كيف نقرأ القرآن؟!

كيف نقرأ القرآن؟!

كتاب "كيف نقرأ القرآن"، لمؤلّفه الناضل السياسي والفيلسوف الإسلامي، الرئيس البوسني الراحل، علي عزّت بيغوفيتش، صاحب المؤلفات الكثيرة، وأهمها "الإسلام بين الشرق والغرب".

ينطلق فيه صاحبه من خلال تجربة طويلة وغنية مع القرآن الكريم، عندما كان فتًى صغيراً تخرق كلمات القرآن مسامع قلبه، وقد زوّدته خبراته السياسية ومسيرة نضاله الحافلة بأفق بعيد، في استلهام كيفيّة تناول كتاب الله وفهمه وتدبُّره واستيعاب مضامينه العالية.

فمشكلة المسلمين هي في كيفيّة تعاطيهم وانسياقهم مع القراءة الواعية والمتأنّية للقرآن الكريم.

في العام 1977، شرع في كتابته عن هذه المشكلة الّتي تحرِّف المسلمين عن مسارهم الطبيعي، متسلِّحاً بتأمّلاته الخاصّة للقرآن وما فيه من أبعاد وتجلّيات، لافتاً في ثنايا كتابه إلى أهميّة النّظر إلى السّياق العام للقرآن، واكتشاف ما فيه من وحدة لا تتجزّأ على مستوى المعنى وتداخلاته وتشابكاته.

يقول: "يجب أن نضع نصب أعيننا، قبل كلّ شيء، أن القرآن كلّ لا يتجزّأ، فالأمر هنا شبيه بلوحة الفسيفساء، كلّ قطعة فيها يتوقف معناها وقيمتها الجمالية على ما تعنيه في انسجامها مع بقية قطع اللوحة الكاملة. أما إذا أخذنا كلّ قطعة بمفردها، فإنها لا تقدّم إلا جزءاً، أو لا تقدم شيئاً حقيقياً من جمال اللوحة الكاملة"، وفي ذلك تحذير من وقوع العلماء وغيرهم في ضيق الفهم أو الشبهات.

ويضرب لذلك شواهد من الآيات القرآنيّة، ويعلّق عليها شارحاً المقصود منها، بما يؤكّد توجيهه للمسائل ونظرته الخاصّة إليها، إذ يتوسّع في شرح آفاق المعاني القرآنيّة، من أجل فهم أعمق لمقاصد الشّريعة، وتجلّياتها الروحية والإنسانية المتنوّعة.

وفيما قدّمه ويقدّمه بيغوفيتش من خلال رؤيته القرآنيّة الشّاملة، قدّم ردّاً على من يحاولون تشويه القرآن وتعطيل معانيه ومراميها الهادفة إلى الكمال والبناء.

التلاوة المستمرّة لآيات الله، مع تفكّر وتأمّل، من أهمّ مفاتيح استجلاء المعاني عند المؤلّف، ومهما تبدّلت الظّروف في رأيه وتعقَّدت، فإنها تسمح للقارئ المتدبِّر بأن يكتشف معنًى جديداً من الآيات، فالقلب كفيلٌ بالتّفاعل مع كلّ ذلك، وهذا ما يلفت إليه: "يمكن لكلّ واحد منّا أن يتأكّد بنفسه من هذا المعنى بمداومته على تلاوة القرآن".

وفي موضع آخر يقول مثلاً: "وأذكر جيّداً أنّ الآية التي تدلّ على زوال كلّ شيء ما عدا وجه الله عزَّ وجلّ، قد أثّرت في تفكيري تأثيراً بالغاً، لأنّه وحده سبحانه وتعالى هو الحقيقة الّتي لا تنقضي {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[الرّحمن: 26-27]".

لا بدّ، بحسب بيغوفيتش، من التهيئة النفسية للقراءة، والاستفادة من كلّ الأجواء والأوضاع والمناسبات، من أجل قراءة متجدّدة للآيات الكريمة، وإبراز المعاني القرآنيّة المتصلة بالأحداث الآنيّة القائمة والملحّة، وتقديمها بشكل موضوعي، للإفادة منها، والاهتداء بمقتضى القواعد القرآنيّة العامّة المناسبة لها.

كتابٌ ثمرة تجارب شخص ناضل وجاهد، وتقلّب في مراكز ومواقع فكريّة وسياسيّة ضخمة، جعلت منه شخصيّة عالميّة وإسلاميّة فذّة، ورؤيته لقراءة القرآن انطلقت من غنى التجربة في سعيها لاستلهام المعاني القرآنيّة، كون القرآن صاحَب الرّئيس بيغوفيتش منذ نعومة أظفاره إلى لحظة وفاته.

إنَّ الآراء الواردة في هذا التّحقيق، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

كتاب "كيف نقرأ القرآن"، لمؤلّفه الناضل السياسي والفيلسوف الإسلامي، الرئيس البوسني الراحل، علي عزّت بيغوفيتش، صاحب المؤلفات الكثيرة، وأهمها "الإسلام بين الشرق والغرب".

ينطلق فيه صاحبه من خلال تجربة طويلة وغنية مع القرآن الكريم، عندما كان فتًى صغيراً تخرق كلمات القرآن مسامع قلبه، وقد زوّدته خبراته السياسية ومسيرة نضاله الحافلة بأفق بعيد، في استلهام كيفيّة تناول كتاب الله وفهمه وتدبُّره واستيعاب مضامينه العالية.

فمشكلة المسلمين هي في كيفيّة تعاطيهم وانسياقهم مع القراءة الواعية والمتأنّية للقرآن الكريم.

في العام 1977، شرع في كتابته عن هذه المشكلة الّتي تحرِّف المسلمين عن مسارهم الطبيعي، متسلِّحاً بتأمّلاته الخاصّة للقرآن وما فيه من أبعاد وتجلّيات، لافتاً في ثنايا كتابه إلى أهميّة النّظر إلى السّياق العام للقرآن، واكتشاف ما فيه من وحدة لا تتجزّأ على مستوى المعنى وتداخلاته وتشابكاته.

يقول: "يجب أن نضع نصب أعيننا، قبل كلّ شيء، أن القرآن كلّ لا يتجزّأ، فالأمر هنا شبيه بلوحة الفسيفساء، كلّ قطعة فيها يتوقف معناها وقيمتها الجمالية على ما تعنيه في انسجامها مع بقية قطع اللوحة الكاملة. أما إذا أخذنا كلّ قطعة بمفردها، فإنها لا تقدّم إلا جزءاً، أو لا تقدم شيئاً حقيقياً من جمال اللوحة الكاملة"، وفي ذلك تحذير من وقوع العلماء وغيرهم في ضيق الفهم أو الشبهات.

ويضرب لذلك شواهد من الآيات القرآنيّة، ويعلّق عليها شارحاً المقصود منها، بما يؤكّد توجيهه للمسائل ونظرته الخاصّة إليها، إذ يتوسّع في شرح آفاق المعاني القرآنيّة، من أجل فهم أعمق لمقاصد الشّريعة، وتجلّياتها الروحية والإنسانية المتنوّعة.

وفيما قدّمه ويقدّمه بيغوفيتش من خلال رؤيته القرآنيّة الشّاملة، قدّم ردّاً على من يحاولون تشويه القرآن وتعطيل معانيه ومراميها الهادفة إلى الكمال والبناء.

التلاوة المستمرّة لآيات الله، مع تفكّر وتأمّل، من أهمّ مفاتيح استجلاء المعاني عند المؤلّف، ومهما تبدّلت الظّروف في رأيه وتعقَّدت، فإنها تسمح للقارئ المتدبِّر بأن يكتشف معنًى جديداً من الآيات، فالقلب كفيلٌ بالتّفاعل مع كلّ ذلك، وهذا ما يلفت إليه: "يمكن لكلّ واحد منّا أن يتأكّد بنفسه من هذا المعنى بمداومته على تلاوة القرآن".

وفي موضع آخر يقول مثلاً: "وأذكر جيّداً أنّ الآية التي تدلّ على زوال كلّ شيء ما عدا وجه الله عزَّ وجلّ، قد أثّرت في تفكيري تأثيراً بالغاً، لأنّه وحده سبحانه وتعالى هو الحقيقة الّتي لا تنقضي {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[الرّحمن: 26-27]".

لا بدّ، بحسب بيغوفيتش، من التهيئة النفسية للقراءة، والاستفادة من كلّ الأجواء والأوضاع والمناسبات، من أجل قراءة متجدّدة للآيات الكريمة، وإبراز المعاني القرآنيّة المتصلة بالأحداث الآنيّة القائمة والملحّة، وتقديمها بشكل موضوعي، للإفادة منها، والاهتداء بمقتضى القواعد القرآنيّة العامّة المناسبة لها.

كتابٌ ثمرة تجارب شخص ناضل وجاهد، وتقلّب في مراكز ومواقع فكريّة وسياسيّة ضخمة، جعلت منه شخصيّة عالميّة وإسلاميّة فذّة، ورؤيته لقراءة القرآن انطلقت من غنى التجربة في سعيها لاستلهام المعاني القرآنيّة، كون القرآن صاحَب الرّئيس بيغوفيتش منذ نعومة أظفاره إلى لحظة وفاته.

إنَّ الآراء الواردة في هذا التّحقيق، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية