عاش الإمام زين العابدين (ع) مع جدِّه عليّ (ع) سنتين، وعاش مع عمِّه الحسن (ع) بعد ذلك عشر سنوات، وعاش مع أبيه الحسين (ع)، وانفتح عليه، وناجاه وأوصاه وتعهَّده، وكان يعدُّه للإمامة العظمى من بعده، وكان يقول له في آخر لحظات حياته: "يا بنيَّ، اصْبِرْ عَلَى الحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً"، سيواجهك الكثير من الباطل، وهو حلو المطعم في البداية، ولكنَّه مرٌّ في النِّهاية... وستواجه الحقّ، والحقّ قد يكون مرّاً وكريهاً مطعمه، ولكنَّه حلوٌ في كلِّ نتائجه، والعاقل هو الَّذي يأكل المرَّ حتَّى يستطيع أن يجد الحلاوة في نهاية المطاف. "يا بنيّ، إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا اللَّهَ".
هذه وصيَّة الإمام الحسين (ع)، كما ينقلها الإمام الباقر (ع) عندما أوصى ولده، وقال إنَّ عليَّ بن الحسين أوصاه بذلك، وقال إنَّ أباه أوصاه بذلك.
شيئان في آخر لحظات الحسين (ع) كان يحدِّث بهما ولده المعدَّ لخلافته من بعده؛ الأمر الأوَّل: "اصْبِرْ عَلَى الحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً"، وهذا يقتضي منَّا أن لا نرفض الحقَّ لأنّنا لا نستلذّ طعمه، وأنَّ علينا أن لا نعتبر بداية المذاق هي كلّ شيء، بل أن نفكِّر في النّهايات.. قد تشرب الدَّواء المرّ الَّذي يزعجك طعمه، ولكنَّه يشفي لك أكثر من مرض، ويعطيك العافية والرَّاحة، وقد تأكل الطَّعام الحلو، ولكنَّه قد يكون على طريقة السّمّ في الدَّسم. لذلك انظر إلى نهايات الأمور.. اصبر على الحقِّ في العقيدة حتَّى لو خالفك النَّاس في عقيدتك، اصبر على الحقّ في الشَّريعة حتَّى لو خالفك النَّاس في شريعتك، اصبر على الحقّ في الموقف حتَّى لو رجمك النَّاس بالحجارة، لأنَّ اللهَ هو الحقّ: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ}[لقمان: 30]، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}[يونس: 32].
والمسألة الثَّانية هي العدل وعدم الظّلم. إنَّ الحسين (ع) كان رجلَ العدل، لأنَّ عليّاً (ع) كان رجلَ العدل، ولأنَّ محمَّداً (ص) كان رجلَ العدل، ولأنَّ القرآنَ كان كتابَ العدل، ولأنَّ الله يأمرُ بالعدل، إيَّاك والضَّعيف في بيتك لا يجد عليك ناصراً إلَّا الله، والضَّعيف في جوارك لا يجد عليك ناصراً إلَّا الله، والضَّعيف في عملك وفي ساحتك وفي كلِّ المواقع: "إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا اللَّهَ".
هذه وصيَّة الحسين (ع) لعليِّ بن الحسين، ووصيَّة عليِّ بن الحسين (ع) لولده الإمام الباقر (ع)، وكلامهم واحد، وهذه وصيَّتهم إلينا، لأنَّهم لا يعيشون حالة شخصيَّة مع أولادهم، بل إنَّهم يعطونهم الخطَّ االمستقيم الَّذي لا بدَّ لهم أن يتحركوا فيه: لا تكونوا أهل الباطل، ولا تكونوا أهل الظّلم.
*خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ: 22/05/1998م.
عاش الإمام زين العابدين (ع) مع جدِّه عليّ (ع) سنتين، وعاش مع عمِّه الحسن (ع) بعد ذلك عشر سنوات، وعاش مع أبيه الحسين (ع)، وانفتح عليه، وناجاه وأوصاه وتعهَّده، وكان يعدُّه للإمامة العظمى من بعده، وكان يقول له في آخر لحظات حياته: "يا بنيَّ، اصْبِرْ عَلَى الحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً"، سيواجهك الكثير من الباطل، وهو حلو المطعم في البداية، ولكنَّه مرٌّ في النِّهاية... وستواجه الحقّ، والحقّ قد يكون مرّاً وكريهاً مطعمه، ولكنَّه حلوٌ في كلِّ نتائجه، والعاقل هو الَّذي يأكل المرَّ حتَّى يستطيع أن يجد الحلاوة في نهاية المطاف. "يا بنيّ، إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا اللَّهَ".
هذه وصيَّة الإمام الحسين (ع)، كما ينقلها الإمام الباقر (ع) عندما أوصى ولده، وقال إنَّ عليَّ بن الحسين أوصاه بذلك، وقال إنَّ أباه أوصاه بذلك.
شيئان في آخر لحظات الحسين (ع) كان يحدِّث بهما ولده المعدَّ لخلافته من بعده؛ الأمر الأوَّل: "اصْبِرْ عَلَى الحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً"، وهذا يقتضي منَّا أن لا نرفض الحقَّ لأنّنا لا نستلذّ طعمه، وأنَّ علينا أن لا نعتبر بداية المذاق هي كلّ شيء، بل أن نفكِّر في النّهايات.. قد تشرب الدَّواء المرّ الَّذي يزعجك طعمه، ولكنَّه يشفي لك أكثر من مرض، ويعطيك العافية والرَّاحة، وقد تأكل الطَّعام الحلو، ولكنَّه قد يكون على طريقة السّمّ في الدَّسم. لذلك انظر إلى نهايات الأمور.. اصبر على الحقِّ في العقيدة حتَّى لو خالفك النَّاس في عقيدتك، اصبر على الحقّ في الشَّريعة حتَّى لو خالفك النَّاس في شريعتك، اصبر على الحقّ في الموقف حتَّى لو رجمك النَّاس بالحجارة، لأنَّ اللهَ هو الحقّ: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ}[لقمان: 30]، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}[يونس: 32].
والمسألة الثَّانية هي العدل وعدم الظّلم. إنَّ الحسين (ع) كان رجلَ العدل، لأنَّ عليّاً (ع) كان رجلَ العدل، ولأنَّ محمَّداً (ص) كان رجلَ العدل، ولأنَّ القرآنَ كان كتابَ العدل، ولأنَّ الله يأمرُ بالعدل، إيَّاك والضَّعيف في بيتك لا يجد عليك ناصراً إلَّا الله، والضَّعيف في جوارك لا يجد عليك ناصراً إلَّا الله، والضَّعيف في عملك وفي ساحتك وفي كلِّ المواقع: "إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لَا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلَّا اللَّهَ".
هذه وصيَّة الحسين (ع) لعليِّ بن الحسين، ووصيَّة عليِّ بن الحسين (ع) لولده الإمام الباقر (ع)، وكلامهم واحد، وهذه وصيَّتهم إلينا، لأنَّهم لا يعيشون حالة شخصيَّة مع أولادهم، بل إنَّهم يعطونهم الخطَّ االمستقيم الَّذي لا بدَّ لهم أن يتحركوا فيه: لا تكونوا أهل الباطل، ولا تكونوا أهل الظّلم.
*خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ: 22/05/1998م.