تحسّس مواقع النعم وعصم النفوس من الذنوب...

تحسّس مواقع النعم وعصم النفوس من الذنوب...

من موجبات الإيمان لنيل رضا الله:
تحسّس مواقع النعم وعصم النفوس من الذنوب...


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:

النعم عطاء إلهي:

ما هو حق الله تعالى علينا؟ إن الله سبحانه هو الذي أعطانا كل هذه الحياة ولم نكن شيئاً مذكوراً، فهو الذي خلقنا من العدم، فوجودنا نعمة منه، وهو الذي رعى حياتنا ووجودنا، فسهّل لنا كل الوسائل التي ينمو فيها هذا الوجود، وتكبر فيها هذه الحياة، وتمتد في كل مواقع الزمن، وتتحرك في كل مجالات المسؤولية. وهو تعالى الذي يحيطنا بنعمه صباحاً ومساء، فنحن عندما يصبح الصباح ويمسي المساء، نتقلّب في تدبيره، ونتحرك في أمره، ليس لنا من الأمر إلاّ ما قضاه، ولا من الخير إلا ما أعطاه. وهو تعالى الذي أعطانا النعم كلها، في كل مواقع حياتنا: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} (النحل/53)، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا} (النحل/18).

لو أن الإنسان فكّر تفكيراً شعبياً: ولنفرض أنّ إنساناً مثلك أعطاك عشرة بالمئة ممّا أعطاك الله، فكيف يكون شعورك تجاهه؟ ألا تفكر أنّك مهما فعلت، لن تستطيع أن تردّ له الجميل؟! أليس هذا ما نشعر به ونتحسّسه؟ نحن ندين بالجميل لبعض الناس الذين يقدمون لنا بعض الخدمات والعلاجات، فإذا ألمّ بالإنسان مرض صعب، وأنقذه بعض الأطباء بعلمه وخبرته وعلاجه، فإنه يظل يشكره ويتكلم عنه بالجميل، لكن لماذا يقف الإنسان موقف الناكر للجميل أمام كل هذه النعم التي أعطاه الله إياها، سواء ما هو في داخل الجسد، أو الهواء الذي يتنفّسه، والماء الذي يشربه، والغذاء الذي يتغذى منه، حتى إنّ البعض يحمّل الله جميلاً إذا صلّى أو صام أو ذهب إلى الحجّ، مع أنّ كل هذه الفرائض تعود بالنفع عليه، فالله "لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضرّه معصية من عصاه"، فهو الغني عن كل عباده: {أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ} (فاطر/15).

اجتناب الذنوب الصغيرة:

فليفكّر كل واحد منّا: هذا المال الذي تحصّله من أين؟ بالعقل الذي أعطاك الله إياه، وبالوسائل التي هيّأها الله لك، وهكذا في كل الأشياء في الحياة، ولكن كما قال الله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم/34)، والإمام زين العابدين (ع) يحدثنا عن علاقة الله بنا وعلاقتنا به: «تتحبب إلينا بالنعم ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد ـ الله ينهانا عن شرب الخمر وأكل الميتة والفواحش ونحن نصرُّ عليها ـ ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك عنّا بعمل قبيح، فلا يمنعك ذلك من أن تحوطنا بنعمك، وتتفضّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أعظمك وأحلمك وأكرمك مبدئاً ومعيداً». إنّ هذا الربّ يُحَبّ لأنه مصدر كل النعم، ومع ذلك، نحسب حساب الناس ولا نحسب حساب الله!

هناك شيء نبّه عليه النبي(ص) والأئمة من أهل البيت(ع)، وهو أن بعض الناس يقوم ببعض الذنوب الصغيرة، فينظر إلى ما حرّم الله، ويسمع ما حرّم الله، ويأكل بعض ما حرّم الله، ويقنع نفسه بأن هذه الذنوب صغيرة، ويحتقرها ولا يعرف عظمتها. النبي(ص) أراد أن يعطي فكرة لبعض أصحابه عن محقّرات الذنوب، فيقال إنّه مرّ(ص) وكان مع أصحابه بأرض قرعاء، لا نبات فيها، فطلب(ص) من أصحابه أن يأتي كل واحد منهم بما يقدر عليه من الحطب، فانتشروا في الأرض، صحيح أن الصحراء لا نبات فيها، ولكن الهواء يحمل بعضها، فجاؤوا بالحطب حتى رموه بين يديه بعضه على بعض، فإذا هم أمام كومة كبيرة، ولم يعرفوا ما يقصد النبي (ص) من هذا، فقال رسول الله (ص): «هكذا تجتمع الذنوب»، ثم قال (ص): «إياكم والمحقّرات من الذنوب، فإن لكل شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ»، في إشارة إلى الآية الكريمة: {إنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (يس/12).

ويقول الإمام الصادق(ع): «اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنها لا تُغفر»، قيل له: وما المحقّرات؟ قال (ع): «الرجل يُذنب الذنب فيقول: طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك». وعن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (ع) يقول: «لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً».

الاستغفار بعد الذنوب:

وعلى ضوء هذا، لا بد للإنسان إذا أذنب أيّ ذنب، أن يعقّبه بالاستغفار، وقد ورد: «لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار»، وعلى الإٍنسان عندما يرتكب المعصية ويأتي بالذنب، أن يرفع رأسه إلى ربه، وأن يرى نعم الله عليه، وأنّ عليه أن يشكره على نعمه، لا شكر اللسان ولكن شكر العمل، وقد قال بعض العلماء: "لا تنظر إلى حجم معصيتك، ولكن انظر إلى من عصيت".

إن الإيمان يفرض علينا أن نراقب الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة، وأن نتحسس مواقع نعمه علينا، وأن نعصم أنفسنا من كل ذنب، صغيره وكبيره، وأن يكون كل طموحنا وهدفنا في الحياة أن يرضى الله علينا ولا شيء إلا رضاه، لأننا سوف نقف أمام الله غداً، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(الشعراء/88-89).

الخطبة الثانية

بسم الله الرَّحمن الرحيم

عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا المرحلة الصعبة التي يمر فيها الإسلام والمسلمون بكل مسؤولية، لأن الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وعملائها، لا يزالون يخطِّطون من أجل إسقاط هذه الأمة ومصادرة ثرواتها، وإيجاد حال من الارتباك في أمنها، وعلينا أن لا نقف أمام ذلك موقف اللامبالاة، بل أن نستعد لمواجهة كل ذلك بصنع القوة، لأن الله أراد لنا أن نكون الأقوياء، والأخذ بأسباب العزة، وأن نكون كالجسد الواحد، وأن نراقب كل ما يحدث في مواقع الإسلام والمسلمين، سواء في المناطق القريبة أو البعيدة. فماذا هناك؟

صمت على المجازر الإسرائيلية في فلسطين:

في المشهد الفلسطيني ـ الإسرائيلي، تستمر قوات الاحتلال الصهيوني في انتهاكاتها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وشنّها الغارات على المنازل والمخيمات، وقيامها بحملات اعتقال طاولت أعضاء في الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي ورؤساء البلديات والمجالس المحلية الفلسطينية، في تحدٍّ سافر لما يسمى قرارات الشرعية الدولية ومبادىء حقوق الإنسان، من دون أن يتحرك المجتمع الدولي أمام المجازر اليومية التي تمارسها القوات الإسرائيلية بطائراتها الحربية ومدافعها الصاروخية ضد المدنيين، لأن هذا المجتمع لا يتحمل أية مسؤولية إنسانية أو قانونية تجاه هذا الشعب، بل إنه يقف مع المجرم ضد الضحية، معتبراً أن المجرم يقتل دفاعاً عن النفس، وأن الضحية تواجه الموقف الدفاعي بطريقة إرهابية...

ومن اللافت أنَّ حكومات الدول العربية والإسلامية لا تحرّك ساكناً، ولا تمارس ضغطاً، بل يكتفي بعضها بالكلمات الرافضة لهذا الواقع من دون أن يؤدي ذلك إلى أي نتيجة، لأن إسرائيل تتمتع بدعم أمريكا المطلق لأمنها، ولأن قصة الشعب الفلسطيني لدى أمريكا هي قصة الإرهاب الذي لا بد من عزله ومحاربته، في عملية احتقار لحلفائها الذين لا يملكون لأمتهم ولأنفسهم ضراً ولا نفعاً بعدما سقطوا تحت تأثير الضعف القاتل.

اللقاءات والمؤتمرات لا تحل مشكلة العراق:

وفي العراق، تمَّ اللقاء بين السفيرين الأمريكي والإيراني للبحث في وضع الأمن في هذا البلد، وقد صرّح الطرفان بأن اللقاء كان إيجابياً، ولكننا نتساءل: هل يمكن لهذه المفاوضات أن تجد حلاًّ لمشكلة الأمن للشعب العراقي في نطاق الفوضى الأمنية التي انطلقت من خلال الاحتلال الذي دعم مواقع المجموعات التكفيرية الحاقدة ـ من الداخل والخارج ـ التي تتابع قتل المدنيين وتفجيرهم في مساجدهم وأسواقهم وشوارعهم، وكل مواقع الحركة للطلاب والعمال والموظفين، بحيث أصبحت مهمة الإعلام متابعة إحصاءات الضحايا والجرحى وفي أكثر من منطقة في العراق؟! والسؤال: من هي الجهة التي تملك ضبط كل هذا الواقع المأساوي الوحشي الذي لا يتصل بأيّ شعور إنساني؟

إن الجميع في العالم يعرف أن الاحتلال هو الذي صنع مثل هذا المناخ العاصف، حتى تحوّل العراق إلى قاعدة للعنف الوحشي الذي يستحل فيه بعض المسلمين دماء المسلمين الآخرين، ويدفع ببعض دول الجوار، التي لا تزال تخطط للفتنة المذهبية، لإرسال بعض هؤلاء الحاقدين ليقوموا بقتل العراقيين بحسب الخطة المرسومة. أما مقاومة الاحتلال، فإننا لا نجد الكثيرين من هؤلاء يخطط لذلك، ما يجعل من أعداد الضحايا من المدنيين يفوق بالعشرات والمئات أعداد القتلى من قوات الاحتلال...

إننا نلاحظ أن اللقاءات والمؤتمرات لم تستطع أن تمنح العراقيين أي حل لمشكلتهم، لأن الجميع يبحثون مشاكلهم في الواقع العراقي، ويدرسون الحلول السياسية والأمنية لها، من دون أن يلتفتوا إلى مشاكل الشعب العراقي، وهذا هو ما تفكر فيه أمريكا التي تحول احتلالها إلى مأزق كبير لأوضاعها الداخلية والخارجية، ولذلك فهي تطلب من هذه الدولة أو تلك أن تبحث معها الحل لمشاكلها الأمنية في العراق.

إن المشكلة هي أن العالم يقف موقف المتفرّج على مأساة هذا الشعب، ويحاول أن يصدّر له مشاكله، ويمارس بحقّه أكثر من لعبة سياسية، حذراً من بعض الأخطار التي يمكن أن تمتد إليه من خلال هذا الوطن الجريح.

المطلوب رفض الاحتلال:

إن المطلوب من العالم، إذا كان معنياً بقضايا الحرية وحقوق الإنسان ومنع الجريمة، أن يرفض الاحتلال في جميع مظاهره وألوانه، وأن يضغط على الولايات المتحدة الأمريكية التي تصنع المأساة الإنسانية لأكثر من بلد في المنطقة، للامتناع عن مصادرة أوضاع الشعوب المستضعفة، وسرقة ثرواتها، وإرباك أمنها، وإخضاع سياستها، قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

لقد مرّ عهدٌ طويلٌ على تشريع إلغاء الاستعمار من قبل الأمم المتحدة، وكانت أمريكا تتحدث عن الحرية في الثلاثينات والأربعينات، ولكنها ما لبثت أن انطلقت لتعيد عهد الاستعمار بطريقة أكثر وحشيةً وشراسةً بشكل مباشر وغير مباشر، ما يجعل كل شعب تختلف مواقفه ومصالحه عن مواقف الإدارة الأمريكية ومصالحها الاستراتيجية، عرضة للاحتلال الذي قد يأخذ الشرعية من مجلس الأمن، الذي تحوّل إلى ما يشبه مجلس الأمن القومي الأمريكي.

نخشى من تحول لبنان إلى ساحة للفوضى الأمريكية:

أما لبنان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ـ ومعها حلفاؤها في الاتحاد الأوروبي ـ لا تزال تتحرك من أجل أن يبقى ساحة للصراعات الإقليمية، وللتدخلات الدولية، وأن يتحول ـ من جديد ـ إلى موقع للاهتزاز السياسي والأمني، ولاسيما من خلال هذا الحماس اللافت لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة التي لن تحقق له القوة في مواجهة عدوان إسرائيل، التي لا تزال تجد في امتناع مجلس الأمن عن تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان فرصةً لعدوان جديد... إننا كنا ولا نزال ندعو إلى تقوية الجيش اللبناني بالأسلحة التي تحوّله إلى جيش قوي قادر على الدفاع عن أرضه ودولته وإنسانه أمام أي عدوان، ولكن أمريكا لا توافق على ذلك، وهذا ما لاحظناه في أثناء العدوان الإسرائيلي، عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف مواقع الجيش اللبناني وثكناته، فإن الإدارة الأمريكية لم تحرك ساكناً حتى على مستوى الاحتجاج الكلامي.

إن الوضع الأمني في لبنان، ولا سيما في الشمال، يتحرك نحو احتمالات خطيرة قد تتمثل بالأوضاع التي تشبه ما يحدث في العراق وغيرها، في نقل الصراع بين أمريكا وخصومها في الحرب على ما يسمى الإرهاب إلى لبنان، ما يجعل من هذا الوطن الصغير المميز بتنوّعاته، ساحة للفوضى الأمريكية على المستوى الأمني، بعد أن كان ولا يزال ساحة للفوضى السياسية، وهذا ما ينبغي للبنانيين الالتفات إليه، لئلا يقعوا في الأخطار الكبرى في صراعات الخارج في داخل بلدهم، ما يفرض عليهم أن يدرسوا العناصر الواقعية للحلّ الأمثل للمشكلة للخروج من المأزق الخانق الذي يتخبطون فيه، وأن ينفتحوا على الوحدة الوطنية التي تلتقي على القضايا الحيوية المصيرية مما يتفق فيه الجميع، ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي تحيط بالمنطقة كلها، وتصدّر المشاكل المعقدة لأكثر من بلد فيها...

لبنان يعاني سكراتِ الموت:

إن المشكلة في الواقع السياسي الداخلي، هي أن الجميع يطرحون الحلول على المستوى النظري من دون أن يحدّدوا الآلية لتنفيذ ذلك، وأن كل فريق يحاول أن يرفض ما يطرحه الفريق الآخر من موقع العقدة المنفتحة على فقدان الثقة بالخلفيات، الأمر الذي أدى إلى تجميد كل الحلول، وإبقاء الوطن في حال اهتزاز أمني يهدد الناس بالاحتمالات المخيفة، ويحوّل الأجواء إلى إثارة الشائعات التي تجعل الأوضاع في قبضة المجهول...

إننا نخاطب اللبنانيين جميعاً: إن الأزمة التي يتخبط فيها البلد من خلال التعقيدات الداخلية والخارجية، لن تنقذ وطناً، ولن تحقق حلاًّ، ولن تؤدي إلى استقرار سياسي واقتصادي، ولن تنفع كل القيادات التي تتحرك بطريقة استهلاكية في عملية استغراق في الذات وفي الطائفة وخضوع للوصايات المتنوعة. والسؤال: هل تريدون وطناً يحضن الأجيال القادمة ويصنع المستقبل القويّ المبدع لأبنائه؟ إن ما تصنعونه لن يعيد إليكم الوطن، ولن يحقق المستقبل الزاهر، ولن يصنع الدولة القوية القادرة العادلة، بل إن البلد سوف يتحول إلى زنازين شخصية وحزبية وطائفية لا ينفذ إليها النور ولا الهواء النقي.

إن البلد يعاني سكرات الموت، والذين يضعون أنفسهم في موقع الأطباء لا يملكون أية وصفة واقعية للإنقاذ، فلا حوار للتفاهم، ولا حكومة للإنقاذ، ولا مبالاة بالشعب المحروم ومشاكله، ولاسيما أننا بدأنا نشغله بالعصبيات والحساسيات والمذهبيات والطائفيات، فهي غذاؤه اليومي، وهي طعامه وشرابه الذي يسكت صرخات الجوع والظمأ من دون حلّ.

من موجبات الإيمان لنيل رضا الله:
تحسّس مواقع النعم وعصم النفوس من الذنوب...


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:

النعم عطاء إلهي:

ما هو حق الله تعالى علينا؟ إن الله سبحانه هو الذي أعطانا كل هذه الحياة ولم نكن شيئاً مذكوراً، فهو الذي خلقنا من العدم، فوجودنا نعمة منه، وهو الذي رعى حياتنا ووجودنا، فسهّل لنا كل الوسائل التي ينمو فيها هذا الوجود، وتكبر فيها هذه الحياة، وتمتد في كل مواقع الزمن، وتتحرك في كل مجالات المسؤولية. وهو تعالى الذي يحيطنا بنعمه صباحاً ومساء، فنحن عندما يصبح الصباح ويمسي المساء، نتقلّب في تدبيره، ونتحرك في أمره، ليس لنا من الأمر إلاّ ما قضاه، ولا من الخير إلا ما أعطاه. وهو تعالى الذي أعطانا النعم كلها، في كل مواقع حياتنا: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} (النحل/53)، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا} (النحل/18).

لو أن الإنسان فكّر تفكيراً شعبياً: ولنفرض أنّ إنساناً مثلك أعطاك عشرة بالمئة ممّا أعطاك الله، فكيف يكون شعورك تجاهه؟ ألا تفكر أنّك مهما فعلت، لن تستطيع أن تردّ له الجميل؟! أليس هذا ما نشعر به ونتحسّسه؟ نحن ندين بالجميل لبعض الناس الذين يقدمون لنا بعض الخدمات والعلاجات، فإذا ألمّ بالإنسان مرض صعب، وأنقذه بعض الأطباء بعلمه وخبرته وعلاجه، فإنه يظل يشكره ويتكلم عنه بالجميل، لكن لماذا يقف الإنسان موقف الناكر للجميل أمام كل هذه النعم التي أعطاه الله إياها، سواء ما هو في داخل الجسد، أو الهواء الذي يتنفّسه، والماء الذي يشربه، والغذاء الذي يتغذى منه، حتى إنّ البعض يحمّل الله جميلاً إذا صلّى أو صام أو ذهب إلى الحجّ، مع أنّ كل هذه الفرائض تعود بالنفع عليه، فالله "لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضرّه معصية من عصاه"، فهو الغني عن كل عباده: {أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ} (فاطر/15).

اجتناب الذنوب الصغيرة:

فليفكّر كل واحد منّا: هذا المال الذي تحصّله من أين؟ بالعقل الذي أعطاك الله إياه، وبالوسائل التي هيّأها الله لك، وهكذا في كل الأشياء في الحياة، ولكن كما قال الله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم/34)، والإمام زين العابدين (ع) يحدثنا عن علاقة الله بنا وعلاقتنا به: «تتحبب إلينا بالنعم ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد ـ الله ينهانا عن شرب الخمر وأكل الميتة والفواحش ونحن نصرُّ عليها ـ ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك عنّا بعمل قبيح، فلا يمنعك ذلك من أن تحوطنا بنعمك، وتتفضّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أعظمك وأحلمك وأكرمك مبدئاً ومعيداً». إنّ هذا الربّ يُحَبّ لأنه مصدر كل النعم، ومع ذلك، نحسب حساب الناس ولا نحسب حساب الله!

هناك شيء نبّه عليه النبي(ص) والأئمة من أهل البيت(ع)، وهو أن بعض الناس يقوم ببعض الذنوب الصغيرة، فينظر إلى ما حرّم الله، ويسمع ما حرّم الله، ويأكل بعض ما حرّم الله، ويقنع نفسه بأن هذه الذنوب صغيرة، ويحتقرها ولا يعرف عظمتها. النبي(ص) أراد أن يعطي فكرة لبعض أصحابه عن محقّرات الذنوب، فيقال إنّه مرّ(ص) وكان مع أصحابه بأرض قرعاء، لا نبات فيها، فطلب(ص) من أصحابه أن يأتي كل واحد منهم بما يقدر عليه من الحطب، فانتشروا في الأرض، صحيح أن الصحراء لا نبات فيها، ولكن الهواء يحمل بعضها، فجاؤوا بالحطب حتى رموه بين يديه بعضه على بعض، فإذا هم أمام كومة كبيرة، ولم يعرفوا ما يقصد النبي (ص) من هذا، فقال رسول الله (ص): «هكذا تجتمع الذنوب»، ثم قال (ص): «إياكم والمحقّرات من الذنوب، فإن لكل شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ»، في إشارة إلى الآية الكريمة: {إنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (يس/12).

ويقول الإمام الصادق(ع): «اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنها لا تُغفر»، قيل له: وما المحقّرات؟ قال (ع): «الرجل يُذنب الذنب فيقول: طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك». وعن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (ع) يقول: «لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً».

الاستغفار بعد الذنوب:

وعلى ضوء هذا، لا بد للإنسان إذا أذنب أيّ ذنب، أن يعقّبه بالاستغفار، وقد ورد: «لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار»، وعلى الإٍنسان عندما يرتكب المعصية ويأتي بالذنب، أن يرفع رأسه إلى ربه، وأن يرى نعم الله عليه، وأنّ عليه أن يشكره على نعمه، لا شكر اللسان ولكن شكر العمل، وقد قال بعض العلماء: "لا تنظر إلى حجم معصيتك، ولكن انظر إلى من عصيت".

إن الإيمان يفرض علينا أن نراقب الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة، وأن نتحسس مواقع نعمه علينا، وأن نعصم أنفسنا من كل ذنب، صغيره وكبيره، وأن يكون كل طموحنا وهدفنا في الحياة أن يرضى الله علينا ولا شيء إلا رضاه، لأننا سوف نقف أمام الله غداً، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(الشعراء/88-89).

الخطبة الثانية

بسم الله الرَّحمن الرحيم

عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا المرحلة الصعبة التي يمر فيها الإسلام والمسلمون بكل مسؤولية، لأن الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وعملائها، لا يزالون يخطِّطون من أجل إسقاط هذه الأمة ومصادرة ثرواتها، وإيجاد حال من الارتباك في أمنها، وعلينا أن لا نقف أمام ذلك موقف اللامبالاة، بل أن نستعد لمواجهة كل ذلك بصنع القوة، لأن الله أراد لنا أن نكون الأقوياء، والأخذ بأسباب العزة، وأن نكون كالجسد الواحد، وأن نراقب كل ما يحدث في مواقع الإسلام والمسلمين، سواء في المناطق القريبة أو البعيدة. فماذا هناك؟

صمت على المجازر الإسرائيلية في فلسطين:

في المشهد الفلسطيني ـ الإسرائيلي، تستمر قوات الاحتلال الصهيوني في انتهاكاتها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وشنّها الغارات على المنازل والمخيمات، وقيامها بحملات اعتقال طاولت أعضاء في الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي ورؤساء البلديات والمجالس المحلية الفلسطينية، في تحدٍّ سافر لما يسمى قرارات الشرعية الدولية ومبادىء حقوق الإنسان، من دون أن يتحرك المجتمع الدولي أمام المجازر اليومية التي تمارسها القوات الإسرائيلية بطائراتها الحربية ومدافعها الصاروخية ضد المدنيين، لأن هذا المجتمع لا يتحمل أية مسؤولية إنسانية أو قانونية تجاه هذا الشعب، بل إنه يقف مع المجرم ضد الضحية، معتبراً أن المجرم يقتل دفاعاً عن النفس، وأن الضحية تواجه الموقف الدفاعي بطريقة إرهابية...

ومن اللافت أنَّ حكومات الدول العربية والإسلامية لا تحرّك ساكناً، ولا تمارس ضغطاً، بل يكتفي بعضها بالكلمات الرافضة لهذا الواقع من دون أن يؤدي ذلك إلى أي نتيجة، لأن إسرائيل تتمتع بدعم أمريكا المطلق لأمنها، ولأن قصة الشعب الفلسطيني لدى أمريكا هي قصة الإرهاب الذي لا بد من عزله ومحاربته، في عملية احتقار لحلفائها الذين لا يملكون لأمتهم ولأنفسهم ضراً ولا نفعاً بعدما سقطوا تحت تأثير الضعف القاتل.

اللقاءات والمؤتمرات لا تحل مشكلة العراق:

وفي العراق، تمَّ اللقاء بين السفيرين الأمريكي والإيراني للبحث في وضع الأمن في هذا البلد، وقد صرّح الطرفان بأن اللقاء كان إيجابياً، ولكننا نتساءل: هل يمكن لهذه المفاوضات أن تجد حلاًّ لمشكلة الأمن للشعب العراقي في نطاق الفوضى الأمنية التي انطلقت من خلال الاحتلال الذي دعم مواقع المجموعات التكفيرية الحاقدة ـ من الداخل والخارج ـ التي تتابع قتل المدنيين وتفجيرهم في مساجدهم وأسواقهم وشوارعهم، وكل مواقع الحركة للطلاب والعمال والموظفين، بحيث أصبحت مهمة الإعلام متابعة إحصاءات الضحايا والجرحى وفي أكثر من منطقة في العراق؟! والسؤال: من هي الجهة التي تملك ضبط كل هذا الواقع المأساوي الوحشي الذي لا يتصل بأيّ شعور إنساني؟

إن الجميع في العالم يعرف أن الاحتلال هو الذي صنع مثل هذا المناخ العاصف، حتى تحوّل العراق إلى قاعدة للعنف الوحشي الذي يستحل فيه بعض المسلمين دماء المسلمين الآخرين، ويدفع ببعض دول الجوار، التي لا تزال تخطط للفتنة المذهبية، لإرسال بعض هؤلاء الحاقدين ليقوموا بقتل العراقيين بحسب الخطة المرسومة. أما مقاومة الاحتلال، فإننا لا نجد الكثيرين من هؤلاء يخطط لذلك، ما يجعل من أعداد الضحايا من المدنيين يفوق بالعشرات والمئات أعداد القتلى من قوات الاحتلال...

إننا نلاحظ أن اللقاءات والمؤتمرات لم تستطع أن تمنح العراقيين أي حل لمشكلتهم، لأن الجميع يبحثون مشاكلهم في الواقع العراقي، ويدرسون الحلول السياسية والأمنية لها، من دون أن يلتفتوا إلى مشاكل الشعب العراقي، وهذا هو ما تفكر فيه أمريكا التي تحول احتلالها إلى مأزق كبير لأوضاعها الداخلية والخارجية، ولذلك فهي تطلب من هذه الدولة أو تلك أن تبحث معها الحل لمشاكلها الأمنية في العراق.

إن المشكلة هي أن العالم يقف موقف المتفرّج على مأساة هذا الشعب، ويحاول أن يصدّر له مشاكله، ويمارس بحقّه أكثر من لعبة سياسية، حذراً من بعض الأخطار التي يمكن أن تمتد إليه من خلال هذا الوطن الجريح.

المطلوب رفض الاحتلال:

إن المطلوب من العالم، إذا كان معنياً بقضايا الحرية وحقوق الإنسان ومنع الجريمة، أن يرفض الاحتلال في جميع مظاهره وألوانه، وأن يضغط على الولايات المتحدة الأمريكية التي تصنع المأساة الإنسانية لأكثر من بلد في المنطقة، للامتناع عن مصادرة أوضاع الشعوب المستضعفة، وسرقة ثرواتها، وإرباك أمنها، وإخضاع سياستها، قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

لقد مرّ عهدٌ طويلٌ على تشريع إلغاء الاستعمار من قبل الأمم المتحدة، وكانت أمريكا تتحدث عن الحرية في الثلاثينات والأربعينات، ولكنها ما لبثت أن انطلقت لتعيد عهد الاستعمار بطريقة أكثر وحشيةً وشراسةً بشكل مباشر وغير مباشر، ما يجعل كل شعب تختلف مواقفه ومصالحه عن مواقف الإدارة الأمريكية ومصالحها الاستراتيجية، عرضة للاحتلال الذي قد يأخذ الشرعية من مجلس الأمن، الذي تحوّل إلى ما يشبه مجلس الأمن القومي الأمريكي.

نخشى من تحول لبنان إلى ساحة للفوضى الأمريكية:

أما لبنان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ـ ومعها حلفاؤها في الاتحاد الأوروبي ـ لا تزال تتحرك من أجل أن يبقى ساحة للصراعات الإقليمية، وللتدخلات الدولية، وأن يتحول ـ من جديد ـ إلى موقع للاهتزاز السياسي والأمني، ولاسيما من خلال هذا الحماس اللافت لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة التي لن تحقق له القوة في مواجهة عدوان إسرائيل، التي لا تزال تجد في امتناع مجلس الأمن عن تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان فرصةً لعدوان جديد... إننا كنا ولا نزال ندعو إلى تقوية الجيش اللبناني بالأسلحة التي تحوّله إلى جيش قوي قادر على الدفاع عن أرضه ودولته وإنسانه أمام أي عدوان، ولكن أمريكا لا توافق على ذلك، وهذا ما لاحظناه في أثناء العدوان الإسرائيلي، عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف مواقع الجيش اللبناني وثكناته، فإن الإدارة الأمريكية لم تحرك ساكناً حتى على مستوى الاحتجاج الكلامي.

إن الوضع الأمني في لبنان، ولا سيما في الشمال، يتحرك نحو احتمالات خطيرة قد تتمثل بالأوضاع التي تشبه ما يحدث في العراق وغيرها، في نقل الصراع بين أمريكا وخصومها في الحرب على ما يسمى الإرهاب إلى لبنان، ما يجعل من هذا الوطن الصغير المميز بتنوّعاته، ساحة للفوضى الأمريكية على المستوى الأمني، بعد أن كان ولا يزال ساحة للفوضى السياسية، وهذا ما ينبغي للبنانيين الالتفات إليه، لئلا يقعوا في الأخطار الكبرى في صراعات الخارج في داخل بلدهم، ما يفرض عليهم أن يدرسوا العناصر الواقعية للحلّ الأمثل للمشكلة للخروج من المأزق الخانق الذي يتخبطون فيه، وأن ينفتحوا على الوحدة الوطنية التي تلتقي على القضايا الحيوية المصيرية مما يتفق فيه الجميع، ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي تحيط بالمنطقة كلها، وتصدّر المشاكل المعقدة لأكثر من بلد فيها...

لبنان يعاني سكراتِ الموت:

إن المشكلة في الواقع السياسي الداخلي، هي أن الجميع يطرحون الحلول على المستوى النظري من دون أن يحدّدوا الآلية لتنفيذ ذلك، وأن كل فريق يحاول أن يرفض ما يطرحه الفريق الآخر من موقع العقدة المنفتحة على فقدان الثقة بالخلفيات، الأمر الذي أدى إلى تجميد كل الحلول، وإبقاء الوطن في حال اهتزاز أمني يهدد الناس بالاحتمالات المخيفة، ويحوّل الأجواء إلى إثارة الشائعات التي تجعل الأوضاع في قبضة المجهول...

إننا نخاطب اللبنانيين جميعاً: إن الأزمة التي يتخبط فيها البلد من خلال التعقيدات الداخلية والخارجية، لن تنقذ وطناً، ولن تحقق حلاًّ، ولن تؤدي إلى استقرار سياسي واقتصادي، ولن تنفع كل القيادات التي تتحرك بطريقة استهلاكية في عملية استغراق في الذات وفي الطائفة وخضوع للوصايات المتنوعة. والسؤال: هل تريدون وطناً يحضن الأجيال القادمة ويصنع المستقبل القويّ المبدع لأبنائه؟ إن ما تصنعونه لن يعيد إليكم الوطن، ولن يحقق المستقبل الزاهر، ولن يصنع الدولة القوية القادرة العادلة، بل إن البلد سوف يتحول إلى زنازين شخصية وحزبية وطائفية لا ينفذ إليها النور ولا الهواء النقي.

إن البلد يعاني سكرات الموت، والذين يضعون أنفسهم في موقع الأطباء لا يملكون أية وصفة واقعية للإنقاذ، فلا حوار للتفاهم، ولا حكومة للإنقاذ، ولا مبالاة بالشعب المحروم ومشاكله، ولاسيما أننا بدأنا نشغله بالعصبيات والحساسيات والمذهبيات والطائفيات، فهي غذاؤه اليومي، وهي طعامه وشرابه الذي يسكت صرخات الجوع والظمأ من دون حلّ.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية