تعلّقت بي على الإنترنت.. فجافيتها!

تعلّقت بي على الإنترنت.. فجافيتها!

استشارة..

تعرّفت بالصّدفة إلى فتاة على الإنترنت من بلد غير بلدي، تعاني عاهة أعاقت زواجها وسبّبت لها مشاكل نفسيّة حادّة، وقد عرّضها ذلك للاستغلال الجسديّ من بعض الرّجال، وزاد من معاناتها النفسيّة، أنّ مجتمعها يعيب المرأة غير المتزوّجة،  وأمّها تلحّ عليها دائماً أن تتزوّج! تعاطفت معها، وخفّفت عنها، ولإعادة ثقتها بنفسها، وعدتها بأن أتزوّجها لأسبوع واحد، كي أبرهن لها وأمام الجميع، أنّها تستحقّ الزّواج..

عرّفتها طريق الله وأهل البيت(ع)، وعدم التعلّق بالدّنيا، فارتدت الحجاب، وأصبحت ملتزمة جداً.

المشكلة أنها بدأت تحبّني بشكلٍ جنونيّ، وتعلّقت بي كثيراً، وبسبب هذا التعلّق، بدأتُ أتهرّب منها، وأعاملها بجفاء، وحاولت مراراً قطع التّواصل معها بلا جدوى.. وفيما بعد، صارت تتدخّل في حياتي، وتبكي إذا لم أكلّمها، وتأخذ حبوباً منوّمة إذا جافيتها، ما زاد من قسوتي معها، وخصوصاً بعد أن تزوّجت.

ولكن، على الرَّغم من محاولتي الابتعاد عنها، إلا أنّي عرَّفتها إلى فتاة ساعدتها لفهم حالها أفضل، وشدَّت من عزيمتها، وأثّرت فيها تأثيراً إيجابيّاً، وساعدناها معاً كي تؤسِّس عملاً جديداً، وبدأت بجمع المال للذَّهاب إلى العمرة.

 طلبت منها هذه السنة أن تسامحني وتحرّرني من الوعد، فسامحتني وحرّرتني منه، مع أنّي أشعر بأنّها فعلت ذلك فقط لترضيني. أنا أشعر بالذّنب لأنّي سبّبت لها معاناة ثلاث سنوات. ولكنّ سؤالي هو: هل أخطأت بحقّها؟ هل أنا مسؤول عمّا عانته؟ هل يجب أن أنفّذ وعدي بالرّغم من أنها حرّرتني منه؟ هل أخرج من حياتها وأخرجها من حياتي؟ أين أذنبت؟

وجواب..

من الواضح أنّه لا ملامة عليك فيما جرى، حيث إنّك كنت واضحاً في وعدك لها وفي حدود تعاملك معها، وهي أيضاً لا تلام على أنّها قد بنت على علاقتك بها آمالاً غير واقعيّة بسبب حالتها النفسيّة المتدهورة، ومن الجيّد أنّ أمورها قد استقرّت وتحسّنت حالتها النفسيّة وتفهمّت موقفك منها.

وما يؤسفنا فيما عرضته علينا من قصّتها، هو كثرة حدوث أمثالها لفتيات كثيرات، حيث نودّ أن نتوقّف عند بعض محطّات قصّتها، وتقديم بعض النّصائح:

أوّلاً: علينا أن نحذر من جميع من نتعرّف إليهم عبر الإنترنت، حيث إنّنا لا يمكننا التأكّد من هويّة المتحدّث معنا، ولا من صدق ما يدّعيه، فكم من رجل ادّعى أنّه امرأة، وكم من امرأة متزوّجة ادّعت أنّها غير متزوّجة، أو أنّه يكون غير مسلم فيدّعي أنّه مسلم... إضافةً إلى ذلك، فإنّه حتى مع صدق المدّعي، فإنّ التعارف من خلال الإنترنت غير كاف، بل لا بدّ من التّلاقي وحدوث التّعارف الوثيق بينهما، إن كان ثمة رغبة في الزّواج.

ثانياً: يجب على الفتاة أن تكون واعية، وأن تتحلّى بالعفّة والحشمة في علاقاتها، وأن تحرص على التزام الأعراف والتّقاليد الاجتماعيّة، إضافةً إلى مراعاة الأحكام والآداب الشرعيّة، فلا تقيم علاقة ولو محدودة مع أيّ رجل مهما كانت المبرّرات، بل عليها تجنّب العلاقة عبر الإنترنت حتّى مع من يدّعي أنّه فتاة، لأنّ رصيد الفتاة هو سمعتها وعفّتها وحياؤها، إذ يخشى أن يستغلّ أيّ شخص هذه المحادثات ويستخدمها لتشويه سمعتها، أو يحاول تهديدها بذلك لابتزازها ماليّاً أو جنسيّاً.

ثالثاً: يفترض بالفتاة أن لا تغرق في حبّ الرّجل الّذي أظهر لها أنّه يبادلها الحبّ، وخصوصاً في العلاقات غير المشروعة، وعليها أن تعلم أنّه كما أحبّها دون أن يراعي الحدود الشرعيّة في ذلك، فإنّه قد يتركها ليعشق غيرها، لأنّه غير التقيّ، لن يكون موضعاً للثّقة، بل إنّ على الفتاة أن تحسب حساباً لإمكان مفارقة الرجل حتى في إطار الزواج والخطوبة أو عقد الزّواج المؤقّت، وأن تبقى متوازنة في عواطفها، فتحبّ الآخرين بالمقدار الّذي يحفظ العلاقة ويديمها ويحقّق أهدافها، مع إبقاء مجال لاحتمال فقدان من نحبّ أو مفارقته، وتوطين النّفس على ذلك، كي لا يتسبّب فراقه بصدمة عاطفيّة كبيرة ومؤذية.

صاحب الاستشارة: ...       

نوعها: اجتماعيّة.    

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

تاريخ الاستشارة: 10-7-2013م..

استشارة..

تعرّفت بالصّدفة إلى فتاة على الإنترنت من بلد غير بلدي، تعاني عاهة أعاقت زواجها وسبّبت لها مشاكل نفسيّة حادّة، وقد عرّضها ذلك للاستغلال الجسديّ من بعض الرّجال، وزاد من معاناتها النفسيّة، أنّ مجتمعها يعيب المرأة غير المتزوّجة،  وأمّها تلحّ عليها دائماً أن تتزوّج! تعاطفت معها، وخفّفت عنها، ولإعادة ثقتها بنفسها، وعدتها بأن أتزوّجها لأسبوع واحد، كي أبرهن لها وأمام الجميع، أنّها تستحقّ الزّواج..

عرّفتها طريق الله وأهل البيت(ع)، وعدم التعلّق بالدّنيا، فارتدت الحجاب، وأصبحت ملتزمة جداً.

المشكلة أنها بدأت تحبّني بشكلٍ جنونيّ، وتعلّقت بي كثيراً، وبسبب هذا التعلّق، بدأتُ أتهرّب منها، وأعاملها بجفاء، وحاولت مراراً قطع التّواصل معها بلا جدوى.. وفيما بعد، صارت تتدخّل في حياتي، وتبكي إذا لم أكلّمها، وتأخذ حبوباً منوّمة إذا جافيتها، ما زاد من قسوتي معها، وخصوصاً بعد أن تزوّجت.

ولكن، على الرَّغم من محاولتي الابتعاد عنها، إلا أنّي عرَّفتها إلى فتاة ساعدتها لفهم حالها أفضل، وشدَّت من عزيمتها، وأثّرت فيها تأثيراً إيجابيّاً، وساعدناها معاً كي تؤسِّس عملاً جديداً، وبدأت بجمع المال للذَّهاب إلى العمرة.

 طلبت منها هذه السنة أن تسامحني وتحرّرني من الوعد، فسامحتني وحرّرتني منه، مع أنّي أشعر بأنّها فعلت ذلك فقط لترضيني. أنا أشعر بالذّنب لأنّي سبّبت لها معاناة ثلاث سنوات. ولكنّ سؤالي هو: هل أخطأت بحقّها؟ هل أنا مسؤول عمّا عانته؟ هل يجب أن أنفّذ وعدي بالرّغم من أنها حرّرتني منه؟ هل أخرج من حياتها وأخرجها من حياتي؟ أين أذنبت؟

وجواب..

من الواضح أنّه لا ملامة عليك فيما جرى، حيث إنّك كنت واضحاً في وعدك لها وفي حدود تعاملك معها، وهي أيضاً لا تلام على أنّها قد بنت على علاقتك بها آمالاً غير واقعيّة بسبب حالتها النفسيّة المتدهورة، ومن الجيّد أنّ أمورها قد استقرّت وتحسّنت حالتها النفسيّة وتفهمّت موقفك منها.

وما يؤسفنا فيما عرضته علينا من قصّتها، هو كثرة حدوث أمثالها لفتيات كثيرات، حيث نودّ أن نتوقّف عند بعض محطّات قصّتها، وتقديم بعض النّصائح:

أوّلاً: علينا أن نحذر من جميع من نتعرّف إليهم عبر الإنترنت، حيث إنّنا لا يمكننا التأكّد من هويّة المتحدّث معنا، ولا من صدق ما يدّعيه، فكم من رجل ادّعى أنّه امرأة، وكم من امرأة متزوّجة ادّعت أنّها غير متزوّجة، أو أنّه يكون غير مسلم فيدّعي أنّه مسلم... إضافةً إلى ذلك، فإنّه حتى مع صدق المدّعي، فإنّ التعارف من خلال الإنترنت غير كاف، بل لا بدّ من التّلاقي وحدوث التّعارف الوثيق بينهما، إن كان ثمة رغبة في الزّواج.

ثانياً: يجب على الفتاة أن تكون واعية، وأن تتحلّى بالعفّة والحشمة في علاقاتها، وأن تحرص على التزام الأعراف والتّقاليد الاجتماعيّة، إضافةً إلى مراعاة الأحكام والآداب الشرعيّة، فلا تقيم علاقة ولو محدودة مع أيّ رجل مهما كانت المبرّرات، بل عليها تجنّب العلاقة عبر الإنترنت حتّى مع من يدّعي أنّه فتاة، لأنّ رصيد الفتاة هو سمعتها وعفّتها وحياؤها، إذ يخشى أن يستغلّ أيّ شخص هذه المحادثات ويستخدمها لتشويه سمعتها، أو يحاول تهديدها بذلك لابتزازها ماليّاً أو جنسيّاً.

ثالثاً: يفترض بالفتاة أن لا تغرق في حبّ الرّجل الّذي أظهر لها أنّه يبادلها الحبّ، وخصوصاً في العلاقات غير المشروعة، وعليها أن تعلم أنّه كما أحبّها دون أن يراعي الحدود الشرعيّة في ذلك، فإنّه قد يتركها ليعشق غيرها، لأنّه غير التقيّ، لن يكون موضعاً للثّقة، بل إنّ على الفتاة أن تحسب حساباً لإمكان مفارقة الرجل حتى في إطار الزواج والخطوبة أو عقد الزّواج المؤقّت، وأن تبقى متوازنة في عواطفها، فتحبّ الآخرين بالمقدار الّذي يحفظ العلاقة ويديمها ويحقّق أهدافها، مع إبقاء مجال لاحتمال فقدان من نحبّ أو مفارقته، وتوطين النّفس على ذلك، كي لا يتسبّب فراقه بصدمة عاطفيّة كبيرة ومؤذية.

صاحب الاستشارة: ...       

نوعها: اجتماعيّة.    

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

تاريخ الاستشارة: 10-7-2013م..

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية