يغمرُني الشّوقُ – يا أبتاهُ - إلى بردِ يقينِك

يغمرُني الشّوقُ – يا أبتاهُ - إلى بردِ يقينِك
تُنهي الأرضُ في مدارِها دوراتٍ أربعَ منذُ غارت عيناكَ لتنفتحا على عالم النّور المدوّي..

مرَّ الوقتُ طويلًا، حتّى صدّقنا أنَّ العالَمَ الذي ضجَّ بكَ حتّى أعييتَهُ عن إحصاءِ كلماتِك، وحاولَ اللّحاقَ بك دون جدوى، ولم يزدْهُ المسيرُ إليك إلّا بُعدًا... أنّ هذا العالَم لم يعُدْ قادرًا على احتضانِ فجرِ ينبوعِكَ؛ فآثرَ بعضُهُ الاستراحةَ، وتنكَّر بعضٌ آخرُ لجميلٍ لم يملك إحساسَه..

وهنا، يكون رحيلُ أمثالك فعلًا حضاريًّا، فيهِ كُلُّ معنى الحبِّ الإلهيِّ للبشريَّةِ..

هنا، يكون رحيل المجدّدينَ فرصةً لكي تلتقط المسيرة أنفاسًا أعياها العَدْوُ، وأنت قد سبقتَها أشواطًا وحقولًا..

وأنتَ هناكَ.. خلفَ الأفق عندما ركبتَ بُراقَ النّور، وستطوي الأرضُ أزمنةً وأحقابًا حتّى نصلَ إلى صخرة عروجك..

عمركَ، أيا نفحة الرّوح، لا يقاسُ بسِنِي الجسدِ الّذي أنحَلَتْهُ ليالي الجهاد، وسهرُ القلم على ضوء الشّموعِ، وأتعبه الصّبرُ على الصّدماتِ الآتيةِ من كلّ حدبٍ وصوبٍ، بل بما يجريهِ اللهُ تعالى على ألسُنٍ كانت خرسى وتنطقُ اليومَ بحروفِكَ، وعلى أيدٍ كانت مشلولةً وتتحرَّكُ اليومَ بعزمِك، وعلى ضجيجِ الفكرِ الّذي فارقَ السّكونَ بمنهجٍ بذرْتَ زرعَهُ في كُلِّ رأسٍ...

لقد كانت سنيك السبعونَ والخمسُ في حجمِ أجيالٍ ثلاثةٍ بل أكثر؛ احتضنْتَ آباءً وأبناءهم وأحفادهُم، وأذّنَ صوتُك في آذانٍ لم تخرُج من الأصلابِ والأرحامِ بعدُ..

هكذا يُنتجُ بذارُك بيادرَ على امتداد الأفق، وفي حجم مدار الأرض مرارًا وتكرارًا؛ وهكذا يجتذبُ ينبوعُك سواقي امتزجت بمياهه، ليسير نهرُكَ الدفّاقُ في كُلّ جهاتِ الأرض..

لستُ أهوى مدحًا، فأنتَ من عرَّفْتَنا أذاهُ وبوائقَهُ، ولكنَّهُ بعضٌ من عرفانِ بعضِك، وشيءٌ من حديثٍ النِّعمِ التي أمطرتها علينا يدُ اللهِ التي صاغتْكَ بماءِ الحياةِ..

ويغمرُني الشّوقُ – يا أبتاهُ - إلى بردِ يقينِك، وتسليمِ إيمانِك، وطمأنينةِ فؤادِك، في مدلهمّات الخطوبِ التي دنَتْ وتكادُ تأخذُ من أحجانا كُلَّ عقلٍ، وأمام القيَمِ التي اندثرَتْ حتّى أصبحتْ تراثًا تحكيه قصصٌ نادرةٌ عن الأيّام الغابرة...


تُنهي الأرضُ في مدارِها دوراتٍ أربعَ منذُ غارت عيناكَ لتنفتحا على عالم النّور المدوّي..

مرَّ الوقتُ طويلًا، حتّى صدّقنا أنَّ العالَمَ الذي ضجَّ بكَ حتّى أعييتَهُ عن إحصاءِ كلماتِك، وحاولَ اللّحاقَ بك دون جدوى، ولم يزدْهُ المسيرُ إليك إلّا بُعدًا... أنّ هذا العالَم لم يعُدْ قادرًا على احتضانِ فجرِ ينبوعِكَ؛ فآثرَ بعضُهُ الاستراحةَ، وتنكَّر بعضٌ آخرُ لجميلٍ لم يملك إحساسَه..

وهنا، يكون رحيلُ أمثالك فعلًا حضاريًّا، فيهِ كُلُّ معنى الحبِّ الإلهيِّ للبشريَّةِ..

هنا، يكون رحيل المجدّدينَ فرصةً لكي تلتقط المسيرة أنفاسًا أعياها العَدْوُ، وأنت قد سبقتَها أشواطًا وحقولًا..

وأنتَ هناكَ.. خلفَ الأفق عندما ركبتَ بُراقَ النّور، وستطوي الأرضُ أزمنةً وأحقابًا حتّى نصلَ إلى صخرة عروجك..

عمركَ، أيا نفحة الرّوح، لا يقاسُ بسِنِي الجسدِ الّذي أنحَلَتْهُ ليالي الجهاد، وسهرُ القلم على ضوء الشّموعِ، وأتعبه الصّبرُ على الصّدماتِ الآتيةِ من كلّ حدبٍ وصوبٍ، بل بما يجريهِ اللهُ تعالى على ألسُنٍ كانت خرسى وتنطقُ اليومَ بحروفِكَ، وعلى أيدٍ كانت مشلولةً وتتحرَّكُ اليومَ بعزمِك، وعلى ضجيجِ الفكرِ الّذي فارقَ السّكونَ بمنهجٍ بذرْتَ زرعَهُ في كُلِّ رأسٍ...

لقد كانت سنيك السبعونَ والخمسُ في حجمِ أجيالٍ ثلاثةٍ بل أكثر؛ احتضنْتَ آباءً وأبناءهم وأحفادهُم، وأذّنَ صوتُك في آذانٍ لم تخرُج من الأصلابِ والأرحامِ بعدُ..

هكذا يُنتجُ بذارُك بيادرَ على امتداد الأفق، وفي حجم مدار الأرض مرارًا وتكرارًا؛ وهكذا يجتذبُ ينبوعُك سواقي امتزجت بمياهه، ليسير نهرُكَ الدفّاقُ في كُلّ جهاتِ الأرض..

لستُ أهوى مدحًا، فأنتَ من عرَّفْتَنا أذاهُ وبوائقَهُ، ولكنَّهُ بعضٌ من عرفانِ بعضِك، وشيءٌ من حديثٍ النِّعمِ التي أمطرتها علينا يدُ اللهِ التي صاغتْكَ بماءِ الحياةِ..

ويغمرُني الشّوقُ – يا أبتاهُ - إلى بردِ يقينِك، وتسليمِ إيمانِك، وطمأنينةِ فؤادِك، في مدلهمّات الخطوبِ التي دنَتْ وتكادُ تأخذُ من أحجانا كُلَّ عقلٍ، وأمام القيَمِ التي اندثرَتْ حتّى أصبحتْ تراثًا تحكيه قصصٌ نادرةٌ عن الأيّام الغابرة...


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية