يريدالإسلام للنّاس جميعاً، رجالاً ونساءً، أن يعيشوا الحبّ الإنساني الذي يجعل الإنسان يتعاطف مع الإنسان الآخر، بالدّرجة التي يشعر بالرابطة التي تربطه به في دائرة إنسانيَّته، بحيث يؤدِّي ذلك إلى رعايته وحفظه وحمايته وقضاء حاجاته وحفظ كرامته واحترام إنسانيّته وما إلى ذلك.
حتّى إنَّنا نروي عن رسول الله (ص)، أنَّه ربط الإيمان بمسألة الحبّ، فقال: "لا يؤمن أحدكم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها"، ما يجعلنا نستوحي من هذا الحديث، أنَّ الإسلام يؤكِّد قضية الحبّ الذي يجعلك تحسّ بإحساس الآخر كما لو كنت أنتَ الّذي تحسّ الموضوع، بحيث يجعل الحبّ بهذا المستوى مظهراً للإيمان، فلا تكون مؤمناً إذا كانت نظرتك إلى الإنسان الآخر نظرة جامدة لا مبالية لا تعيش الاهتمام بأموره. وهكذا نجد أنَّ ما يعبّر عن ذلك في تفاصيل المسألة، الحديث المعروف: "مَنْ لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم".
إنَّ المسألة هي أنَّ على الإنسان أن يعيش الحبّ للإنسان الآخر في المسألة الإنسانيّة. وقد ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع)، وقد سأله بعض النّاس عن الحبّ، فقال:"وهل الدين إلّا الحبّ؟!".
هذه هي المسألة في أبعادها الإنسانيّة. وهناك مسألة تتّصل بالجانب الغريزيّ للإنسان، التي تجعل الإنسان يحبّ الإنسان الآخر تماماً كما يحبّ طعامه وشرابه. فالحبّ يتّجه إلى الجانب الجنسيّ الذي يجده هذا الإنسان لدى الإنسان الآخر، وهذا ما يعيشه الكثير من الشّباب في أجواء المراهقة وما بعدها، الذي يتمظهر بالانجذاب إلى الجمال الجسدي والملامسات الجنسيّة وما إلى ذلك من الأمور.
إنّنا نلاحظ أنّ الإسلام أراد للإنسان (الذّكر أو الأنثى) أن يعيشا هذا الحبّ بالطريقة التي تنتهي به إلى الزّواج، فلا مانع في أن يرغب الرّجل في امرأة يحبّها ويعجبه حُسنها ليتزوّج منها، وقد أباح الإسلام للإنسان النظر إلى المرأة التي يريد أن يتزوّجها، ليدرس المسألة من حيث انسجامها مع رغبته فيها من هذه الناحية أو تلك.
لكنّ الحبّ الّذي يلعب، والحبّ الذي يلهو، والحبّ الذي يعتبر الجنس حركةً غير خاضعة لقانون يحفظ العلاقة بين الذّكر والأنثى في دائرة الزوجيّة، مرفوض في الإسلام، بل وكلّ ما يؤدّي إلى الانحراف الجنسي، سواء كان في ما يتفتّح عليه القلب أو ما تتحرّك له العينان أو ما ينطلق به اللّسان أو ما تنطلق به الأيدي والأعضاء، وكلّ ما يؤدّي إلى الجنس العملي سواء كان نحو الإعداد والإثارة أو على نحو المباشرة فهو مرفوض إسلاميّاً لأنّه يؤدّي إلى مشاكل أخلاقيّة تبتعد بالإنسان عن الخطّ المستقيم الذي يريده الله.
أمَّا عندما نتحدَّث عن الحبّ كحالة نفسيَّة غير اختياريَّة، فإنَّنا لا نستطيع أن نشرِّع أيَّ تشريع وفق هذه العاطفة، لأنَّ الله لا يكلِّف الإنسان بما لا يطيق أو بغير المعقول. إلّا أنَّ الإسلام يريد أن يعقّل العاطفة، فيدفع الإنسان إلى أن يركّز عاطفته بطريقة عقلائيّة، بحيث يفكّر في عمق الأشياء بدلاً من أن يبقى متحرِّكاً على السّطح، وهذا ما يحاول الإسلام أن يربّيَ عليه الشابّ والفتاة، فلا ينطلق من خلال النظرة الأولى، أو من خلال الأشياء السطحيّة. ولم يتحرّك الإسلام في ذلك من خلال علاقة الزواج فقط، بل في كلّ العلاقات الإنسانيّة، مثل الصداقة والشّراكة وغيرهما.
ومن جهةٍ أخرى، فإنّ الإسلام يضع ضوابط لحركة هذا الحبّ، فلا يشجّع الطرفين على الاختلاء، ولا يبيح لهما التّعبير عن هذا الحبّ بالملامسات أو الأمور التي تقود إلى الإثارة الغريزيّة، (كما أشرنا سابقاً). ولكنّه، في المقابل، لا يمنع من الكلام البريء الّذي يعبّر عن العاطفة التي تشكّل طريقاً إلى العلاقة الشرعيّة.
*من كتاب "دنيا الشّباب".
يريدالإسلام للنّاس جميعاً، رجالاً ونساءً، أن يعيشوا الحبّ الإنساني الذي يجعل الإنسان يتعاطف مع الإنسان الآخر، بالدّرجة التي يشعر بالرابطة التي تربطه به في دائرة إنسانيَّته، بحيث يؤدِّي ذلك إلى رعايته وحفظه وحمايته وقضاء حاجاته وحفظ كرامته واحترام إنسانيّته وما إلى ذلك.
حتّى إنَّنا نروي عن رسول الله (ص)، أنَّه ربط الإيمان بمسألة الحبّ، فقال: "لا يؤمن أحدكم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها"، ما يجعلنا نستوحي من هذا الحديث، أنَّ الإسلام يؤكِّد قضية الحبّ الذي يجعلك تحسّ بإحساس الآخر كما لو كنت أنتَ الّذي تحسّ الموضوع، بحيث يجعل الحبّ بهذا المستوى مظهراً للإيمان، فلا تكون مؤمناً إذا كانت نظرتك إلى الإنسان الآخر نظرة جامدة لا مبالية لا تعيش الاهتمام بأموره. وهكذا نجد أنَّ ما يعبّر عن ذلك في تفاصيل المسألة، الحديث المعروف: "مَنْ لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم".
إنَّ المسألة هي أنَّ على الإنسان أن يعيش الحبّ للإنسان الآخر في المسألة الإنسانيّة. وقد ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع)، وقد سأله بعض النّاس عن الحبّ، فقال:"وهل الدين إلّا الحبّ؟!".
هذه هي المسألة في أبعادها الإنسانيّة. وهناك مسألة تتّصل بالجانب الغريزيّ للإنسان، التي تجعل الإنسان يحبّ الإنسان الآخر تماماً كما يحبّ طعامه وشرابه. فالحبّ يتّجه إلى الجانب الجنسيّ الذي يجده هذا الإنسان لدى الإنسان الآخر، وهذا ما يعيشه الكثير من الشّباب في أجواء المراهقة وما بعدها، الذي يتمظهر بالانجذاب إلى الجمال الجسدي والملامسات الجنسيّة وما إلى ذلك من الأمور.
إنّنا نلاحظ أنّ الإسلام أراد للإنسان (الذّكر أو الأنثى) أن يعيشا هذا الحبّ بالطريقة التي تنتهي به إلى الزّواج، فلا مانع في أن يرغب الرّجل في امرأة يحبّها ويعجبه حُسنها ليتزوّج منها، وقد أباح الإسلام للإنسان النظر إلى المرأة التي يريد أن يتزوّجها، ليدرس المسألة من حيث انسجامها مع رغبته فيها من هذه الناحية أو تلك.
لكنّ الحبّ الّذي يلعب، والحبّ الذي يلهو، والحبّ الذي يعتبر الجنس حركةً غير خاضعة لقانون يحفظ العلاقة بين الذّكر والأنثى في دائرة الزوجيّة، مرفوض في الإسلام، بل وكلّ ما يؤدّي إلى الانحراف الجنسي، سواء كان في ما يتفتّح عليه القلب أو ما تتحرّك له العينان أو ما ينطلق به اللّسان أو ما تنطلق به الأيدي والأعضاء، وكلّ ما يؤدّي إلى الجنس العملي سواء كان نحو الإعداد والإثارة أو على نحو المباشرة فهو مرفوض إسلاميّاً لأنّه يؤدّي إلى مشاكل أخلاقيّة تبتعد بالإنسان عن الخطّ المستقيم الذي يريده الله.
أمَّا عندما نتحدَّث عن الحبّ كحالة نفسيَّة غير اختياريَّة، فإنَّنا لا نستطيع أن نشرِّع أيَّ تشريع وفق هذه العاطفة، لأنَّ الله لا يكلِّف الإنسان بما لا يطيق أو بغير المعقول. إلّا أنَّ الإسلام يريد أن يعقّل العاطفة، فيدفع الإنسان إلى أن يركّز عاطفته بطريقة عقلائيّة، بحيث يفكّر في عمق الأشياء بدلاً من أن يبقى متحرِّكاً على السّطح، وهذا ما يحاول الإسلام أن يربّيَ عليه الشابّ والفتاة، فلا ينطلق من خلال النظرة الأولى، أو من خلال الأشياء السطحيّة. ولم يتحرّك الإسلام في ذلك من خلال علاقة الزواج فقط، بل في كلّ العلاقات الإنسانيّة، مثل الصداقة والشّراكة وغيرهما.
ومن جهةٍ أخرى، فإنّ الإسلام يضع ضوابط لحركة هذا الحبّ، فلا يشجّع الطرفين على الاختلاء، ولا يبيح لهما التّعبير عن هذا الحبّ بالملامسات أو الأمور التي تقود إلى الإثارة الغريزيّة، (كما أشرنا سابقاً). ولكنّه، في المقابل، لا يمنع من الكلام البريء الّذي يعبّر عن العاطفة التي تشكّل طريقاً إلى العلاقة الشرعيّة.
*من كتاب "دنيا الشّباب".