عندما نتحدَّث عن الشباب المؤمن، فلا بدّ للإنسان المؤمن أن يختار الجوّ الذي ينمو فيه إيمانه بشكل قويّ، تماماً كما هي النبتة التي إذا زرعتها في جوّ غير ملائم، فإنّها لا تنمو نموّاً طبيعياً، حتى لو حشدت الكثير من الوسائل غير الطبيعيّة للنموّ التي قد تعطيها ضخامةً وامتداداً، ولكنّها لا تعطيها روحية وحيويّة. ومن هنا، نجد أنّ النباتات التي تنمو بوسائل وأجواء طبيعيّة، تختلف في خصائصها الحيّة عن النباتات التي تنمو بوسائل وأجواء غير طبيعيّة. لذلك، لا بدّ للإنسان المؤمن من جوّ طبيعي يمارس فيه إيمانه.
من هذا المنطلق، رأينا التركيز الإسلامي على أن يتزوّج الإنسان بذات الدّين، وأن تتزوّج الفتاة مَن ترضى خلقه ودينه، لاعتبار أنَّ الخليّة الزوجيّة تمثّل المحضن للنموِّ الإيماني للزوجين في حياتهما الخاصّة، كما رفض الإسلام الزّواج بــ (خضراء الدِّمَن) في الحديث الوارد: "إيّاكم وخضراء الدِّمن.. قالوا: وما خضراء الدِّمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء"، ذلك لأنّ منبت السوء قد يؤثّر تأثيراً سلبياً في النمو الطبيعي الإيماني لهذه المرأة، ما يجعل أخلاقها متأثّرة بالجوّ الذي نشأت فيه، تماماً كما هي النّبتة التي تأخذ كلّ غذائها من القذارات في التربة التي تنمو فيها.
وهنا يأتي دور الصّاحب والصّديق الذي يمثّل العلاقة العاطفيّة التي تربط إنساناً بإنسان، ونحن نعرف أنَّ للعاطفة تأثيرها في حياة الإنسان أكثر من الفكر، لأنَّ الفكر يتّصل بالقناعات، ومن الصّعب أن تفرض قناعاتك على إنسان من دون أن تقدّم له الأسس التي تجعله يعيش قناعاتك. أمّا الجانب العاطفيّ، فإنّه يستطيع أن يجتذب مشاعر الإنسان وأحاسيسه حتى يغفل الإنسان عن فكره، وبالتالي، فإنّ العاطفة قد تصادر الجانب الفكريّ، ويؤدّي بالإنسان الآخر الذي يتأثّر بهذه العاطفة إلى أن ينتميَ إلى فكر هذا الإنسان بشكلٍ أو بآخر.
دور العاطفة في العلاقات
لذلك، نلاحظ أنّ الكثيرين من الشباب يتأثّرون ببعض الأحزاب التي تختلف عن خطّهم الفكريّ وخطّهم الإيمانيّ، انطلاقاً من وجود أوضاع عاطفيّة، سواء كانت تنطلق من علاقات نسائية، أو علاقات الصحبة والصداقة وما إلى ذلك، حيث إنّ العديد من المنتمين إلى هذه الأحزاب، قد تجد ـــ من خلال البحث ـــ أنّ انتماءاتهم كانت ناتجة من المؤثّرات العاطفية التي عاشوها من خلال هذا الصاحب أو ذاك الصّديق.
فعلى الإنسان المؤمن أن يختار الصّديق الذي يمكن أن يعيش معه إيمانه بالمستوى الّذي ينمّي هذا الإيمان ويرفع منسوبه. ولذا، فلا بدَّ له أن لا يصاحب (الجاهل)، لأنّه سوف يضلّه بجهله، وسوف يجعله يعيش الجهل كحالة طبيعيّة في مفرداتها التي تتحرّك فيها حياة الصّديق الجاهل، وعليه كذلك أن لا يصادق (الأحمق) الّذي لا يعيش التوازن في الأمور، لأنّه كما جاء في بعض الكلمات المأثورة: "يضرّك في الوقت الذي يريد أن ينفعك"، ولا يصاحب (الفاسق) الذي يجرّه إلى فسقه من خلال طبيعة أجواء الصحبة التي تجعل الإنسان يجامل صاحبه فيما يتحرّك فيه من عادات وتقاليد وأوضاع وأفعال، وأن لا يجعل (الكافر) صديقه بالمعنى الذي يعيش الانفتاح الكامل على أفكاره، بحيث لا تمثّل أفكار الكافر لديه أيّ لون من ألوان الرفض الفكري.
وفي المقابل، فإنّ عليه أن يختار الصديق (العاقل) الواعي، المؤمن، الذي يعيش إيمانه بعمق، والذي ينسجم معه في تطلُّعاته إلى الحياة، حتّى لا يعيش المشكلة بين تحرُّكه في الخطّ الذي ينتهجه في الحياة وبين الخطّ الذي ينتهجه صديقه الذي يؤثّر تأثيراً مربكاً في هذا المجال.
*من كتاب "دنيا الشّباب".
عندما نتحدَّث عن الشباب المؤمن، فلا بدّ للإنسان المؤمن أن يختار الجوّ الذي ينمو فيه إيمانه بشكل قويّ، تماماً كما هي النبتة التي إذا زرعتها في جوّ غير ملائم، فإنّها لا تنمو نموّاً طبيعياً، حتى لو حشدت الكثير من الوسائل غير الطبيعيّة للنموّ التي قد تعطيها ضخامةً وامتداداً، ولكنّها لا تعطيها روحية وحيويّة. ومن هنا، نجد أنّ النباتات التي تنمو بوسائل وأجواء طبيعيّة، تختلف في خصائصها الحيّة عن النباتات التي تنمو بوسائل وأجواء غير طبيعيّة. لذلك، لا بدّ للإنسان المؤمن من جوّ طبيعي يمارس فيه إيمانه.
من هذا المنطلق، رأينا التركيز الإسلامي على أن يتزوّج الإنسان بذات الدّين، وأن تتزوّج الفتاة مَن ترضى خلقه ودينه، لاعتبار أنَّ الخليّة الزوجيّة تمثّل المحضن للنموِّ الإيماني للزوجين في حياتهما الخاصّة، كما رفض الإسلام الزّواج بــ (خضراء الدِّمَن) في الحديث الوارد: "إيّاكم وخضراء الدِّمن.. قالوا: وما خضراء الدِّمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء"، ذلك لأنّ منبت السوء قد يؤثّر تأثيراً سلبياً في النمو الطبيعي الإيماني لهذه المرأة، ما يجعل أخلاقها متأثّرة بالجوّ الذي نشأت فيه، تماماً كما هي النّبتة التي تأخذ كلّ غذائها من القذارات في التربة التي تنمو فيها.
وهنا يأتي دور الصّاحب والصّديق الذي يمثّل العلاقة العاطفيّة التي تربط إنساناً بإنسان، ونحن نعرف أنَّ للعاطفة تأثيرها في حياة الإنسان أكثر من الفكر، لأنَّ الفكر يتّصل بالقناعات، ومن الصّعب أن تفرض قناعاتك على إنسان من دون أن تقدّم له الأسس التي تجعله يعيش قناعاتك. أمّا الجانب العاطفيّ، فإنّه يستطيع أن يجتذب مشاعر الإنسان وأحاسيسه حتى يغفل الإنسان عن فكره، وبالتالي، فإنّ العاطفة قد تصادر الجانب الفكريّ، ويؤدّي بالإنسان الآخر الذي يتأثّر بهذه العاطفة إلى أن ينتميَ إلى فكر هذا الإنسان بشكلٍ أو بآخر.
دور العاطفة في العلاقات
لذلك، نلاحظ أنّ الكثيرين من الشباب يتأثّرون ببعض الأحزاب التي تختلف عن خطّهم الفكريّ وخطّهم الإيمانيّ، انطلاقاً من وجود أوضاع عاطفيّة، سواء كانت تنطلق من علاقات نسائية، أو علاقات الصحبة والصداقة وما إلى ذلك، حيث إنّ العديد من المنتمين إلى هذه الأحزاب، قد تجد ـــ من خلال البحث ـــ أنّ انتماءاتهم كانت ناتجة من المؤثّرات العاطفية التي عاشوها من خلال هذا الصاحب أو ذاك الصّديق.
فعلى الإنسان المؤمن أن يختار الصّديق الذي يمكن أن يعيش معه إيمانه بالمستوى الّذي ينمّي هذا الإيمان ويرفع منسوبه. ولذا، فلا بدَّ له أن لا يصاحب (الجاهل)، لأنّه سوف يضلّه بجهله، وسوف يجعله يعيش الجهل كحالة طبيعيّة في مفرداتها التي تتحرّك فيها حياة الصّديق الجاهل، وعليه كذلك أن لا يصادق (الأحمق) الّذي لا يعيش التوازن في الأمور، لأنّه كما جاء في بعض الكلمات المأثورة: "يضرّك في الوقت الذي يريد أن ينفعك"، ولا يصاحب (الفاسق) الذي يجرّه إلى فسقه من خلال طبيعة أجواء الصحبة التي تجعل الإنسان يجامل صاحبه فيما يتحرّك فيه من عادات وتقاليد وأوضاع وأفعال، وأن لا يجعل (الكافر) صديقه بالمعنى الذي يعيش الانفتاح الكامل على أفكاره، بحيث لا تمثّل أفكار الكافر لديه أيّ لون من ألوان الرفض الفكري.
وفي المقابل، فإنّ عليه أن يختار الصديق (العاقل) الواعي، المؤمن، الذي يعيش إيمانه بعمق، والذي ينسجم معه في تطلُّعاته إلى الحياة، حتّى لا يعيش المشكلة بين تحرُّكه في الخطّ الذي ينتهجه في الحياة وبين الخطّ الذي ينتهجه صديقه الذي يؤثّر تأثيراً مربكاً في هذا المجال.
*من كتاب "دنيا الشّباب".