كتاب "أهل البيت.. حقائق وأعلام"

كتاب "أهل البيت.. حقائق وأعلام"

كتاب "أهل البيت (رضي الله عنهم).. حقائق وأعلام"، لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد محمد كريمة، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر في طبعته الأولى، العام 2016، إصدار مكتبة جزيرة الورد ـ القاهرة، مؤلّف من 253 صفحة مع فهرس للموضوعات.

بدايةً، يفتتح المؤلف الكتاب بالاستشهاد بالآيات القرآنية التي تتحدث عن أهل البيت الأطهار، والدعوة إلى محبّتهم كما أراد الله تعالى، بعيداً من خطاب الغلوّ أو التّكفير، مؤكّداً أنّ مصر ستظلّ محبّة لآل بيت الرّسول(ص). ويستشهد الشيخ كريمة بالرّوايات المتعدّدة التي تتناول بعض الآيات القرآنية الدالّة على مكانة أهل البيت من المصادر السنيّة وما رواه الترمذي ومسلم.

في المبحث الأول، يقع الكلام حول التّعريف اللّفظي والمعنى المستفاد من لفظ "الآل" و"الأهل"، كما فهمتها المذاهب الإسلامية الأربعة، ثم بيان ما أجمع عليه المسلمون من محبتهم والصّلاة والسّلام عليهم، ومسألة دفع الصّدقات إلى بني عبد المطلب، وحكم ذلك بحسب رأي بعض المذاهب، كما ويعرض قضيّة حكم سبِّ آل البيت، وأيضاً حكم الغلوّ فيهم في المقابل، مستنداً إلى جملة من الأحاديث المروية عن الرسول الأكرم(ص).

في المبحث الثاني، يتناول بالعرض لسلسلة من أعلام آل البيت، ويبدأ بشخصيّة عبدالله بن عبد المطلب، ثم بأمّ الرسول(ص) آمنة بنت وهب، بعدها بزوجة النبي أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد، ثم يتحدّث بشكل موجز عن حياة السيّدة فاطمة الزهراء(ع)، ولادتها وألقابها وجهادها الدّعوي والرّسالي، وحياتها العلمية والروحية، والتي كانت حافلةً بالعطاء والعبادة والزّهد والعمل الذي جسَّد القدوة الكبرى للمسلمين، ذاكراً الآيات والروايات المستفيضة عن مقامها العالي عند الله ورسوله.

ويتناول أيضاً شخصيّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، ربانيّ الأمّة، من خلال سرد وجيز لحياته الشخصيّة ومسيرته الجهادية والعلمية الطويلة في خدمة الرسالة والنهوض بأعبائها، ويشير المؤلف إلى بعض خصائص الأمير(ع) وشجاعته وجهاده، ذاكراً العديد من الأمثلة التاريخيّة، ومن أهمّها، ما أجمعت عليه الأمّة الإسلاميّة حول إمامته العلمية دون منازع بعد الرّسول(ص).

ولفت إلى ما ظهر من دفاعه الشَّرس عن سنّة النبيّ، وأنّ مرويّاته بلغت عند علماء مذهب أهل السنّة خمسمائة وستة وثمانين حديثاً نبوياً شريفاً، لا بل كان المجسّد بقوله وفعله لروح هذه المرويات، وبارزاً لروح العقيدة من صفاء القرآن وفهمه الدّقيق له، ناهيك بكونه فقيه الأمّة الإسلاميّة جمعاء.

ويورد الشيخ كريمة أنّ الإمام عليّاً(ع) كان صاحب منهجية فقهية مميزة بحسن الاستنباط من الكتاب الكريم، وبعلمه الواسع بالسنّة المطهّرة، وخبرته الشّديدة بمصالح المسلمين. ويضرب المؤلّف العديد من الأمثلة على سعة فقهه وحيويته، ناهيك بسيادته للبيان والموعظة والحكمة، وما تميّز به من القضاء بين المسلمين، وما أعطاه للقضاء من بُعد وغِنى، وما قدَّمه للحياة الروحية والأخلاقية من زخم منقطع النّظير.

ثم يوجز المؤلف سيرة الإمامين الحسنين(ع)، سبطي رسول الله(ص) وريحانتيه من الدنيا. وعن الإمام الحسين الشّهيد(ع)، يشير المؤلف إلى جملة من الرّوايات حول مكان دفن الرأس الشّريف، ويقول بأنّ هناك رواية معتمدة لها أسانيدها التاريخيّة تتحدّث عن أنّ الرأس المبارك مدفون في القاهرة، كما جاء مثلاً في الجزء الأوّل من "خطط المقريزي"، وغيره من المصادر والمراجع الأخرى.

ويختم بحثه عن شخصّية الحسين(ع) بالحديث عن الجانب العلميّ فيها، ذاكراً بعض أقواله.

بعدها ينتقل المؤلّف بالحديث عن شخصيّة السيدة زينب(ع) وسيرتها العطرة، ومواقفها المشرِّفة، حيث واجهت بكلّ صلابة غطرسة دولة بني أميّة، وما كانت عليه من علم رفيع، وما اتّصفت به من روحانيّة فريدة. ويرى الشّيخ كريمة أنّ السيّدة زينب(ع) انتقلت إلى مصر من المدينة، ووصلت إلى مصر في شعبان العام 61 هجرية بعد فاجعة كربلاء بستّة أشهر، واستقبلها في حينه أمير مصر مسلمة بن مخلّد الأنصاري باحتفاء بالغ، وعاشت فترة في مصر، ثم توفّيت ودفنت في القاهرة في 14 رجب سنة 62 هجريّة، ويذكر براهين على ذلك، منها شهادة الشّيخ الشعراني، وشهادة الرحّالة أبو عبدالله الكوهين الفارسي، وشهادة علماء النسب مثل العبيدلي.

ثم يستمرّ المؤلف في عرض شخصيات الأئمّة وما يتّصل بها، كالإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، وما تميزت به هذه الشخصيّة من حياة روحية عالية، ثم شخصية الإمام جعفر الصّادق(ع)، وما تميّزت به من غنى متعدّد الجوانب والحضور على السّاحة الإسلامية.

ثم يعرض المؤلّف في كتابه لشخصيّة زيد بن عليّ بن زين العابدين، ولشخصيّة السيّدة نفيسة.

ويلفت الشّيخ كريمة إلى ضرورة التمييز بين الأصيل والدّخيل لما جرى من أحداث في صدر الأمّة المسلمة، وضرورة التوثيق والتّحقّق والتجرّد والتثبّت، ويرى الشّيخ كريمة في نهاية المطاف، أنّ الشخصيات العظيمة لا بدّ وأن تكون بمنأى عن الغلوّ والافتراء والاجتراء، بل أن تقدِّم بصورة حيّة وموضوعيّة.

كتابٌ ممتع، وفيه عرض مبسّط وواسع لسيرة أئمّةٍ من أهل البيت(ع)، ويعطيك فكرة واسعة عن كثير من المصادر والمراجع التاريخيّة التي أكّدت محبّة أهل البيت(ع) وموقعهم الحقيقي في الإسلام وعند الله تعالى.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

كتاب "أهل البيت (رضي الله عنهم).. حقائق وأعلام"، لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد محمد كريمة، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر في طبعته الأولى، العام 2016، إصدار مكتبة جزيرة الورد ـ القاهرة، مؤلّف من 253 صفحة مع فهرس للموضوعات.

بدايةً، يفتتح المؤلف الكتاب بالاستشهاد بالآيات القرآنية التي تتحدث عن أهل البيت الأطهار، والدعوة إلى محبّتهم كما أراد الله تعالى، بعيداً من خطاب الغلوّ أو التّكفير، مؤكّداً أنّ مصر ستظلّ محبّة لآل بيت الرّسول(ص). ويستشهد الشيخ كريمة بالرّوايات المتعدّدة التي تتناول بعض الآيات القرآنية الدالّة على مكانة أهل البيت من المصادر السنيّة وما رواه الترمذي ومسلم.

في المبحث الأول، يقع الكلام حول التّعريف اللّفظي والمعنى المستفاد من لفظ "الآل" و"الأهل"، كما فهمتها المذاهب الإسلامية الأربعة، ثم بيان ما أجمع عليه المسلمون من محبتهم والصّلاة والسّلام عليهم، ومسألة دفع الصّدقات إلى بني عبد المطلب، وحكم ذلك بحسب رأي بعض المذاهب، كما ويعرض قضيّة حكم سبِّ آل البيت، وأيضاً حكم الغلوّ فيهم في المقابل، مستنداً إلى جملة من الأحاديث المروية عن الرسول الأكرم(ص).

في المبحث الثاني، يتناول بالعرض لسلسلة من أعلام آل البيت، ويبدأ بشخصيّة عبدالله بن عبد المطلب، ثم بأمّ الرسول(ص) آمنة بنت وهب، بعدها بزوجة النبي أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد، ثم يتحدّث بشكل موجز عن حياة السيّدة فاطمة الزهراء(ع)، ولادتها وألقابها وجهادها الدّعوي والرّسالي، وحياتها العلمية والروحية، والتي كانت حافلةً بالعطاء والعبادة والزّهد والعمل الذي جسَّد القدوة الكبرى للمسلمين، ذاكراً الآيات والروايات المستفيضة عن مقامها العالي عند الله ورسوله.

ويتناول أيضاً شخصيّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، ربانيّ الأمّة، من خلال سرد وجيز لحياته الشخصيّة ومسيرته الجهادية والعلمية الطويلة في خدمة الرسالة والنهوض بأعبائها، ويشير المؤلف إلى بعض خصائص الأمير(ع) وشجاعته وجهاده، ذاكراً العديد من الأمثلة التاريخيّة، ومن أهمّها، ما أجمعت عليه الأمّة الإسلاميّة حول إمامته العلمية دون منازع بعد الرّسول(ص).

ولفت إلى ما ظهر من دفاعه الشَّرس عن سنّة النبيّ، وأنّ مرويّاته بلغت عند علماء مذهب أهل السنّة خمسمائة وستة وثمانين حديثاً نبوياً شريفاً، لا بل كان المجسّد بقوله وفعله لروح هذه المرويات، وبارزاً لروح العقيدة من صفاء القرآن وفهمه الدّقيق له، ناهيك بكونه فقيه الأمّة الإسلاميّة جمعاء.

ويورد الشيخ كريمة أنّ الإمام عليّاً(ع) كان صاحب منهجية فقهية مميزة بحسن الاستنباط من الكتاب الكريم، وبعلمه الواسع بالسنّة المطهّرة، وخبرته الشّديدة بمصالح المسلمين. ويضرب المؤلّف العديد من الأمثلة على سعة فقهه وحيويته، ناهيك بسيادته للبيان والموعظة والحكمة، وما تميّز به من القضاء بين المسلمين، وما أعطاه للقضاء من بُعد وغِنى، وما قدَّمه للحياة الروحية والأخلاقية من زخم منقطع النّظير.

ثم يوجز المؤلف سيرة الإمامين الحسنين(ع)، سبطي رسول الله(ص) وريحانتيه من الدنيا. وعن الإمام الحسين الشّهيد(ع)، يشير المؤلف إلى جملة من الرّوايات حول مكان دفن الرأس الشّريف، ويقول بأنّ هناك رواية معتمدة لها أسانيدها التاريخيّة تتحدّث عن أنّ الرأس المبارك مدفون في القاهرة، كما جاء مثلاً في الجزء الأوّل من "خطط المقريزي"، وغيره من المصادر والمراجع الأخرى.

ويختم بحثه عن شخصّية الحسين(ع) بالحديث عن الجانب العلميّ فيها، ذاكراً بعض أقواله.

بعدها ينتقل المؤلّف بالحديث عن شخصيّة السيدة زينب(ع) وسيرتها العطرة، ومواقفها المشرِّفة، حيث واجهت بكلّ صلابة غطرسة دولة بني أميّة، وما كانت عليه من علم رفيع، وما اتّصفت به من روحانيّة فريدة. ويرى الشّيخ كريمة أنّ السيّدة زينب(ع) انتقلت إلى مصر من المدينة، ووصلت إلى مصر في شعبان العام 61 هجرية بعد فاجعة كربلاء بستّة أشهر، واستقبلها في حينه أمير مصر مسلمة بن مخلّد الأنصاري باحتفاء بالغ، وعاشت فترة في مصر، ثم توفّيت ودفنت في القاهرة في 14 رجب سنة 62 هجريّة، ويذكر براهين على ذلك، منها شهادة الشّيخ الشعراني، وشهادة الرحّالة أبو عبدالله الكوهين الفارسي، وشهادة علماء النسب مثل العبيدلي.

ثم يستمرّ المؤلف في عرض شخصيات الأئمّة وما يتّصل بها، كالإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، وما تميزت به هذه الشخصيّة من حياة روحية عالية، ثم شخصية الإمام جعفر الصّادق(ع)، وما تميّزت به من غنى متعدّد الجوانب والحضور على السّاحة الإسلامية.

ثم يعرض المؤلّف في كتابه لشخصيّة زيد بن عليّ بن زين العابدين، ولشخصيّة السيّدة نفيسة.

ويلفت الشّيخ كريمة إلى ضرورة التمييز بين الأصيل والدّخيل لما جرى من أحداث في صدر الأمّة المسلمة، وضرورة التوثيق والتّحقّق والتجرّد والتثبّت، ويرى الشّيخ كريمة في نهاية المطاف، أنّ الشخصيات العظيمة لا بدّ وأن تكون بمنأى عن الغلوّ والافتراء والاجتراء، بل أن تقدِّم بصورة حيّة وموضوعيّة.

كتابٌ ممتع، وفيه عرض مبسّط وواسع لسيرة أئمّةٍ من أهل البيت(ع)، ويعطيك فكرة واسعة عن كثير من المصادر والمراجع التاريخيّة التي أكّدت محبّة أهل البيت(ع) وموقعهم الحقيقي في الإسلام وعند الله تعالى.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية