أمّي تؤذيني.. هل أصل رحمها؟

أمّي تؤذيني.. هل أصل رحمها؟

استشارة..

أودّ استشارتكم في مسألة صلة الرَّحم، فلقد عشت في ظلّ والدتي حياةً مريرةً، بعد أن هجرها والدي وهجرنا منذ كنت صغيرةً، ولم يرد أن يعرف عنّا أنا وأخوتي شيئاً.

عشنا مع أمّي، وربّتني على أساس أنّ نجاتي من نار جهنّم هو بطاعتها، فخدمتها وأخوتي في صغري، على الرّغم من إهاناتها لي، وتشويهها لصورتي أمام النّاس وتعذيبها لي، وكنت أرى حقدها وكيدها على من حولها، وافتعالها المشكلات لمن حولها، مرتديةً قناع فاعلة الخير، والعابدة المطيعة الملتزمة بعباداتها... ولقد أبكتني في كلّ لحظة سعيدة في حياتي، وأنا أرى وجهها الحاقد لي ونعتها لي بأقبح الألفاظ، لأنَّها تشتعل غضباً عندما ترى سعادتي وابتسامتي. ونتيجةً لذلك، زوَّجتني بابن عائلةٍ هي كارهة لها، إلا أنَّ الله منَّ عليَّ بزوج أحببته وأحبّني، وذقت طعم السّعادة معه. وقد رزقنا الله بأولاد، وشعرت بأنّه يعوّضني بالسّعادة والخير.

ولكنّ المشكلة أنّ أمّي لا تزال تلاحقني وتسبّب المشاكل في حياتي، فهي تعلّم ابني أن يهينني، وتؤلّب زوجي عليّ، إلى درجة أنّني وصلت إلى طلب الطّلاق لكثرة المشاكل، وابتعدت عن كلّ من حولي من أهلي وأصحابي، للفضائح الّتي سبّبتها لي، وظللت أزورها هي فقط كلّ أسبوع لصلة الرَّحم، إلا أنَّها لا تتوقَّف عن القيام بما يؤذيني...

لقد تعبت كثيراً، فأصبحت متيقّنة بأنَّ هذا امتحاني في الدّنيا، لأنَّ صلتي بها تجعلني أخسر كلّ نعم الله عليّ؛ من زوج صالح، وأبناء أربّيهم وأحبّهم. لقد تعبت من البكاء ومن المشاكل، فكلّما ابتعدت، عنها أعيش مع عائلتي براحة وسعادة، وكلّما وصلتها، أتعذّب وأبكي لألم أذيّتها لي...

سؤالي هو: إلى أيّ مدى تجب صلة الرّحم تجاه أبي الّذي هجرنا ولم يسأل عنّا؟ وهل تجب تجاه أمّي الّتي لا ترتاح نفسها وتسعد إلا بعذابي؟ وما هي حدودها تجاه من يؤذوني من غير أمّي وأبي؟

وجواب..

أنا أتفهّم المعاناة الكبيرة الّتي تعانيها في علاقتك مع أمّك، وهذا ـ كما قلْتِ ـ امتحان من الله تعالى ليختبر مدى صبرك وتحمّلك، ويجب أن تعلمي أنّ العلاقة مع الأبوين هي ليست صلة رحم فقط، بل هي برّ بهما، وبرّ الوالدين واجب، والزّيارة الّتي تقومين بها لوالدتك كافية في تحقيق هذا البرّ، وما عليك إلا الصّبر على تصرّفاتها، وعلى زوجك أن لا يلتفت إلى أفعالها وأقوالها، وأن يعلم أنّ تصرّفات أمّك لا تصبّ في مصلحتك، وأن يحميك منها. وكذلك الأمر حيال الأب، فحتّى لو تخلّى عن مسؤوليّاته تجاهكم في مرحلة من المراحل ـ ولا نعلم بالضّبط الأسباب الحقيقيّة الّتي دعته للقيام بهذا الأمر ـ إلا أنّ هذا أيضاً لا يلغي حقّه عليك، وهو البرّ به.

وعلى كلّ حال، فإنّ صلة الرّحم أو برّ الوالدين، لا يشترط فيها الزّيارة الدّوريّة، وإن كانت هي أفضل مراتبها، بل يكفي فيهما السّؤال عن الأحوال أو التّواصل هاتفيّاً، أو غير ذلك من الوسائل المتاحة اليوم.

صاحبة الاستشارة: سلام.

نوعها: اجتماعيّة.

المجيب عنها: الشيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي لسماحة المرجع السيّد فضل الله.

تاريخ الاستشارة: 1-7-2013م.

استشارة..

أودّ استشارتكم في مسألة صلة الرَّحم، فلقد عشت في ظلّ والدتي حياةً مريرةً، بعد أن هجرها والدي وهجرنا منذ كنت صغيرةً، ولم يرد أن يعرف عنّا أنا وأخوتي شيئاً.

عشنا مع أمّي، وربّتني على أساس أنّ نجاتي من نار جهنّم هو بطاعتها، فخدمتها وأخوتي في صغري، على الرّغم من إهاناتها لي، وتشويهها لصورتي أمام النّاس وتعذيبها لي، وكنت أرى حقدها وكيدها على من حولها، وافتعالها المشكلات لمن حولها، مرتديةً قناع فاعلة الخير، والعابدة المطيعة الملتزمة بعباداتها... ولقد أبكتني في كلّ لحظة سعيدة في حياتي، وأنا أرى وجهها الحاقد لي ونعتها لي بأقبح الألفاظ، لأنَّها تشتعل غضباً عندما ترى سعادتي وابتسامتي. ونتيجةً لذلك، زوَّجتني بابن عائلةٍ هي كارهة لها، إلا أنَّ الله منَّ عليَّ بزوج أحببته وأحبّني، وذقت طعم السّعادة معه. وقد رزقنا الله بأولاد، وشعرت بأنّه يعوّضني بالسّعادة والخير.

ولكنّ المشكلة أنّ أمّي لا تزال تلاحقني وتسبّب المشاكل في حياتي، فهي تعلّم ابني أن يهينني، وتؤلّب زوجي عليّ، إلى درجة أنّني وصلت إلى طلب الطّلاق لكثرة المشاكل، وابتعدت عن كلّ من حولي من أهلي وأصحابي، للفضائح الّتي سبّبتها لي، وظللت أزورها هي فقط كلّ أسبوع لصلة الرَّحم، إلا أنَّها لا تتوقَّف عن القيام بما يؤذيني...

لقد تعبت كثيراً، فأصبحت متيقّنة بأنَّ هذا امتحاني في الدّنيا، لأنَّ صلتي بها تجعلني أخسر كلّ نعم الله عليّ؛ من زوج صالح، وأبناء أربّيهم وأحبّهم. لقد تعبت من البكاء ومن المشاكل، فكلّما ابتعدت، عنها أعيش مع عائلتي براحة وسعادة، وكلّما وصلتها، أتعذّب وأبكي لألم أذيّتها لي...

سؤالي هو: إلى أيّ مدى تجب صلة الرّحم تجاه أبي الّذي هجرنا ولم يسأل عنّا؟ وهل تجب تجاه أمّي الّتي لا ترتاح نفسها وتسعد إلا بعذابي؟ وما هي حدودها تجاه من يؤذوني من غير أمّي وأبي؟

وجواب..

أنا أتفهّم المعاناة الكبيرة الّتي تعانيها في علاقتك مع أمّك، وهذا ـ كما قلْتِ ـ امتحان من الله تعالى ليختبر مدى صبرك وتحمّلك، ويجب أن تعلمي أنّ العلاقة مع الأبوين هي ليست صلة رحم فقط، بل هي برّ بهما، وبرّ الوالدين واجب، والزّيارة الّتي تقومين بها لوالدتك كافية في تحقيق هذا البرّ، وما عليك إلا الصّبر على تصرّفاتها، وعلى زوجك أن لا يلتفت إلى أفعالها وأقوالها، وأن يعلم أنّ تصرّفات أمّك لا تصبّ في مصلحتك، وأن يحميك منها. وكذلك الأمر حيال الأب، فحتّى لو تخلّى عن مسؤوليّاته تجاهكم في مرحلة من المراحل ـ ولا نعلم بالضّبط الأسباب الحقيقيّة الّتي دعته للقيام بهذا الأمر ـ إلا أنّ هذا أيضاً لا يلغي حقّه عليك، وهو البرّ به.

وعلى كلّ حال، فإنّ صلة الرّحم أو برّ الوالدين، لا يشترط فيها الزّيارة الدّوريّة، وإن كانت هي أفضل مراتبها، بل يكفي فيهما السّؤال عن الأحوال أو التّواصل هاتفيّاً، أو غير ذلك من الوسائل المتاحة اليوم.

صاحبة الاستشارة: سلام.

نوعها: اجتماعيّة.

المجيب عنها: الشيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي لسماحة المرجع السيّد فضل الله.

تاريخ الاستشارة: 1-7-2013م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية