوط العربي.

أضاف: وقد رأينا كيف أنّ الإدارة الأمريكية بكلّ أفرادها وأجهزتها، من المحافظين الجدد والفريق الصهيوني، يتابعون المعركة باعتبارها معركتهم، ويعيشون القلق في متابعتهم لكلّ تفاصيل المعركة، وكانوا يمنحون العدو الأسبوع تلو الأسبوع من أجل تحقيق بعض الأهداف... وهكذا لاحظنا كيف أن الاتحاد الأوروبي بكل دوله كان يرى أن المعركة معركته ولهذا لم يضغط لوقف إطلاق النار، ولا سيّما بريطانيا التي انطلق رئيس وزرائها مع شيطانه بوش ليؤكد امتناعه عن وقف النار، لأنّهما كانا يستمتعان بصراخ الأطفال وأنينهم، وبكل المجازر بحق اللبنانيين من النساء والأطفال والشيوخ، كل ذلك بحجة أنهم يريدون حل المسألةّ من جذورها، وكانوا يقصدون بذلك إسقاط المقاومة لأنهم يريدون أن لا تبقى أي مقاومة ضد السياسة الأمريكية والغربية، لأن إسرائيل هي الطفل المدلل والدولة المميزة عند أوروبا وأمريكا معاً. لهذا كانوا يتابعون المسألة وهم يعيشون القلق في هذا السقوط الإسرائيلي في المعركة وفي هذا العنفوان الإسلامي العربي اللبناني في هذه الحرب، وعندما كان بعضهم مُحرجاً أمام شعبه وقاعدته المطالبة بوقف إطلاق النار كان يتكلم بطريقة نفاقية خادعة، لأنّنا في تجربتنا مع أمريكا وأوروبا وحلفائهما أنّهم كانوا يمنحوننا الكلمات، ويمنحون إسرائيل المواقف.

وقال: لقد كانت هذه المرحلة مرحلة فاصلة في تاريخنا، ولقد استطاع شبابنا المجاهد، الصامد، البطل، المؤمن، المُخلص، المُطيع لله ولرسوله وأئمة المؤمنين، استطاع هذا الجيل من الشباب أن يثبت، ويصمد ويُنـزل الهزيمة بالعدوّ ودباباته وآلياته، وأن يقصف آلياته وجنوده ومستوطناته، لقد صنعوا تاريخاً جديداً، وحين خاطبتهم "أيها البدريون" كنت أعني ذلك، لأنهم كجنود "بدر" أعطوا الإسلام موقفاً جديداً وقوة جديدة.

لقد عشنا هذه المرحلة بكل آلامها ومآسيها وضحاياها وشهدائها، ولا تزال اللعبة الدولية التي تقودها أمريكا تخطط لإعطاء إسرائيل بالسلم ما لم تأخذه بالحرب، لأن أمريكا الثكلى بالهزيمة الإسرائيلية تريد إعطاء إسرائيل بعض مظاهر القوة في كلّ اللعبة السياسية، حيث يشاركها في ذلك من يتحرك في السياسة من اللبنانيين وهم الذين استقالوا من الدفاع عن شعبهم منذ البداية، وتبرأوا من حركة المقاومة، ولكنّ إسرائيل لم تكافئهم بذلك وحملت الحكومة المسؤولية وهاجمت لبنان بعدوانها.

وتابع: علينا في كلّ مؤسساتنا التي واجهت بعض الأضرار سواء الصحية أو التربوية وغيرها ممن عاشت الأخطار والتعقيدات، أن يكون لدينا في هذه المرحلة المؤسسات المقاومة للتي تستنفر كلّ طاقاتنا لنقدّم الخدمات لهذا الشعب الذي إن لم يشترك في المقاومة بشكل مباشر فقد اشترك بأطفاله ونسائه ومجاهديه. هذا الشعب الذي مارس مقاومة سياسية حين اندفع عائداً لبلاده، ليقول للعالم إن العامليين والبقاعيين يرتبطون بأرضهم أكثر، فقد عطّلوا خطة أمريكا وإسرائيل وبعض الناس في لبنان الذين كانوا يريدون ابتزاز المقاومين.

وخلص إلى القول: أدعوكم لحالة طوارئ خدماتية صحيّة، وأن تعتبروا أن عملكم لا يمثل مجرّد عمل وظيفي تمارسونه كأي موظف، بل عبادة وصدقاً لينطلق الشعب كلّه بكلّ طاقاته وخبراته في مقاومة تصنع المستقبل، حتّى يعود لبنان قوة شعبية تُحرك طاقاتها في سبيل الخير. إن المرحلة صعبة وعلينا معرفة كيف نحافظ على نصرنا سياسياً واجتماعياً وثقافياً، ليعرف العالم أن أبناءنا الذين صنعوا النصر في ساحة المعركة، سوف يصنعه إخوانهم في ساحة العمل والخدمة وتضميد الجراح وتخفيف الآلام نصراً معهم.

ا
لمكتب الإعلامي  بيروت 16 شعبان 1427 هـ/ 09 /9/ 2006 م.

في مناسبة إعادة افتتاح مستشفى بمهن
فضل الله: ضرورة الحفاظ على النصر سياسياً واجتماعياً وثقافياً

برعاية وحضور سماحة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، عادت الحياة إلى مستشفى بهمن في حارة حريك والذي كان قد تعرض لأضرار كبيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي الهمجيّ على لبنان. وقد أقيم حفل إعادة الافتتاح بحضور الجسم الإداري والطبي في المستشفى، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العلمائية، والطبيّة، والاجتماعيّة.

في ختام الحفل كانت كلمة للعلامة المرجع، السيِّد محمد حسين فضل الله قال فيها:

"المرحلة التي مرّت بهذا البلد بكلّ مواقعه، بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه، ومؤسساته، وبكلّ مفاصله وبنيته التحتيّة، كانت مرحلة التحدّي الكبير الذي واجه به شبابنا المجاهد، هؤلاء الذين عاشوا لله وقدّموا كلّ جهدهم وطاقاتهم ورساليتهم وشجاعتهم وبطولتهم وخبرتهم لله تعالى، لأنّهم نذروا أنفسهم لله وللإسلام وللأمة كلها، واستطاعوا من خلال هذا الإيمان الروحيّ الذي ارتفع ليعيش في مواقع القرب من الله، ولينفتح على الأهداف الكبرى للأمّة كلّها وللوطن كلّه وللحريّة كلها، فاستطاعوا تحقيق هذا النصر في مقابل إسقاطهم لكلّ أهداف العدو باعترافه، ولكلّ ما طرحه وخطّط له وما نسّق به مع الاستبكار الأمريكي ومع الاستكبار العربي الذي كان شريكاً للعدو في المعركة، وكان ـ باعتراف العدو يمثل الغطاء لعدوانه، حتى أن بعض المسؤوليين في العالم العربي كان يلاحق العدو لمتابعة المعركة لتحقيق الهدف، هدف السقوط العربي.

أضاف: وقد رأينا كيف أنّ الإدارة الأمريكية بكلّ أفرادها وأجهزتها، من المحافظين الجدد والفريق الصهيوني، يتابعون المعركة باعتبارها معركتهم، ويعيشون القلق في متابعتهم لكلّ تفاصيل المعركة، وكانوا يمنحون العدو الأسبوع تلو الأسبوع من أجل تحقيق بعض الأهداف... وهكذا لاحظنا كيف أن الاتحاد الأوروبي بكل دوله كان يرى أن المعركة معركته ولهذا لم يضغط لوقف إطلاق النار، ولا سيّما بريطانيا التي انطلق رئيس وزرائها مع شيطانه بوش ليؤكد امتناعه عن وقف النار، لأنّهما كانا يستمتعان بصراخ الأطفال وأنينهم، وبكل المجازر بحق اللبنانيين من النساء والأطفال والشيوخ، كل ذلك بحجة أنهم يريدون حل المسألةّ من جذورها، وكانوا يقصدون بذلك إسقاط المقاومة لأنهم يريدون أن لا تبقى أي مقاومة ضد السياسة الأمريكية والغربية، لأن إسرائيل هي الطفل المدلل والدولة المميزة عند أوروبا وأمريكا معاً. لهذا كانوا يتابعون المسألة وهم يعيشون القلق في هذا السقوط الإسرائيلي في المعركة وفي هذا العنفوان الإسلامي العربي اللبناني في هذه الحرب، وعندما كان بعضهم مُحرجاً أمام شعبه وقاعدته المطالبة بوقف إطلاق النار كان يتكلم بطريقة نفاقية خادعة، لأنّنا في تجربتنا مع أمريكا وأوروبا وحلفائهما أنّهم كانوا يمنحوننا الكلمات، ويمنحون إسرائيل المواقف.

وقال: لقد كانت هذه المرحلة مرحلة فاصلة في تاريخنا، ولقد استطاع شبابنا المجاهد، الصامد، البطل، المؤمن، المُخلص، المُطيع لله ولرسوله وأئمة المؤمنين، استطاع هذا الجيل من الشباب أن يثبت، ويصمد ويُنـزل الهزيمة بالعدوّ ودباباته وآلياته، وأن يقصف آلياته وجنوده ومستوطناته، لقد صنعوا تاريخاً جديداً، وحين خاطبتهم "أيها البدريون" كنت أعني ذلك، لأنهم كجنود "بدر" أعطوا الإسلام موقفاً جديداً وقوة جديدة.

لقد عشنا هذه المرحلة بكل آلامها ومآسيها وضحاياها وشهدائها، ولا تزال اللعبة الدولية التي تقودها أمريكا تخطط لإعطاء إسرائيل بالسلم ما لم تأخذه بالحرب، لأن أمريكا الثكلى بالهزيمة الإسرائيلية تريد إعطاء إسرائيل بعض مظاهر القوة في كلّ اللعبة السياسية، حيث يشاركها في ذلك من يتحرك في السياسة من اللبنانيين وهم الذين استقالوا من الدفاع عن شعبهم منذ البداية، وتبرأوا من حركة المقاومة، ولكنّ إسرائيل لم تكافئهم بذلك وحملت الحكومة المسؤولية وهاجمت لبنان بعدوانها.

وتابع: علينا في كلّ مؤسساتنا التي واجهت بعض الأضرار سواء الصحية أو التربوية وغيرها ممن عاشت الأخطار والتعقيدات، أن يكون لدينا في هذه المرحلة المؤسسات المقاومة للتي تستنفر كلّ طاقاتنا لنقدّم الخدمات لهذا الشعب الذي إن لم يشترك في المقاومة بشكل مباشر فقد اشترك بأطفاله ونسائه ومجاهديه. هذا الشعب الذي مارس مقاومة سياسية حين اندفع عائداً لبلاده، ليقول للعالم إن العامليين والبقاعيين يرتبطون بأرضهم أكثر، فقد عطّلوا خطة أمريكا وإسرائيل وبعض الناس في لبنان الذين كانوا يريدون ابتزاز المقاومين.

وخلص إلى القول: أدعوكم لحالة طوارئ خدماتية صحيّة، وأن تعتبروا أن عملكم لا يمثل مجرّد عمل وظيفي تمارسونه كأي موظف، بل عبادة وصدقاً لينطلق الشعب كلّه بكلّ طاقاته وخبراته في مقاومة تصنع المستقبل، حتّى يعود لبنان قوة شعبية تُحرك طاقاتها في سبيل الخير. إن المرحلة صعبة وعلينا معرفة كيف نحافظ على نصرنا سياسياً واجتماعياً وثقافياً، ليعرف العالم أن أبناءنا الذين صنعوا النصر في ساحة المعركة، سوف يصنعه إخوانهم في ساحة العمل والخدمة وتضميد الجراح وتخفيف الآلام نصراً معهم.

ا
لمكتب الإعلامي  بيروت 16 شعبان 1427 هـ/ 09 /9/ 2006 م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية