محاضرات
02/08/2024

حديثُ الإمامِ الحسين (ع) معَ اللهِ في دعاءِ يومِ عرفة

حديثُ الإمامِ الحسين (ع) معَ اللهِ في دعاءِ يومِ عرفة

يقول الإمام الحسين (ع) وهو يتحدَّث مع الله في دعاء يوم عرفة: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ - وهذا هو الخطُّ الرّوحيّ الَّذي يتحدَّث عنه أهل البيت (ع) دائماً: "خفِ اللهَ كأنَّكَ تَراه، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ"، فلا يكن الله أهون النَّاظرين إليك، ولا أخفَّ المطَّلعين عليك.
- وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ – وفّقني، يا ربّ، للتَّقوى؛ أن لا تفقدني حيث أمرتني، وأن لا تجدني حيث نهيتني، فإذا أعطيتني التَّقوى، فتلك السَّعادة كلُّ السَّعادة، لأنَّ التَّقوى هي السَّبيل الَّذي يقود خطوات الإنسان إلى الجنَّة {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة: 197]، [الحجّ: 1-2]. فالتَّقوى هي طريقنا إلى الجنَّة. لذلك، السَّعادة، كلُّ السَّعادة، في أن يرزقك الله التَّقوى.
- وَلَا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ - لأنَّ معصيتك، يا ربّ، تجعلني أعيش تحت سطوة غضبك، وغضبك ما لا تقوم له السماوات والأرض، لأنّه يؤدِّي إلى النَّار، وأيّ شقاء أكثر من أن يغضب الله علينا، وأيّ شقاء أعظم من أن ندخل إلى النَّار ليكون الهلاك الأبديّ؟!
- وَخِرْ لِي فِي قَضَائِكَ – إنَّ الدّنيا تتحرَّك بقضائك يا ربّ، إنَّك تقضي في حياة النَّاس، وتقضي في كلِّ حركة الكون، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص: 68]، الخيرة بيدك، ولذلك اجعل لي الخيرة في قضائك.
- وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ - والقدر بيدك، لأنَّك قد جعلت لكلِّ شيء قدراً: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49]، فباركْ لي في القدر، واخترْ لي فيه، وأرضني به.
- حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ - لأنَّني أعرف أنَّ قضاءك لم يجر إلَّا بالخيرة لي، فإذا عجَّلت شيئاً لي، فذلك هو الخير وهو المصلحة، وإذا أخَّرت شيئاً، فذلك هو الخير وهو المصلحة. ولكنَّ الإنسان يستعجل الأمور الَّتي في تأخيرها الخير، وهذا ما يعبِّر عنه دعاء الافتتاح: "فإنْ أَبْطَأَ عنِّي عَتبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ، ولَعَلَّ الَّذي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الأُمُور".
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَايَ فِي نَفْسِي - لا تجعلْني أستعيرُ ثقتي بنفسي من الآخرين، لأضعفَ إذا وقفَ الآخرون ضدِّي وأضعفوني، وأقوى إذا قوّوني. اجعلْ، يا ربّ، غنايَ في نفسي، في كلِّ عناصرِ الغنى الرّوحيّ والثَّقافيّ والعمليّ...
- وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي"اللَّهمَّ ارْزُقْنِي اليَقِينَ وَحُسْنَ الظَّنِ بِكَ، وَأَثْبِتْ رَجائَكَ فِي قَلْبِي، وَاقْطَعْ رَجائِي عَمَّنْ سِواكَ" - وَالْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي - أن لا تعيش الزَّيف والرّياء في عملك - وَالنُّورَ فِي بَصَرِي - أن لا تفقدني، يا ربّ، الضّياء في البصر.
- وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي - أن تكون لك البصيرة في وعي دينك وفي فهمه، لأنَّ دينك هو سرُّ خلاصك، فإذا كنْتَ أعمى في وعي دينك، فسوف تتخبَّط في مصيرك. لذلك، حاول أن تكون الإنسانَ المبصرَ في عقله، والمبصرَ في قلبه، والمبصرَ في إحساسه، والمبصرَ في كلِّ حياته.
- وَمَتِّعْنِي بِجَوَارِحِي – أعضائي - وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرِيَ الْوَارِثَيْنِ مِنِّي – بمعنى أن لا تفقدني سمعي وبصري قبل أن أموت.
- وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي - بأن تعطيني القوَّة لأن أواجه، والإرادة لأن أقف ضدَّ من يظلمني، وأن تعينني على ذلك.
- وَارْزُقْنِي مأرِبِي - ما أحبُّه وما أريده، فإنَّ الرّزق بيدك يا ربّ - وَثَأرِي - ممن اعتدى عليَّ - وَأَقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنِي".
ثمَّ يتابع الإمام الحسين (ع): "اللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِي - يا ربّ، إنَّنا قد نعيش في أنفسنا الكثير من الكرب الَّتي تثقل أنفسنا، وتملأها بالهمّ والغمّ، اللَّهمَّ اكشف هذه الكربَ الَّتي تتحرَّك من خلال بلائك.
- وَاسْتُرْ عَوْرَتِي - وهي عيوب الإنسان، سواء كانت عيوباً جسديَّة أو أخلاقيَّة أو روحيّة، وما إلى ذلك.
- وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي - لأنَّك الرَّبُّ الغفور الرَّحيم.
- وَاخْسَأْ شَيْطَانِي - اجعل هذا الشَّيطان الَّذي يوسوس لي، ويجري منّي مجرى الدَّم في العروق، اجعله خاسئاً، بإرادتي، وبإيماني، وبمواجهتي له بذكرك، وبالانفتاح عليك يا ربّ.
- وَفُكَّ رِهَانِي - عندما تكون رقبتي مرهونةً بخطاياي، فكَّها بمغفرتِكَ يا ربّ - وَاجْعَلْ لِي يَا إِلَهِي الدَّرَجَةَ الْعُلْيَا فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى"...
* من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 08/05/1997م.
يقول الإمام الحسين (ع) وهو يتحدَّث مع الله في دعاء يوم عرفة: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ - وهذا هو الخطُّ الرّوحيّ الَّذي يتحدَّث عنه أهل البيت (ع) دائماً: "خفِ اللهَ كأنَّكَ تَراه، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ"، فلا يكن الله أهون النَّاظرين إليك، ولا أخفَّ المطَّلعين عليك.
- وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ – وفّقني، يا ربّ، للتَّقوى؛ أن لا تفقدني حيث أمرتني، وأن لا تجدني حيث نهيتني، فإذا أعطيتني التَّقوى، فتلك السَّعادة كلُّ السَّعادة، لأنَّ التَّقوى هي السَّبيل الَّذي يقود خطوات الإنسان إلى الجنَّة {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة: 197]، [الحجّ: 1-2]. فالتَّقوى هي طريقنا إلى الجنَّة. لذلك، السَّعادة، كلُّ السَّعادة، في أن يرزقك الله التَّقوى.
- وَلَا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ - لأنَّ معصيتك، يا ربّ، تجعلني أعيش تحت سطوة غضبك، وغضبك ما لا تقوم له السماوات والأرض، لأنّه يؤدِّي إلى النَّار، وأيّ شقاء أكثر من أن يغضب الله علينا، وأيّ شقاء أعظم من أن ندخل إلى النَّار ليكون الهلاك الأبديّ؟!
- وَخِرْ لِي فِي قَضَائِكَ – إنَّ الدّنيا تتحرَّك بقضائك يا ربّ، إنَّك تقضي في حياة النَّاس، وتقضي في كلِّ حركة الكون، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص: 68]، الخيرة بيدك، ولذلك اجعل لي الخيرة في قضائك.
- وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ - والقدر بيدك، لأنَّك قد جعلت لكلِّ شيء قدراً: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49]، فباركْ لي في القدر، واخترْ لي فيه، وأرضني به.
- حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ - لأنَّني أعرف أنَّ قضاءك لم يجر إلَّا بالخيرة لي، فإذا عجَّلت شيئاً لي، فذلك هو الخير وهو المصلحة، وإذا أخَّرت شيئاً، فذلك هو الخير وهو المصلحة. ولكنَّ الإنسان يستعجل الأمور الَّتي في تأخيرها الخير، وهذا ما يعبِّر عنه دعاء الافتتاح: "فإنْ أَبْطَأَ عنِّي عَتبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ، ولَعَلَّ الَّذي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الأُمُور".
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَايَ فِي نَفْسِي - لا تجعلْني أستعيرُ ثقتي بنفسي من الآخرين، لأضعفَ إذا وقفَ الآخرون ضدِّي وأضعفوني، وأقوى إذا قوّوني. اجعلْ، يا ربّ، غنايَ في نفسي، في كلِّ عناصرِ الغنى الرّوحيّ والثَّقافيّ والعمليّ...
- وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي"اللَّهمَّ ارْزُقْنِي اليَقِينَ وَحُسْنَ الظَّنِ بِكَ، وَأَثْبِتْ رَجائَكَ فِي قَلْبِي، وَاقْطَعْ رَجائِي عَمَّنْ سِواكَ" - وَالْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي - أن لا تعيش الزَّيف والرّياء في عملك - وَالنُّورَ فِي بَصَرِي - أن لا تفقدني، يا ربّ، الضّياء في البصر.
- وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي - أن تكون لك البصيرة في وعي دينك وفي فهمه، لأنَّ دينك هو سرُّ خلاصك، فإذا كنْتَ أعمى في وعي دينك، فسوف تتخبَّط في مصيرك. لذلك، حاول أن تكون الإنسانَ المبصرَ في عقله، والمبصرَ في قلبه، والمبصرَ في إحساسه، والمبصرَ في كلِّ حياته.
- وَمَتِّعْنِي بِجَوَارِحِي – أعضائي - وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرِيَ الْوَارِثَيْنِ مِنِّي – بمعنى أن لا تفقدني سمعي وبصري قبل أن أموت.
- وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي - بأن تعطيني القوَّة لأن أواجه، والإرادة لأن أقف ضدَّ من يظلمني، وأن تعينني على ذلك.
- وَارْزُقْنِي مأرِبِي - ما أحبُّه وما أريده، فإنَّ الرّزق بيدك يا ربّ - وَثَأرِي - ممن اعتدى عليَّ - وَأَقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنِي".
ثمَّ يتابع الإمام الحسين (ع): "اللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِي - يا ربّ، إنَّنا قد نعيش في أنفسنا الكثير من الكرب الَّتي تثقل أنفسنا، وتملأها بالهمّ والغمّ، اللَّهمَّ اكشف هذه الكربَ الَّتي تتحرَّك من خلال بلائك.
- وَاسْتُرْ عَوْرَتِي - وهي عيوب الإنسان، سواء كانت عيوباً جسديَّة أو أخلاقيَّة أو روحيّة، وما إلى ذلك.
- وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي - لأنَّك الرَّبُّ الغفور الرَّحيم.
- وَاخْسَأْ شَيْطَانِي - اجعل هذا الشَّيطان الَّذي يوسوس لي، ويجري منّي مجرى الدَّم في العروق، اجعله خاسئاً، بإرادتي، وبإيماني، وبمواجهتي له بذكرك، وبالانفتاح عليك يا ربّ.
- وَفُكَّ رِهَانِي - عندما تكون رقبتي مرهونةً بخطاياي، فكَّها بمغفرتِكَ يا ربّ - وَاجْعَلْ لِي يَا إِلَهِي الدَّرَجَةَ الْعُلْيَا فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى"...
* من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 08/05/1997م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية